يثير موضوع توزيع الرحلات الجوية الداخلية في جهة درعة-تافيلالت نقاشا متجددا بين المنتخبين المحليين، في ظل “تفاوت بين أقاليم الجهة من حيث عدد المقاعد المتاحة والوجهات المرتبطة بها”. فرغم توفر ورزازات على أكبر طاقة استيعابية فندقية ورغم مكانتها السياحية المعروفة، إلا أنها لا تحظى سوى بعدد محدود من الرحلات مقارنة بالرشيدية، التي تستفيد من “حصة الأسد” من المقاعد الجوية نحو مدن كبرى كالدّار البيضاء ومراكش والرباط.
في المقابل، تعاني زاكورة من ضعف الربط الجوي، وهو ما يعتبره عدد من المنتخبين إشكالا تنمويا يكرس العزلة ويضعف فرص الاستثمار. كما أشار هؤلاء إلى أن بعض الخطوط الجوية التي كانت مبرمجة في اتفاقيات سابقة لم تُفعّل، في وقت تستمر فيه المطالب بإعادة النظر في أولويات الربط الجوي داخل الجهة وتوزيع الدعم العمومي بشكل أكثر إنصافا بين الأقاليم.
عبد المولى امكسو، مستشار بمجلس جهة درعة-تافلالت عن حزب الأصلة والمعاصرة، قال إن أرقام توزيع الرحلات الجوية الداخلية نحو أقاليم جهة درعة-تافيلالت، “تثير الكثير من التساؤلات بشأن مدى تحقيق العدالة المجالية”، موضحا أن “الرشيدية تستفيد من أكبر حصة، حيث تُخصص لها 1422 مقعدا أسبوعيا موزعة على الدار البيضاء (672 مقعدا)، مراكش (558 مقعدا)، والرباط (192 مقعدا)، وكلها رحلات قصيرة لا تتعدى مدتها ساعة واحدة، وتُؤمن بطائرات سريعة”.
وأضاف المستشار ذاته، في حديثه مع هسبريس، أنه “في المقابل، لا تتجاوز حصة ورزازات 385 مقعدا أسبوعيا، رغم شهرتها السياحية العالمية ومكانتها الاقتصادية، بينما لا تحصل زاكورة سوى على 105 مقاعد أسبوعيا”.
وأبرز أن “ورزازات تضم أكبر طاقة استيعابية فندقية في الجهة، سواء من حيث عدد الوحدات أو الأسرّة، ومع ذلك فهي الأكثر تضررا من ضعف الربط الجوي؛ إذ تتطلب الرحلات نحوها ما بين ساعة ونصف إلى ثلاث ساعات ونصف، غالبا عبر مسارات مرهقة تتخللها توقفات”.
“أمام هذا الواقع، يصبح من الصعب الحديث عن تنمية سياحية عادلة أو عن مناخ استثماري متوازن، في ظل هذا التفاوت الصارخ في الربط الجوي”، يقول امسكو، متسائلا: “هل من المقبول أن تبقى ورزازات في هذا الوضع الهش وهي التي تُعد من أبرز الواجهات السياحية التي تراهن عليها المملكة ضمن استراتيجيتها لتنمية القطاع؟”
من جانبه، قال جمال النعمة، مستشار بمجلس جهة درعة-تافلالت عن حزب العدالة والتنمية، إن “الربط الجوي بمطارات الجهة الثلاثة كان من إنجاز بداية مجلس الجهة السابق برئاسة الأستاذ الحبيب الشوباني، وكان فيه سعي نحو عدالة مجالية، بحيث إن الخطوط الثمانية التي تم إحداثها كانت تهدف أولا إلى فك العزلة عن أقاليم الجهة، من خلال تحقيق تنمية اقتصادية شاملة تشمل جميع القطاعات، وعلى رأسها السياحة والصناعة التقليدية وكل ما يرتبط بهذين القطاعين”.
وأضاف النعمة، في تصريح لهسبريس، أنه “تم ربط مدينة ورزازات بثمانية خطوط، والرشيدية بسبعة خطوط، وأربعة خطوط لزاكورة، مستدركا بأنه “حاليا توجد في زاكورة ثلاثة خطوط فقط عوض أربعة كما هو منصوص عليه في الاتفاقية، وبالتالي يجب إعادة الاعتبار إلى هذه المنطقة، بحكم أن الإحصاء الأخير بيّن تراجع ساكنة مدينة زاكورة، والإقليم يحتاج إلى دفعة تنموية عبر فك العزلة الجوية التي تعيشها هذه المدينة”.
وأضاف المتحدث أنه “تمت المصادقة في ميزانية 2024 على إعادة فتح الخط بين زاكورة ومراكش بقيمة 10 ملايين درهم، لكن إلى حد الآن لم يتم تفعيل هذا الخط”، مشيرا إلى أن زاكورة لم تكن من ضمن المدن التي استفادت من الاتفاقية التي وقعتها الوزارة مع شركة رايان إير”.
وطالب جمال النعمة بفتح “مسالك جوية جديدة تربط مدينة زاكورة بمختلف الوجهات السياحية الوطنية، كمراكش وأكادير، خصوصا أن إقليم زاكورة يتوفر على وحدات سياحية، وهناك استثمارات عدة في المجال السياحي”، مؤكدا “ضرورة تقسيم المبالغ المرصودة لاتفاقية النقل الجوي بشكل متساوٍ بين مدن وأقاليم الجهة”.