أخبار عاجلة
لجنة الأخلاقيات تعاقب مسيرين ولاعبين -
احتجاج راسبين بالمحاماة يتجدد بالرباط -

رحيل الفنانة نعيمة بوحمالة .. غياب الأبدان يزيد قيمة التأثير في الوجدان

رحيل الفنانة نعيمة بوحمالة .. غياب الأبدان يزيد قيمة التأثير في الوجدان
رحيل الفنانة نعيمة بوحمالة .. غياب الأبدان يزيد قيمة التأثير في الوجدان

خيم الحزن على الوسط الفني المغربي، صباح اليوم الأربعاء، مع الإعلان عن خبر وفاة الممثلة القديرة نعيمة بوحمالة، التي رحلت بهدوء بعد صراع مع المرض على مستوى القلب منذ سنوات تسبب في تعرضها لوعكات صحية متكررة.

دخلت الفقيدة عالم التمثيل وهي طفلة لا تتجاوز الثانية عشرة من عمرها، فبصمت على مسار فني طويل يمتد لأزيد من خمسين سنة، تعددت فيه مواهبها، وخطته بعناد وكثير من الشغف حتى صارت جزءا لا يتجزأ من ذاكرة التلفزيون والمسرح المغربيين، إضافة إلى إسهاماتها على مستوى السينما التي تألقت فيها من خلال أعمال مغربية ودولية.

لم تكن نعيمة بوحمالة مجرد ممثلة عادية مرت مرور الكرام، بل كانت امرأة تشبه شخصياتها: قوية، حادة، بسيطة، صادقة، وفي الوقت نفسه مرحة وخفيفة الظل بقفشاتها التي طبعت ذاكرة الجمهور؛ إذ منذ بداياتها في سبعينات القرن الماضي، فرضت نفسها كصوت نسائي مميز في وقت كان فيه عدد الممثلات معدودا على رؤوس الأصابع، سواء على مستوى الركح أو أمام عدسة الكاميرا، فكانت تعرف كيف تمسك بمحبيها وتجعلهم يضحكون ويبكون في اللحظة نفسها.

تعد الفقيدة واحدة من أبرز رواد الفن المغربي ورمزا من رموزه الكبار، نجمة شقت طريقها بصبر وتفان منذ بداياتها في سبعينات القرن الماضي، برزت بسرعة بموهبتها الكبيرة وقدرتها الاستثنائية على تجسيد شخصيات مركبة تجمع بين الكوميديا والتراجيديا، لتصبح واحدة من أكثر الممثلات حضورا في ذاكرة المغاربة، انطلاقا من مسرحياتها الجريئة إلى أدوارها المتميزة، فظلت وفية للفن تشتغل بشغف لا ينطفئ.

شاركت بوحمالة، التي عايشت فترة المقاومة وعاصرت ثلاثة ملوك، في العديد من الأعمال الفنية التي لاقت نجاحا كبيرا، منها: “ستة من ستين”، “الدار الكبيرة”، “اللعب مع الذئاب”، “عنداك أ ميلود”، “خمسة وخميس”، “انكسار”، كما تألقت في المسرح والسينما، مما جعلها من أبرز الوجوه الفنية في المغرب.

لكن، وكما هي الحياة، لم يكن طريقها مفروشا بالورود؛ ففي السنوات الأخيرة عانت من وعكات صحية أضعفت جسدها لكنها لم تنل من روحها، فتعرضت لأزمات قلبية متتالية وتراجع في الفرص الفنية، وبطالة قاسية دفعتها إلى طرق أبواب جديدة، منها إطلاق قناة على موقع “يوتيوب” أطلت من خلالها على جمهورها بعفويتها المعهودة، محاولة كسر عزلتها وإثبات أن الفن لا يُحصر في خشبة أو شاشة، قبل أن تتراجع عن ذلك وتكتفي بمشاركات بسيطة في بعض الأعمال.

ونعى مجموعة من الفنانين المغاربة زميلتهم، فقيدة الساحة الفنية، عبر صفحاتهم الإلكترونية الرسمية، من بينهم رشيد الوالي الذي عبر عن حزنه الشديد لرحيل فنانة مغربية قديرة وأصيلة، مشيرا إلى أنها لم تكن فقط ممثلة، بل كانت مرآة للمرأة المغربية البدوية، الحقيقية، التي تعرفها كل الأسر المغربية، فكانت عفويتها درسا، وصدقها مدرسة، وحضورها لا يشبه إلا البدايات النقية التي لا تصطنع ولا تفتعل.

وأضاف أن بوحمالة أتقنت أدوارها على خشبة المسرح، وعبر شاشات التلفزيون، وحتى في صمت السينما، وتركت بصمة ستبقى ما بقيت الذاكرة، مسترجعا ذكريات أول لقاء معها في مسلسل “حوت البر” تحت إشراف المخرجة فريدة بورقية، الذي وصفه بلقاء بداية التعلم والاحترام ومعرفة قيمة فنانة لا تعوض.

ووصف الوالي الراحلة بالأم على الشاشة، وصوت من أصوات الأرض، ورفيقة دربه في رحلة الفن.

من جهتها، قالت الفنانة البرلمانية فاطمة خير إن نعيمة بوحمالة كانت عزيزة على قلبها، وتميزت بعفويتها وبساطتها وصدقها وصراحتها، مبرزة أنها كانت إنسانة محبة للحياة ولفعل الخير.

ونعت الممثلة نجاة الوافي الراحلة القديرة، قائلة إن الساحة الفنية فقدت واحدة من رموز الفن المغربي التي كانت فنانة وامرأة رائعة بعفوية قلّ نظيرها.

وكان آخر عمل فني أطلت عبره بوحمالة على جمهورها ومحبيها شريطًا سينمائيًا جديدًا يحمل عنوان “البوز”، من إخراج دمنة بونعيلات، حضرت عرضه ما قبل الأول، شهر أبريل الماضي، وكان بمثابة وداع منها لمحبيها.

برحيل نعيمة بوحمالة، يسدل الستار على فصل من فصول الفن المغربي الكبير، ويفقد المغرب فنانة متميزة أثرت الساحة الفنية بإبداعاتها، ستظل ذكراها خالدة في قلوب محبيها وكل من لمس عفويتها، وستبقى أعمالها شاهدة على موهبتها الفذة وعطائها غير المحدود.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على التجارة العربية
التالى محمد سامي: اللي يخدش حياءك مش لازم يخدش حياء غيرك