افتتح العراق، اليوم الأحد 22 يونيو/حزيران 2025، محطة طاقة شمسية جديدة داخل حقل شرق بغداد – المنطقة الجنوبية، في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها في مسار إدماج الطاقة المتجددة في الحقول النفطية، وفقًا لبيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وشهد حفل الافتتاح حضور مدير عام شركة نفط الوسط، المهندس محمد ياسين حسن، إلى جانب مسؤولين من شركة "إي بي إس" الصينية (EBS)، المشغّلة للحقل.
وأكد المدير العام، في كلمته خلال الافتتاح، أن المشروع يمثّل "بداية واعدة" لمشروعات مستقبلية تهدف إلى توسيع استعمال الطاقة الشمسية في جميع الحقول النفطية التابعة للشركة، دعمًا لإستراتيجية تقليل الانبعاثات الكربونية، والتحول نحو الطاقة المستدامة، بما يتماشى مع السياسات الحكومية البيئية.
وتُعدّ المحطة الجديدة خطوة عملية في هذا الاتجاه، إذ تتكوّن من 2338 لوحًا شمسيًا، وتبلغ قدرتها الإنتاجية الإجمالية نحو 1.3 ميغاواط، وهي طاقة كهربائية كافية لتشغيل مخيمات شركة "إي بي إس" ونفط الوسط في منطقة "إس 2" (S2)، ما يوفر قرابة 720 ألف دولار سنويًا كانت تُنفق على الكهرباء المنتجة من مصادر تقليدية، فضلًا عن خفض ألفين و640 طنًا من الانبعاثات الكربونية سنويًا.
الطاقة الشمسية في العراق
تندرج هذه المبادرة ضمن جهود توسيع نطاق الطاقة الشمسية في العراق، التي بدأت تكتسب زخمًا متزايدًا في السنوات الأخيرة.
وتسعى الحكومة إلى إدماج مصادر الطاقة المتجددة -لا سيما الطاقة الشمسية- في مزيج الكهرباء الوطني، للحدّ من الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز الأمن الطاقي.
ويأتي المشروع الجديد في إطار اتفاقية تعاون بين شركة نفط الوسط العراقية وشركة EBS الصينية، ما يسلّط الضوء على أهمية الشراكات الدولية بدعم التحول الطاقوي في البلاد.
ووفقًا لتقديرات وزارة الكهرباء العراقية، يبلغ إجمالي القدرة المستهدفة من مشروعات الطاقة الشمسية نحو 12 غيغاواط بحلول 2030، ما يشكّل نحو 30% من إجمالي الطلب المتوقع على الكهرباء.

حقل شرق بغداد
يقع حقل شرق بغداد ضمن نطاق يمتد من شرق مدينة الصويرة إلى النباعي مرورًا بشرق العاصمة، ويُعدّ خامس أكبر حقل نفطي في العراق من ناحية حجم الاحتياطيات.
وتصل مساحة الحقل إلى أكثر من 120 كيلومترًا طولًا، وعرض يتراوح بين 5 و7 كيلومترات. ويضم الحقل 3 مناطق رئيسة: الامتدادات الشمالية، والجزء الشمالي، والمنطقة الجنوبية الواقعة جنوب نهر ديالى، وفق موسوعة حقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة.
ويتميز الحقل بتركيبته الجيولوجية المعقّدة، إذ يتكوّن من طية محدّبة متأثرة بفوالق طولية وعرضية، تضم مكامن التنومة والخصيب والزبير، التي تحتوي على تجمعات نفطية من العصر الطباشيري الأعلى والأسفل.

احتياطيات الحقل
شهد الحقل في يناير/كانون الثاني 2025 اكتشافًا نفطيًا ضخمًا أضاف أكثر من ملياري برميل إلى احتياطياته، ما رفع الإجمالي إلى نحو 15 مليار برميل، مقارنة بـ13 مليارًا سابقًا.
ويُعدّ هذا الاكتشاف الأكبر في وسط العراق منذ عقود، بحسب ما صرّح به المدير العام محمد ياسين، مشيرًا إلى أن الحقل بات الآن محورًا إستراتيجيًا في سياسة تطوير قطاع النفط.
ووفقًا للمشرف على عمليات التطوير تحت السطحية، حيدر قيس محمود، فإن الاحتياطي المثبَت عند توقيع عقد التطوير مع شركة "إي بي إس" عام 2018 كان بحدود 7.5 مليار برميل، قبل أن تتضاعف الكمية إثر عمليات استكشاف ناجحة.
يسهم حقل شرق بغداد بدعم منظومة الكهرباء في وسط وجنوب العراق، من خلال تزويد محطة كهرباء القدس، وكذلك محطة الزبيدية الحرارية في محافظة واسط، بالإضافة إلى تكرير جزء من إنتاجه في مصفاة الدورة.

مشروع الطاقة الشمسية في حقل شرق بغداد
يمثّل مشروع الطاقة الشمسية في حقل شرق بغداد نموذجًا للتكامل بين التكنولوجيا الحديثة والبيئة، ويعكس التزام العراق بخفض انبعاثاته ضمن اتفاقيات المناخ الدولية، كما يوفّر فرصًا لتحسين كفاءة الطاقة، وخفض التكاليف التشغيلية في المدى البعيد.
ويؤكّد هذا المشروع التوجّه المتنامي نحو اعتماد حلول مبتكرة تُوازن بين أمن الطاقة والحفاظ على البيئة، وسط تحديات كبيرة تواجه البلاد في ملفَّي الكهرباء والانبعاثات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..