أخبار عاجلة

بين الآلي والإنساني .. "إيسيسكو" تناقش الجامعة في زمن الذكاء الاصطناعي

بين الآلي والإنساني .. "إيسيسكو" تناقش الجامعة في زمن الذكاء الاصطناعي
بين الآلي والإنساني .. "إيسيسكو" تناقش الجامعة في زمن الذكاء الاصطناعي

شدد مسؤولون جامعيون مغاربة وأجانب على أن نجاح القيادة الجامعية في المستقبل بدول العالم الإسلامي خُصوصا، والعالم عموما، يحتاج حرصها على “عدم الانحياز كليا إلى التكنولوجيا، أساسا تقنيات الذكاء الاصطناعي، أو إلى التفكير البشري، بل ضمان التوازن في ما بينهما”، مع “القدرة على التكيُّف مع الطوارئ التي قد ترٌبك برامج الجامعة، مثل توقف تمويل ما أو إلغائه”.

جاء ذلك في جلسة علمية حوارية قاربت “إعادة تعريف القيادة الجامعية في المستقبل”، عُقدت على هامش أشغال منتدى رؤساء الجامعات في العالم الإسلامي في دورته السادسة، الذي افتتح أمس الاثنين بمقر “الإيسيسكو” بالرباط، وترأسها منصور العور، رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية بالإمارات العربية المتحدة.

وأكد العور، خلال تقديمه المُقتضب للجلسة، أن “الرئيس أو المدير في الغد لن يعود مجرد حارس للتميز، بل يتعيّن عليه أن يكون مفكرا منهجيا، وبانيا للعقول، وكذلك إنسانا بكل ما تحمله الكلمة”، بتعبيره، مشيرا إلى أنه اليوم “أمام رهانات ضمان النمو الشامل للمؤسسة الجامعية وبناء أنظمة إيكولوجية للابتكار”.

ضرورة التوزان

حسن زيدي، نابب مستشار معهد غولام إسحاق خان للعلوم الهندسية والتكنولوجيا بباكستان، وضحّ بداية أن “الجامعات تقليديا تُركّز على التميّز الأكاديمي والبحثي، بالإضافة إلى المشاركة المجتمعية وخدمة المجتمع”، متوقعا أن “تظل هذه الأهداف في عصر الذكاء الاصطناعي كما هي، لكن الأدوات ستتغير”.

وأضاف زيدي في مداخلته خلال الجلسة ذاتها: “لذلك يتعيّن دمج التكنولوجيا، خاصة في ظل ما يغص به هذا العصر من تطورات هائلة في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والأمن السيبراني والحوسبة”، مردفا: “في ظل هذه الثورة التكنولوجية المتخلّقة يتعيّن على القائد أن يتبنى نهجا يحقق التوزان بين مختلف الجوانب”.

وقبل أن يبسُط هذا التوازن لفت المتحدث ذاته إلى أنه “لا يمكن السماح للتكنولوجيا بأن تضعف التفكير البشري أو الحدس الإنساني؛ ما يفرض على القائد أن يحرص على ضمان رسوخ القيم الإنسانية رغم كل هذا المد التكنولوجي”، موردا أن “التوازن في هذا الصدد يقصد به عدم الانحياز كليا إلى التكنولوجيا، وعدم التركيز فقط على الجانب الإنساني”.

“كما أن كل المخاوف الأخلاقية التي يثيرها تطور ذكاء الآلة، ومسائل الخصوصية والأمن السيبراني، يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند وضع إستراتيجيات المؤسسة والجامعة”، يضيف المسؤول الجامعي الباكستاني، مشددا على أنه “يجب تحديد كيفية إدماج التكنولوجيا في توجيه مسارات البحث”، لتحقيق التميز البحثي.

الحاجة إلى التكيّف

معن رشيد عريقات، مستشار لدى رئيس جامعة ولاية أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية، شدد على أن من يتخذون القرار بالمؤسسة الجامعية “يتعيّن ألا يكونوا محدودي الرؤية، (بل) عليهم اغتنام كل فرصة تعود بالنفع على مؤسساتهم وجامعاتهم؛ فهذه الأخيرة لا تشتغل بمعزل عن محيطها”، بتعبيره، مردفا بأنها “طاقم عمل، هيئة تدريس وطلاب، لكنها أيضا البيئة التي تنمو فيها”.

واستحضر عريقات في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية أن جامعته “لديها وحدة للتواصل العالمي”، مبرزا أن القيادة فيها “تشجع أعضاء هيئة التدريس والموظفين على التفكير المستقل وتقديم المقترحات”.

كما شدد المتحدّث في منتدى رؤساء الجامعات في العالم الإسلامي على أنه “من المهم أن نكون قادرين على التكيف، فالتغيرات تحدث فجأة”، بتعبيره، مقدما مثالا حيا؛ حيث “حصلت جامعة ولاية أريزونا على تمويل ضخم من المؤسسة الوطنية للعلوم ومعاهد الصحة الوطنية، لكن فجأة، بين عشية وضحاها، خسرت كل هذه الأموال”، وزاد: “هذا يمكن أن يؤثر بشدة على كل برامجنا”.

وأكد المسؤول الجامعي أن “القدرة على التكيف ضرورية، لأن الأحداث قد تقع فجأة دون سابق إنذار، فبغض النظر عن مدى جاهزيتك (كمسؤول جامعي) ثمّة عوامل خارجة عن إرادتك قد تؤثر عليك بشكل جذري”، بتعبيره.

التفكير المنظّم

يعتقد محمد السعيدي، رئيس المدرسة العليا للمعلوميات وتحليل النظم ENSIAS، أن “قيادة الجامعة يتعيّن أن تكون مزودة بعدة مهارات، أهمها التفكير المنظومي”، مشددا على أن “هذا أمر أساسي بما أننا نتعامل (في الميدان الجامعي) مع نظام معقّد يشمل مختلف أنواع القرارات والتخصصات”.

واتفقّ السعيدي، في مداخلته خلال الجلسة ذاتها، مع الطرح القائل إن “دمج التكنولوجيا، وخاصة تقنيات الذكاء الاصطناعي، باعتبارها أداة تمكين على مختلف المستويات الأكاديمية، وكذلك على مستوى الشبكات والبحث والتدريب، أمر لا يقل أهمية”، مشددا على ضرورة استحضار الجانب القانوني للذكاء الاصطناعي، “فعندما يتعلّق الأمر بأطر العمل بهذا الأخير فإن قدرة الجامعة على التكيّف والامتثال لهذه الأطر تعد مسألة في غاية الأهمية”.

جدير بالذكر أن المنتدى الذي يستمر ليومين (23 و24 يونيو) يعرف مشاركة رفيعة المستوى لعدد من الوزراء، ونحو 150 أكاديميا مرموقا من قادة الجامعات وعمداء الكليات ونوابهم من مختلف مؤسسات التعليم الجامعي في العالم الإسلامي، بهدف “التباحث حول مستقبل التعليم العالي والذكاء الاصطناعي، ونظم التعلم المفتوح عن بعد، ودور التمويل العام وحشد الموارد في تحقيق مفهوم الجامعة المستدامة”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أول تعليق من الأهلي الليبي على أحداث مباراة الاتحاد بمشاركة كهربا
التالى فلورنتينو بيريز: كأس العالم للأندية 2025 بداية استثنائية لعصر كروي جديد.. وسنواصل العمل للمستقبل