قال خبير عسكري إن إيران كانت أمام خيارات متعددة للرد على الضربات الأمريكية، إلا أن هذه الخيارات كانت معقدة للغاية، خاصة إذا تعلق الأمر برد مباشر على القواعد الأمريكية في المنطقة، إذ إن مثل هذا الخيار قد يستدعي ردا أمريكيا واسعا.
وذكر الفلاحي في مداخلة مع قناة "الجزيرة": "طهران لجأت إلى خيار الرد المحدود عبر استهداف قاعدة العديد الجوية في قطر، وهو ما يختلف كثيرا من حيث التداعيات المحتملة، لا سيما وأن القاعدة قد أُخليت بدرجة كبيرة في الفترة الأخيرة".
وأضاف: "هذا العامل قد يسهم في منع رد أمريكي مباشر على الضربة الإيرانية، ما قد يوفر مخرجا لكافة الأطراف نحو خفض التصعيد والتوصل إلى تفاهمات تحفظ ماء الوجه، خصوصًا لطهران التي باتت تعتبر نفسها في موقع الرد".
وتابع: "إسرائيل تجد نفسها الآن في موقف محرج نتيجة الضربات الإيرانية، مما يفتح المجال أمام اتفاق غير معلن بين الأطراف المعنية، تقضي بموجبه الولايات المتحدة بعدم الرد، مقابل التزام إيران بعدم التصعيد واستشهد بتصريحات صدرت عن مسؤول إيراني رفيع، أكد فيها أن إيران لن تقوم بأي ضربات إضافية إذا توقفت العمليات العسكرية من كافة الأطراف".
وعلى الصعيد العسكري، أكد الفلاحي أن إيران استخدمت خلال اليومين الماضيين صواريخ متطورة ودقيقة لم تستخدم سابقا، قادرة على الوصول إلى أهدافها رغم امتلاك إسرائيل والولايات المتحدة منظومات دفاع جوي متقدمة.
وبخصوص استهداف قاعدة "العديد"، قال الفلاحي: "عدد الصواريخ الموجهة نحو القاعدة كان محدودًا، مما يسهل مهمة اعتراضها من قِبل الدفاعات الجوية الأمريكية، ولكن فاعلية الاعتراض تتراجع في حال كانت الصواريخ المستخدمة متطورة تقنيًا".
وأكمل: "إيران قد تكون اختارت عمدا صواريخ قابلة للاعتراض، في سياق مناورة سياسية وعسكرية تتيح لها تسجيل رد رمزي دون استفزاز ردود فعل قوية من الجانب الأمريكي".