أخبار عاجلة
أسعار الفراخ والبيض اليوم الخميس 26 يونيو 2025 -
معرض يستحضر الأندلس في مرتيل -

رحلة برميل النفط.. من الاستخراج إلى التكرير ثم التصدير (تقرير)

رحلة برميل النفط.. من الاستخراج إلى التكرير ثم التصدير (تقرير)
رحلة برميل النفط.. من الاستخراج إلى التكرير ثم التصدير (تقرير)

تبدأ رحلة برميل النفط من أعماق الأرض، لتصل في نهايتها إلى الأسواق العالمية، مرورًا بمراحل معقّدة تجمع بين الابتكار الجيولوجي والتقنيات الصناعية واللوجستية.

ولا تُعد هذه الرحلة مجرد انتقال مادي للخام، وإنما تمثّل سلسلة مترابطة من العمليات تبدأ بالاستكشاف، ولا تنتهي عند التصدير، بل تصل حتى الاستهلاك النهائي في مختلف القطاعات.

ووفقًا لبيانات صناعة النفط لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تُعدّ المرحلة الأولى من رحلة برميل النفط هي الأكثر غموضًا للكثير من المتابعين، إذ تتطلّب عمليات بحث وتنقيب تعتمد على دراسات جيولوجية ومسوح زلزالية متقدمة.

وبعدها، يبدأ الحفر الذي يُجرى عبر مراحل دقيقة تشمل الحفر الاستكشافي، ثم الحفر التطويري، تليه سلسلة من الإجراءات التقنية والاختبارات لضمان سلامة البئر، قبل أن يبدأ النفط التدفق.

ورغم بساطة الصورة الذهنية التي يحملها البعض عن النفط، فإن المرحلة التالية من الحفر، وهي الاستخلاص، تعتمد على تقنيات مختلفة بحسب طبيعة الخزان؛ إذ تتباين طرق الاستخراج ما بين الأولي المعتمد على الضغط الطبيعي، والثانوي الذي يستعين بالمياه أو الغاز، والمعزز الذي يُوظّف فيه البخار أو المواد الكيميائية.

وتُعدّ عملية التكسير الهيدروليكي أبرز التطورات التقنية التي أثّرت في مشهد الإنتاج العالمي خلال العقدَيْن الأخيرَيْن، إذ تستعمل مزيجًا من المياه والرمل والمواد الكيميائية لفك احتجاز النفط والغاز من الصخور، ما ساعد على رفع نسب الاستخراج وتقليل عدد الآبار اللازمة مقارنة بما كان عليه الأمر قبل سنوات.

وبمجرد اكتمال عملية الاستخراج، يبدأ النفط الخام المرحلة الثانية من رحلته، وهي التنقل بين المحطات والمصافي، إذ يُنقل عبر خطوط الأنابيب أو شاحنات الصهاريج أو الناقلات البحرية إلى مرافق التخزين المؤقتة، ثم إلى المصافي التي تتولى تكريره وتحويله إلى مشتقات متعددة تلبي مختلف احتياجات الاقتصاد الحديث.

الاستكشاف والحفر والاستخراج

تبدأ رحلة برميل النفط بخطوة الاستكشاف، إذ تستعين الشركات بتقنيات المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد؛ لتحديد مكامن النفط المحتملة، يليها حفر استكشافي لتقييم الجدوى، وبعد التحقّق، تبدأ مرحلة الحفر التطويري بهدف استخلاص الكميات الاقتصادية من النفط الخام.

ويتطلّب الحفر الحديث تركيب منصات متطورة، سواء في اليابسة أو البحر، ويتخلله استعمال الحفر الأفقي والتقنيات الذكية التي تسمح بتقليل التأثير البيئي وزيادة كفاءة الإنتاج، وهو ما أحدث ثورة في كيفية تطوير الحقول، لا سيما في المناطق المعقّدة جيولوجيًا.

وقد تبدأ عملية الاستخراج بتدفق النفط بفعل الضغط الطبيعي، لكن مع انخفاض هذا الضغط، يُستعمل الحقن بالماء أو الغاز للحفاظ على معدلات الإنتاج.

أما في الحقول الناضجة فتُطبّق تقنيات الاستخلاص المعزز كاستعمال البخار أو البوليمرات لزيادة كفاءة الإنتاج.

