من المقرر أن تُجرى اختبارات على سيارات تيسلا ذاتية القيادة، غدًا الأحد 22 يونيو/حزيران 2025، التي يُتوقع السماح بنشرها نهاية الأسبوع الجاري من قِبل الهيئة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة.
وتراجع الهيئة قدرة المركبات الكهربائية التي تُصنّعها الشركة الأميركية، وتشغلها بنظام الأجرة، على العمل في أوقات انتشار الضباب أو الثلوج أو حتى الشمس الحارقة.
وتراجع الهيئة حاليًا ردود تيسلا على أسئلة أرسلتها إليها في مايو/أيار الماضي، بشأن التعامل مع ظروف الطقس السيئ، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويأتي ذلك وسط خلاف حاد بين مؤسس ورئيس الشركة إيلون ماسك، والرئيس الأميركي دونالد ترمب، انعكس سلبًا على وضع سهم الشركة في البورصة، وفاقم من خسائر المبيعات وقيمتها السوقية.
ولا يُعرف ما إذا كان هذا الخلاف بين أصدقاء الأمس وأعداء اليوم، سينعكس على قرار هيئة سلامة المرور بالسماح لمنتجات تيسلا من السيارات ذاتية القيادة من عدمه، خصوصًا أنها كانت متشددة من قبل في هذا الشأن بسبب الحوادث العديدة لتلك المركبات، لكن في الوقت الذي كان فيه ماسك ضمن فريق ترمب الحكومي، انتشرت أنباء أن هذه العلاقة ستجعل الهيئة تتساهل في هذا الأمر.
رسائل للمشاركة في اختبار سيارات تيسلا ذاتية القيادة
وجّهت شركة تيسلا عددًا محدودًا من الدعوات إلى أشخاص للمشاركة في تجربة سيارات الأجرة الكهربائية ذاتية القيادة، في أوستن بتكساس، وفق ما أظهرته بعض التغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، وصور لرسائل وصلت إلى هؤلاء الأشخاص عبر البريد الإلكتروني.
وكانت هيئة سلامة المرور قد أعلنت، أمس الجمعة 20 يونيو/حزيران 2025، مراجعة ردود تيسلا على معايير السلامة للسيارة في ظروف الطقس السيئ، التي يمكن أن تحجب الرؤية، تمهيدًا لنشرها نهاية الأسبوع الجاري.
وفي خطاب من الهيئة أرسلته إلى الشركة في شهر مايو/أيار الماضي، طلبت الإجابة عن مجموعة من الأسئلة الخاصة بتعامل السيارات ذاتية القيادة مع ظروف الطقس السيئ، وحدّدت 19 يونيو/حزيران الجاري، آخر موعد لتلقي الإجابات.
وقالت الهيئة إنها تلقت إجابات الشركة، "وتراجعها حاليًا، وبمجرد الانتهاء منها، سنحدّث ملف الشركة لدينا".
ووفق نص دعوات تيسلا إلى المشاركة في اختبارات سيارات الأجرة الكهربائية ذاتية القيادة، فإن الشخص الذي سيشارك سيجلس على المقعد المجاور لمقعد قائد المركبة المفترض.
وكان من بين الأسئلة التي وجّهتها الهيئة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة، لشركة تيسلا؛ هو إذا كانت المركبات "ستخضع لإشراف الشركة أو مراقبتها بصورة فورية".
تحقيقات بسبب الحوادث
تُجري الهيئة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة في أميركا، تحقيقات على سيارات تيسلا ذاتية القيادة منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول 2024.
ويغطي التحقيق 2.4 مليون سيارة كهربائية مزوّدة بتقنيات ذاتية القيادة بالكامل، بعد 4 حوادث تصادم، منها حادث مميت وقع في 2023.
وفي خطاب الهيئة لشركة تيسلا خلال الشهر الماضي، سألت عن كيفية تعامل سيارة الأجرة الكهربائية ذاتية القيادة في ظروف الطقس غير الطبيعية مثل الأمطار والثلوج وانتشار الغبار في الهواء أو الضباب.
وعلّق رئيس تيسلا إيلون ماسك على اختبارات تجريها الشركة غدًا الأحد، بقوله: "إن التركيز الأساسي سيكون على سلامة الأشخاص مع مراقبة السيارات عن بُعد".
غير أن الخلاف العنيف الذي اندلع بين ماسك وترمب في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، قد يُلقي بظلاله على سير موافقات الهيئة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة.
وكان الخلاف، الذي جاء بعد أيام من مغادرة ماسك حكومة ترمب التي انضم إليها لمدة 4 أشهر فقط، بشأن مشروع موازنة العام الجديد، الذي يرفع حد الدين الحكومي. ودعا ماسك إلى الضغط لرفض مشروع موازنة ترمب، ورد عليه الأخير قائلًا إن "ماسك كان صديقًا، ولا أعرف إذا كان سيستمر كذلك"، متهمًا إياه بالاعتراض بسبب إلغاء إعفاءات السيارات الكهربائية، التي وضعتها الإدارة السابقة بقيادة جو بايدن.
وانخفض سهم شركة تيسلا بنسبة 14% بمجرد بدء المعركة الكلامية بين الصديقيْن، كلٌّ منهما عبر منصته "إكس" و"تروث سوشيال".
وأسهم في أزمات شركة السيارات الكهربائية تراجع المبيعات. وما تزال مبيعات سيارات تيسلا في أوروبا منخفضة في الأسواق الرئيسة. في الوقت نفسه، هبطت المبيعات في الولايات المتحدة خلال أول 4 أشهر من 2025 بنسبة 9.7% عن العام الماضي.
كما واصلت مبيعات الشركة المصنعة في الصين الهبوط، مسجلة بذلك تراجعًا خلال آخر 8 أشهر، بانخفاض نسبته 15% على أساس سنوي في مايو/أيار الماضي. وهبطت القيمة السوقية لأسهم الشركة من 1.54 تريليون دولار في ديسمبر/كانون الأول 2024؛ إلى 777 مليار دولار حاليًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
