أكد العميد محمود محيي الدين، الخبير الاستراتيجي أن هناك وساطات تجري بين جميع الأطراف في المنطقة، مشيرا إلى أن تبادل المعلومات بين هذه الأطراف يهدف إلى تقليل الخسائر البشرية، باعتبار أن وقوع قتلى في صفوف العسكريين الأمريكيين يمثل انتهاكا للكرامة والسيادة الأمريكية.
وقال محيي الدين في مداخلة مع برنامج "على مسؤوليتي" المذاع على قناة "صدى البلد": "قد تكون هناك تفاهمات مسبقة، خصوصًا فيما يتعلق بخفض التصعيد، موضحًا أن تجنب سقوط قتلى أمريكيين قد يكون شرطًا ضمنيًا لتفادي تصعيد عسكري واسع".
وأضاف: "لا استبعد أن تكون قطر على علم مسبق بالضربة الإيرانية، خاصة مع إعلانها إلى جانب دول أخرى إغلاق مجالها الجوي قبل الضربة بساعات، مما يعزز فرضية التنسيق غير المباشر".
وتابع: "الرد الإيراني استهدف قاعدة أمريكية، ويجعل الجانب الأمريكي يفكر بشكل أعمق في كيفية التعامل مع إيران، لأن المواجهة المباشرة تتطلب مجهودا جوا وبريا وبحريا ضخما، ولن يكون من السهل إسقاط النظام الإيراني بضربات جوية أو عمليات استخباراتية".
واعتبر أن النظام الإيراني راسخ منذ أكثر من خمسين عاما، ويستند إلى بنية قومية متماسكة، وأن كافة القوميات الإيرانية تتحد في مواجهة أي عدوان خارجي، وهو ما عكسه الرد الإيراني الذي بدا كرسالة داخلية وخارجية للدفاع عن الكرامة الوطنية وفتح نافذة للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وواصل: "الرد الإيراني جاء بعد ساعات من لقاء وزير الخارجية الإيراني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، ما يشير إلى أبعاد استراتيجية في هذا الرد، وهذه التطورات قد تكون بداية لتحرك نحو مفاوضات أوسع بوساطة أمريكية وروسية، خاصة أن استمرار الحرب قد يؤدي إلى توسعها إقليميا بشكل خطير".
وأكمل: "إيران تتمتع بالقدرات العسكرية القادرة على إغلاق مضيق هرمز بسهولة، خاصة أن الناقلات الضخمة تمر عبر المياه العميقة القريبة من السواحل الإيرانية،
واختتم: "إيران قادرة على زرع 50 لغمًا بحريا كفيلة بإغلاق المضيق لسنوات والضربة الإيرانية ليست مجرد رد فعل، بل تحمل بعدا استراتيجيا لترميم الداخل الإيراني واستعادة الكرامة الوطنية، في ظل الخسائر الفادحة التي خلفها الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية".