الناجحة الوحيدة بمدرسة الرسوب الجماعي تتواصل فصول الكارثة التعليمية التي هزت محافظة بني سويف، فواقعة رسوب 59 طالبًا وطالبة ونجاح فتاة واحدة فقط في مدرسة «حميدة أبوالحسن» الإعدادية لم تعد مجرد أرقام صادمة، بل تحولت إلى قضية رأي عام كشفت عن خلل إداري وتربوي عميق، ودقت جرس إنذار دفع المحافظ الدكتور محمد هاني غنيم لاتخاذ قرارات حاسمة وفورية لإعادة الأمور إلى نصابها.
الناجحة الوحيدة بـ مدرسة الرسوب الجماعي
في تحرك لافت يعكس فهمًا عميقًا لجذور المشكلة، أصدر محافظ بني سويف توجيهاته بصرف مكافأة مالية فورية لرئيسي لجنتي الامتحانات اللتين أدى فيهما طلاب المدرسة المنكوبة امتحاناتهم، وذلك تقديرًا للانضباط الشديد وتطبيق قواعد مكافحة الغش بحزم، مما يؤكد أن الأجواء الامتحانية كانت عادلة، وأن الصرامة لم تكن سببًا في الفشل بل كانت الكاشف الحقيقي لمستوى التعليم المتدني داخل المدرسة.
إقالة وتحقيق ولجنة فنية لكشف المستور
لم يتوقف الأمر عند المكافأة، بل تبعه سيف العقاب، حيث قرر المحافظ إعفاء إدارة المدرسة بالكامل من مهامها وإحالة مدير ووكيل إدارة الواسطى التعليمية للتحقيق العاجل، واصفًا ما حدث بالنتيجة المباشرة لسوء الأداء والإهمال، كما وجه بتشكيل لجنة فنية متخصصة لإعادة فحص أوراق إجابات الطلاب والوقوف على الأسباب الحقيقية وراء هذا الانهيار التعليمي، داعيًا للقاء مجتمعي عاجل لطرح حلول واقعية.
مي الناجية الوحيدة تروي الحقيقة من قلب الفصل
في قلب هذه العاصفة، لمع نجم الطالبة مي سعيد فوزي، الناجية الوحيدة التي روت قصة كفاحها الفريدة، حيث قالت إنها كانت تحضر إلى المدرسة يوميًا وفي كثير من الأحيان كانت تجلس في الفصل بمفردها، واعتمدت على نفسها في المذاكرة ولم تحصل على دروس خصوصية إلا في أربع مواد فقط، ورغم حصولها على مجموع 157.5 درجة إلا أنها تشعر بأن درجتها أقل مما تستحق لكنها تخشى التقدم بتظلم خوفًا من أن يتم إنقاصها.
اعتراف خطير وأحلام جديدة تولد من رحم الأزمة
كشفت مي عن تفاصيل صادمة عندما أشادت بقرار إقالة الإدارة قائلة “كنا بنكدب على الموجهين ونقول إن المدرسين بيشرحوا”، وهو اعتراف يفسر الكثير ويكشف عن حجم التواطؤ الذي كان يحدث، وعلى الرغم من حزنها الشديد على زملائها، لم تفقد مي الأمل، فرغم أن حلمها بدخول الثانوية العامة قد تبدد، إلا أنها صممت على النجاح قائلة “هدخل تجاري وهشد حيلي وهدخل كلية إن شاء الله”، لتتحول قصتها إلى منارة أمل وإصرار وسط ركام الفشل والإهمال.
