أكد اللواء نصر سالم، الخبير العسكري، أن فهم المشهد الحالي بين إيران وإسرائيل لا يمكن أن ينعزل عن دروس وخبرات سابقة في المنطقة، مشيرا إلى أن الحرب الإيرانية-العراقية تقدم نموذجًا مهمًا لفهم طبيعة الصراع وقدرة إيران على امتصاص الضربات ثم استعادة توازنها.
وقال سالم في مقابلة مع برنامج "الحياة اليوم" المذاع على قناة "الحياة": "عقب الثورة الإيرانية، قام الخميني بعزل معظم قيادات الجيش، ما أفقد المؤسسة العسكرية الإيرانية عقلها، وهو ما استغلته العراق لتتقدم وتستحوذ على ثلث الأراضي الإيرانية في بداية الحرب لكن إيران سرعان ما استعادت توازنها العسكري بعد استدعاء القيادات السابقة، ونجحت في استرداد أراضيها ومواقعها".
وأضاف: "الولايات المتحدة، في مرحلة لاحقة، عملت على إضعاف العراق وتدميره حينما شعرت بأنه أصبح قوة حقيقية قادرة على تهديد إيران، وهو ما يثبت الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة تقوم على الإبقاء على إيران قوية بالقدر الكافي لتحقيق نوع من الاتزان الاستراتيجي".
وتابع: "واشنطن لا تريد لإسرائيل أن تصبح قوة مطلقة غير خاضعة للضبط، ولذلك فإن وجود إيران قوية أو على الأقل غير منهارة يحقق توازنا يمكن أمريكا من إبقاء السيطرة على إسرائيل".
وأوضح سالم أن أي عدوان إسرائيلي أو أمريكي على إيران لن يؤدي إلى انهيار النظام الإسلامي الحاكم كما يتوهم البعض، لأن الشعوب لا تنقلب على أنظمتها أثناء مواجهة تهديد خارجي، بل تتوحد في وجه العدو.
وذكر: "لو تخيلت الولايات المتحدة أنها سوف تضرب إيران وسيقوم الشعب الإيراني بقلب نظام الحكم لن يحدث، ما حدث في سوريا لن يتكرر في إيران".
وتوقع اللواء نصر سالم أنه في حال تورط الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع إيران، فإن الوضع لن ينتهي بخير، بل من المرجح أن تدخل روسيا والصين ولو من خلف الستار في المواجهة، مما ينذر بتحول الصراع إلى حرب كبرى متعددة الأطراف.
ولفت إلى أن أمريكا لا تدخل أي حرب بشكل منفرد، بل تسعى دائمًا لتكوين تحالف دولي، مستشهدًا بحربها ضد العراق أو تدخلها في سوريا، حيث شكلت تحالفًا ضم أكثر من 60 دولة، ما يفتح الباب أمام سيناريو مشابه حال تصاعد الصراع مع إيران.