في يونيو 2025، شنت الولايات المتحدة ضربات دقيقة استهدفت منشآت نووية إيرانية رئيسية (فوردو، نطنز، أصفهان)، باستخدام قاذفات الشبح B-2 وصواريخ توماهوك أطلقت من غواصات بحرية.
ووفقًا لـ"سي إن إن"، استخدمت واشنطن نحو 30 صاروخ توماهوك لتقويض البرنامج النووي الإيراني، مما أدى إلى تصعيد فوري من طهران التي ردت بإطلاق صواريخ باليستية باتجاه قواعد أمريكية في قطر والعراق، وأهداف داخل إسرائيل.
شاركت البحرية الأمريكية بشكل محوري في التصدي للهجمات الإيرانية، عبر نظام إيجيس للدفاع الصاروخي، المزود بصواريخ اعتراضية من طرازي SM-3 وSM-6.
لكن تقرير نشرته مجلة Maritime Executive أشار إلى أن معدل استخدام هذه الصواريخ كان "مقلقًا"، بحسب تصريحات الأدميرال جيمس كيلبي أمام لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ.
كيلبي أوضح أن البحرية ما زالت تحتفظ بمخزون كافٍ "حتى الآن"، لكنه حذّر من أن وتيرة الاستهلاك المرتفعة تشكّل تهديدًا على الجاهزية المستقبلية، خاصة في ظل المهام المتعددة حول العالم.
مخاطر استراتيجية تمتد إلى آسيا
تتصاعد المخاوف من أن يؤدي استنزاف صواريخ SM-3 في الشرق الأوسط إلى إضعاف الاستعداد الأمريكي في مواجهة الصين، حيث تُعد هذه الصواريخ أساسية لمواجهة التهديدات الباليستية الصينية، مثل صاروخي DF-21 وDF-26، المصممين لضرب السفن الحربية الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ.
ووفق المجلة، فإن أي صراع في مضيق تايوان أو بحر الصين الجنوبي سيعتمد بشكل كبير على جاهزية البحرية الأمريكية وقدرتها على الدفاع الصاروخي بعيد المدى.
تحديات صناعية
وزير البحرية الأمريكية جون فيلا أشار إلى أن هناك جهودًا لتوسيع إنتاج هذه الصواريخ، بما في ذلك البحث عن موردين جدد.
لكن هذه المساعي تصطدم بعوائق: نقص في المواد الخام، ارتفاع تكاليف الإنتاج، قيود في سلاسل الإمداد، صعوبة تسريع خطوط الإنتاج الحالية.
ويُذكر أن تكلفة صاروخ SM-3 الواحد تتراوح بين 9 و15 مليون دولار، مما يجعل عملية تعويض المخزون المستنفد عبئًا ماليًا واستراتيجيًا طويل الأمد.
تحذيرات قديمة تعود للواجهة
صحيفة واشنطن بوست أعادت التذكير بتحذيرات سابقة تعود لفترات الصراعات في سوريا والعراق، حين أثيرت نفس المخاوف حول الاعتماد المفرط على الذخائر الدقيقة دون استثمار مواكب في القاعدة الصناعية العسكرية.
الصحيفة شددت على أن هذه الأزمة ليست ظرفية، بل هيكلية، وتحتاج إلى استراتيجية صناعية طويلة الأجل للحفاظ على التفوق العسكري الأمريكي في ظل عالم متغير وساحات صراع متعددة.