سميحة أيوب , ودّع الوسط الفني المصري والعربي، أمس، الفنانة القديرة بحسب ما أعلنه الدكتور أشرف زكي لـ”اليوم السابع”. برحيلها، يُطوى فصل من فصول الفن المصري الذي تميّز بالجدية والريادة .
من الأمنيات التي لم تتحقق في طفولتها، أنها كانت تتمنى دراسة الباليه، إلا أن هذه الإمكانية لم تكن متاحة في ذلك الوقت. لاحقًا، رافقت إحدى زميلاتها للتقديم في المعهد العالي للفنون المسرحية، ولم تكن تنوي التقديم، لكنها لفتت أنظار لجنة الاختبار، خصوصًا النجم الكبير يوسف وهبي، الذي أُعجب بعفويتها وخفة ظلها، وكانت تلك اللحظة بداية تحول مهم في مسيرتها الفنية.
سميحة أيوب سيدة المسرح.. رحلة تألق على الخشبة
التحقت الفنانة بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتعلمت على يد نخبة من كبار الأساتذة، أبرزهم زكي طليمات، الذي لعب دورًا كبيرًا في صقل موهبتها الفنية. بدأت مسيرتها الحقيقية على خشبة المسرح، حيث برزت موهبتها في تقديم الأدوار المركّبة التي تتطلب عمقًا وتمثيلًا عالي المستوى. وقدّمت أعمالًا مسرحية خالدة، مثل مسرحية “سكة السلامة”، التي لا تزال حاضرة في ذاكرة الجمهور العربي.
شغفها بالمسرح لم يتوقف عند التمثيل فقط، بل تولّت إدارة المسرح القومي المصري لسنوات، وكانت خلال تلك الفترة من أبرز الداعمين للفكر المسرحي الجاد، وحرصت على تقديم نصوص قوية وإتاحة الفرصة لعدد من المواهب الشابة، التي أصبح لها شأن كبير لاحقًا في الفن.
حضور سميحة أيوب في الدراما وقيمتها الفنية
رغم أن المسرح كان عالمها الأول، فإنها لم تغفل عن الدراما التلفزيونية، فشاركت في عدد كبير من المسلسلات التي لاقت نجاحًا واسعًا، واستطاعت من خلالها أن تترك بصمة قوية في قلوب الجمهور. لم تسعَ للفت الأنظار أو لركوب موجة الترند، بل حافظت على مكانتها الفنية من خلال موهبتها الصادقة والتزامها العالي.
كانت نموذجًا للفنانة التي تحترم فنها وجمهورها، وفرضت وجودها في زمن كان مليئًا بالتحديات والمنافسة، فاستطاعت أن تحتل موقعًا مميزًا بين رموز الفن والثقافة في مصر والعالم العربي.
برحيلها ، تخسر الساحة الفنية واحدة من أعمدتها، لكنها تترك وراءها إرثًا ثريًا من الأعمال التي ستبقى خالدة، وأثرًا عميقًا في ذاكرة كل من أحب المسرح والفن الحقيقي.
