أكد الدكتور عمر المعتز بالله، أستاذ تاريخ وفلسفة الفن المصري القديم، أن الرواية الحقيقية لتاريخ الآثار المصرية ظلت لعقود طويلة تُروى من منظور أوروبي استعماري، حيث تولى مغامرون أجانب صياغة سردية الحضارة المصرية القديمة وفقًا لرؤاهم، وليس من خلال عدسة المصريين أنفسهم.
مصر تستعيد قلمها والسرد بأيدٍ مصرية
وقال "المعتز بالله" في حواره مع الإعلامي إبراهيم عيسى ببرنامج "حديث القاهرة" المذاع على فضائية "القاهرة والناس" مساء اليوم الأربعاء، "على مدار أكثر من 200 سنة، لم تكن الدولة المصرية هي من تكتب تاريخ آثارها، بل كانت الرواية تُبنى من منظور خارجي، يتداخل فيه الاستشراق والاستعمار."
وأوضح أن الوضع بدأ يتغيّر الآن، مؤكدًا أن مصر بدأت تستعيد زمام المبادرة في كتابة تاريخها، وأن السردية الجديدة ستنطلق من داخل البلاد، بأقلام وخبرات مصرية، قائلًا: "اليوم، مصر هي التي تكتب، والسرد سيكون بأيدٍ مصرية لأول مرة بهذا الوضوح والقوة."
المتحف الكبير سرد حضاري لا ينتهي
وتحدث الدكتور المعتز بالله، عن المتحف المصري الكبير باعتباره ليس مجرد مكان للعرض، بل مشروع ثقافي ضخم يقدم سردية حضارية متكاملة عن مصر القديمة، مشيرًا إلى أنه يُعد من أكبر المتاحف على مستوى العالم من حيث المساحة والمحتوى.
ولفت إلى أن مساحة المتحف تتجاوز 500 ألف متر مربع، أي ضعف مساحة متحف اللوفر الشهير في باريس، مما يتيح عرضًا غير مسبوق لحضارة تمتد لآلاف السنين.
تجربة متحفية لا تُختصر في زيارة واحدة
وأشار إلى أن المتحف يعتمد على تصميم ديناميكي بخطوط سير مختلفة، تسمح للزائر باختيار أكثر من مسار للسرد التاريخي.
وتابع "السرد داخل المتحف يحتاج وقتًا... من الممكن أن تقضي 8 ساعات دون أن تنتهي منه، لذلك لا بد من زيارته أكثر من مرة لاكتشاف كل شيء."