أكد العميد سمير راغب الخبير العسكري أن الصاروخ الإيراني الذي أُطلق فجر الخميس يمثل تطورا نوعيًّا في القدرات الصاروخية الإيرانية، بعدما نجح في اختراق جميع طبقات الدفاعات الجوية الإسرائيلية والوصول إلى أهدافه الحيوية في مناطق مثل حيفا وبئر السبع.
وقال راغب في مداخلة مع برنامج "الحكاية" المذاع على قناة "‘م بي سي مصر": "هذا الصاروخ هو نفسه الذي سبق أن تحدث عنه في مداخلات سابقة، وهو صاروخ باليستي فرط صوتي يتميز بخاصية (ميرف) أي القدرة على الإطلاق المتعدد المستقل مع إعادة الدخول وهي خاصية متقدمة تسمح للرأس الحربي بحمل عدة رؤوس صغيرة أو شحنات فرعية تنفصل عنه قبل الوصول إلى الهدف الرئيسي".
وأضاف: "الرأس الحربي ينفصل على ارتفاع 7 كيلومترات، ثم ينشطر ليطلق صواريخ فرعية قادرة على إصابة عدة أهداف متزامنة ضمن دائرة واسعة، وهو ما يجعل احتمالية اعتراضه تقترب من الصفر، خاصة أن الصاروخ يتحرك خارج الغلاف الجوي بسرعة تفوق سرعة الصوت، ما يؤدي إلى تكون مادة البلازما حوله، وبالتالي لا يمكن رصده بالرادارات التقليدية".
وتابع: "منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، سواء ثلاثية أو خماسية الطبقات، غير قادرة على رصد هذا النوع من الصواريخ إلا على مسافات قصيرة جدًا قبيل دخوله المجال الجوي، وحينها يكون قد نفّذ عملية الانشطار وأطلق الصواريخ الفرعية بالفعل، ما يجعل اعتراضه عديم الجدوى.
وواصل: "الصاروخ لا يمكن وصفه بالانشطاري بالمعنى التقليدي، بل يتميز بقدرة متقدمة على الانتشار الأفقي للأهداف قبل لحظة الاصطدام، بحيث يحدث أضرارا في حي بأكمله مثل بيتام أو بئر السبع، مثلما حدث في استهداف مقر المخابرات قرب مستشفى في بئر السبع، حيث أدت الموجة الانفجارية إلى تضرر المستشفى أيضا".
وفيما يتعلق بدقة الصواريخ الإيرانية قال راغب: "الصاروخ الإيراني الجديد يختلف تماما عن الصواريخ الباليستية التقليدية التي تطلق بشكل غير موجه إذ يجمع بين تكنولوجيا الكروز والدقة التوجيهية المتقدمة، حيث يتم توجيهه أو إعادة توجيهه في مرحلة الطيران، ويزوّد الرأس الحربي بكاميرا ومحرك ونظام توجيه مستقل يضمن إصابة دقيقة للغاية، وهو ما فسر بالضربات التي أصابت مواقع حساسة قرب مبنى مايكروسوفت ومواقع عسكرية مجاورة لمستشفيات إسرائيلية".
