تتجه أنظار الأسواق المالية العالمية نحو الولايات المتحدة مع اقتراب موعد الاجتماع القادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Federal Reserve) لتحديد سعر الفائدة، والذي يعد من أبرز الأحداث الاقتصادية في عام 2025.
ووفقًا لجدول اجتماعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC)، من المقرر أن يعقد الاجتماع القادم يومي 30 و31 يوليو 2025، حيث سيتم مناقشة السياسة النقدية وسعر الفائدة الرئيسي، مع توقعات بتأثيرات كبيرة على الأسواق العالمية، بما في ذلك أسعار الذهب، الدولار، والعملات الرقمية مثل البيتكوين.
وفي هذا التقرير من بانكير، نستعرض ما المتوقع من الاجتماع القادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
خلفية الاجتماع وأهميته
ويعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي ثمانية اجتماعات سنوية لمناقشة السياسة النقدية، ويعتبر اجتماع يوليو 2025 الخامس في جدول العام.
وتأتي أهمية هذا الاجتماع في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، تقلبات أسعار السلع الأساسية، والسياسات التجارية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض.
وهذه العوامل تزيد من الضغوط التضخمية، مما يجعل قرارات الفيدرالي بشأن الفائدة محط أنظار المستثمرين.
وفي اجتماعه الأخير يومي 17 و18 يونيو 2025، قرر الفيدرالي الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير عند نطاق 4.25% إلى 4.50%، وهو القرار الرابع على التوالي بتثبيت الفائدة في 2025.
وأشار رئيس الفيدرالي، جيروم باول، خلال المؤتمر الصحفي إلى أن البنك يراقب عن كثب بيانات التضخم وسوق العمل، مع توقعات بخفض الفائدة مرتين فقط خلال العام، مقارنة بتوقعات سابقة بأربعة تخفيضات.

توقعات اجتماع يوليو 2025
وتشير التوقعات الاقتصادية إلى أن الفيدرالي قد يلجأ إلى خفض طفيف في سعر الفائدة في يوليو 2025، بنسبة 25 نقطة أساس، ليصل النطاق إلى 4.00% إلى 4.25%، وفقًا لتحليلات Goldman Sachs ومحللين آخرين.
ومع ذلك، يظل القرار مرهونًا بالبيانات الاقتصادية الجديدة، خاصة تقارير التضخم ومبيعات التجزئة.
وقد أظهرت بيانات مايو 2025 تراجعًا في إنفاق المستهلكين، مما يثير مخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، بينما تستمر أسعار النفط في الارتفاع بنسبة 15% منذ بداية العام، مما يعزز الضغوط التضخمية.
ومن جهة أخرى، يرى بعض المحللين، أن الفيدرالي سيواصل نهج الحذر، خاصة مع السياسات الجمركية التي قد تؤدي إلى "ركود تضخمي" يجمع بين تباطؤ النمو وارتفاع الأسعار.
ويتوقع المستثمرون أن يركز باول في مؤتمره الصحفي المقرر عقب الاجتماع على توضيح مسار السياسة النقدية المستقبلية، مع الإشارة إلى التحديات الناجمة عن الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة.
تأثير القرار على الأسواق
ويتوقع أن يكون لقرار يوليو 2025 تأثيرات واسعة على الأسواق العالمية، وفي حال خفض الفائدة، قد يشهد الدولار الأمريكي انخفاضًا طفيفًا، مما يعزز أسعار الذهب والسلع الأساسية.
أما إذا تم تثبيت الفائدة، فقد يستمر الدولار في قوته، مع ضغوط محتملة على أسواق الأسهم والعملات الرقمية.
أما البيتكوين، الذي استقر فوق مستوى 100 ألف دولار، قد يواجه تقلبات حادة بناءً على إشارات الفيدرالي.
جدول اجتماعات الفيدرالي المتبقية في 2025
وبعد اجتماع يوليو، يتبقى ثلاثة اجتماعات للفيدرالي في 2025، وهي:
- 17 سبتمبر 2025.
- 29 أكتوبر 2025.
- 10 ديسمبر 2025.
وتعتبر هذه الاجتماعات، خاصة اجتماع ديسمبر، حاسمة لتحديد وتيرة خفض الفائدة في 2026، حيث يتوقع الفيدرالي الوصول إلى نطاق فائدة بين 2% و2.25% بحلول ذلك العام.
ويظل اجتماع الفيدرالي الأمريكي القادم في 30 و31 يوليو 2025 حدثًا اقتصاديًا مرتقبًا، حيث ستتأثر به الأسواق العالمية بشكل مباشر.
ومع استمرار التوترات الاقتصادية والسياسية، يواجه الفيدرالي تحديًا في تحقيق التوازن بين كبح التضخم ودعم النمو الاقتصادي.
كما ينصح المستثمرون بمتابعة البيانات الاقتصادية الشهرية وتصريحات جيروم باول لتوقع اتجاهات السوق بدقة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.