كيفية التنقيب عن النفط
عملية التنقيب عن النفط - الصورة من موقع "إنرجي كابيتال آند باور"

تكرير النفط

بعد الاستخراج، ينتقل النفط إلى المصافي، ليبدأ فصل مكوناته المختلفة عبر التقطير التجزيئي، وهي العملية التي تفصل السوائل حسب درجات غليانها.

وتُكمل عمليات التكسير والإصلاح والتحفيز المهمة عبر تحويل الجزيئات الثقيلة إلى منتجات عالية الطلب مثل البنزين والديزل والكيروسين.

وتشمل نواتج التكرير أيضًا غاز النفط المسال، والزيوت الصناعية، والأسفلت، وزيت الوقود الثقيل، ويجري التحكم في خصائص كل منتج عبر سلسلة من التفاعلات الكيميائية والتقنيات الحرارية، ما يجعل هذه المرحلة حاسمة في تلبية احتياجات النقل والصناعة والطاقة المنزلية.

ويشكّل الاستثمار في مصافي التكرير نقطة تمايز بين الدول المصدّرة، إذ إن البعض يكتفي بتصدير الخام، في حين تطوّر دول أخرى قدرات تكرير متقدمة لتحقيق قيمة مضافة محليًا، وتصدير منتجات نهائية ذات هامش ربح أكبر.

مصفاة تعزز هوامش تكرير النفط في أميركا
مصفاة لتكرير النفط - الصورة من إف آند إل آسيا

النقل والتوزيع والتصدير

بعد التكرير، تُنقل المشتقات النفطية إلى مراكز الاستهلاك أو إلى المواني للتصدير، وتُستعمل لذلك أنظمة نقل متنوعة تشمل خطوط الأنابيب، والشاحنات، والسكك الحديدية، والناقلات البحرية العملاقة التي تحمل ملايين البراميل إلى الأسواق العالمية.

وتشكّل هذه المرحلة تحديًا لوجستيًا وبيئيًا، إذ يتطلّب نقل النفط ومشتقاته الالتزام بمعايير صارمة للحفاظ على السلامة وتقليل الانبعاثات والتسربات.

وهنا برزت تقنيات جديدة مثل الأنابيب الذكية، ونظم التتبع بالأقمار الاصطناعية، واستعمال وقود أنظف للناقلات.

كما أن رحلة برميل النفط لا تكتمل إلا بوصوله إلى المستهلك النهائي، سواء عبر محطات الوقود، والمصانع، وشركات الطيران، أو مرافق إنتاج الكهرباء.

ويؤثر أداء هذه السلسلة في الاقتصاد العالمي بأسره، لا سيما مع ارتباط أسعار الخام بالتقلبات الجيوسياسية وحجم الطلب.

خط أنابيب لنقل النفط
خط أنابيب لنقل النفط - الصورة من ميدل إيست أونلاين

مستقبل رحلة برميل النفط

رغم تعقيد رحلة برميل النفط، فإنها تواجه الآن ضغوطًا متزايدة نحو خفض البصمة الكربونية وتحقيق الاستدامة، وهو ما يدفع الشركات إلى تطوير تقنيات الاستخلاص النظيف، ورفع كفاءة التكرير، وتحديث وسائل النقل لتقليل الانبعاثات.

ومع أن مصادر الطاقة المتجددة تشهد نموًا متسارعًا، إلا أن النفط ما زال يشكّل العمود الفقري لإمدادات الطاقة العالمية.

وعلى ذلك، تظلّ رحلة برميل النفط واحدة من أكثر العمليات الصناعية تكاملًا وتطورًا، تتشابك فيها العلوم والهندسة والسياسات الاقتصادية على نحوٍ يصعب فصله عن حاضر الاقتصاد ومستقبله.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

  1. كيفية التنقيب عن النفط.. من البحث والاستكشاف إلى الإنتاج (تقرير) من منصة الطاقة المتخصصة.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مجلس الشيوخ يبدأ مناقشة مشكلات قانون الضريبة العقارية
التالى حضرت احتفالية.. محامي نوال الدجوي يرد على تحدي الخصوم: "الدجوي في كامل قواها العقلية