أخبار عاجلة
ما شرط نتنياهو لإنهاء الحرب في قطاع غزة؟ -

الانهيار الدبلوماسي يدفع جبهة البوليساريو إلى البحث عن اعتراف مفقود

الانهيار الدبلوماسي يدفع جبهة البوليساريو إلى البحث عن اعتراف مفقود
الانهيار الدبلوماسي يدفع جبهة البوليساريو إلى البحث عن اعتراف مفقود

على وقع الانتكاسات المتتالية، وفي مواجهة زحف دبلوماسي مغربي حاسم في منطقة أمريكا اللاتينية، وجدت جبهة البوليساريو الانفصالية نفسها محشورة في زاوية التاريخ، عالقة بين أوهام الماضي وحقائق الحاضر، ما دفعها إلى استجداء الاعترافات من الدول التي اختارت مسار الشراكة الإستراتيجية مع المملكة المغربية، وصمت آذانها عن الخطابات الانفصالية والشعارات المتأكلة، ومنها البرازيل، التي سبق أن أشادت في عديد المرات بمصداقية مبادرة الحكم الذاتي لتسوية النزاع في الصحراء.

في هذا الصدد دعا المسمى أحمد مولاي علي حمادي، الذي يلقب بـ”ممثل جبهة البوليساريو الانفصالية في البرازيل”، الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، في حوار مع صحيفة “برازيل دي فاتو”، إلى الاعتراف بالجمهورية الوهمية وفتح سفارة لها في هذا البلد اللاتيني، مُقرا في الوقت ذاته بـ”وجود صعوبات تواجه هذه العملية، رغم أن الجبهة تحظى بدعم كافة القطاعات اليسارية والتقدمية في البرازيل”، على حد قوله.

واعترف المسؤول الانفصالي ذاته بعدم وجود أي إشارة من الرئاسة البرازيلية حيال هذا الاعتراف المنشود، معتبرا أن الجبهة تعمل على “جعل الرئيس لولا الذي اعترف بفلسطين يفعل الشيء نفسه مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”، مضيفا: “نحن نؤمن بأن تاريخ فلسطين وتاريخ الشعب الصحراوي واحد”.

محاولات يائسة وجمود تنظيمي

البراق شادي عبد السلام، خبير دولي في إدارة الأزمات وتحليل الصراع وتدبير المخاطر، قال إن “هذه الدعوة هي محاولة يائسة من طرف ميليشيا البوليساريو الإرهابية والمخابرات الجزائرية لإيقاف سلسلة الانتصارات التي تحققها الدبلوماسية المغربية في مسرح العمليات اللاتيني”، مضيفًا أن “المغرب يقوم منذ سنوات بعملية كبرى تستهدف التطويق الإستراتيجي لميليشيا البوليساريو، في مطاردة دبلوماسية هادئة ودقيقة لعناصرها، ليس فقط في المحافل الدولية والمؤسسات القارية، بل باستهداف نقاط الارتكاز العملياتية التي تعتمد عليها آلة التضليل للترويج لطروحاتها الانفصالية، خاصة في الدول التي تعرف تعاطفًا كبيرًا مع الطروحات اليسارية في أمريكا اللاتينية”.

وتابع المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن “المغرب لديه إستراتيجية دبلوماسية دقيقة في أمريكا اللاتينية، تهم تطوير العلاقات على جميع المستويات مع مختلف الدول اللاتينية، فمع البرازيل تم تطوير العديد من الاتفاقيات المشتركة، تهم الأمن والدفاع والتعاون الثقافي وغيرها من المجالات”، معتبرًا أن “هناك تنسيقًا دائمًا على أعلى مستوى بين المغرب والبرازيل، إذ إن البلدين يسيران بخطى حثيثة نحو شراكة إستراتيجية ستنعكس بشكل إيجابي على مواقفهما من القضايا المشتركة، سواء إقليميًا أو دوليًا”.

وأبرز الخبير نفسه أن “دعوة الجبهة الانفصالية الرئاسة البرازيلية إلى الاعتراف بها هي محاولة يائسة من ميليشيا البوليساريو لتغطية فشلها البنيوي، ومحاولة لتحقيق أي إنجاز سياسي، خارجي أو داخلي، في ظل انسداد الأفق وحالة الجمود التنظيمي التي تعيشها تشكيلات الجبهة الإرهابية ومجموعاتها المسلحة، نتيجة استفحال مظاهر الفساد والمحسوبية والصراعات القبلية، واشتداد حالات الاستقطاب بين الأجنحة المتصارعة على نهب المساعدات والتدافع حول المناصب القيادية والامتيازات والسفريات بين العواصم، توازيًا مع انتشار كل مظاهر البؤس والحرمان في المخيمات”.

وخلص البراق شادي إلى أن “هذه الدعوة تأتي أيضًا في سياق عام يطبعه تدهور كبير في قدرة الميليشيا على تدبير الوضع داخل المخيمات، وظهور تصدعات قبلية في هياكلها التي تحولت إلى وحدات عشائرية مستقلة ومتناحرة، خاصة بعد الضربات الموجعة التي تلقتها بعد فشل حربها الزائفة في الصحراء المغربية، التي خسرت فيها البوليساريو عدة مكاسب سياسية ودبلوماسية وقانونية وعسكرية على المستويين القاري والدولي”.

انتصارات مغربية ورؤى مشتركة

من جانبه اعتبر سعيد بركنان، محلل سياسي، تفاعلًا مع الموضوع ذاته، أن “هذه المحاولات التي يقوم بها بعض أعضاء جبهة البوليساريو في أمريكا اللاتينية لا تشكل أي خطورة، بقدر ما تزكي من جهة أخرى الانتصارات التي حققها المغرب في تفكيك وتآكل الهضبة الإيديولوجية التي كانت تستند إليها البوليساريو في دعمها كحركة انفصالية في فترات قوة اليسار الحاكم في أمريكا اللاتينية”.

وأوضح بركنان، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذه التحركات هي بمثابة إعلاء الصوت لتحقيق تقدم وهمي أمام انتصار الدبلوماسية المغربية على مستوى اعترافات الدول المتسارعة في السنوات الأخيرة بجدوى مقترح الحكم الذاتي، باعتباره الحل الجدي والعملي والوحيد لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء، بالإضافة إلى تفعيل المغرب دبلوماسية برلمانية موازية وقوية، ربط من خلالها البرلمان المغربي منذ سنوات عديدة علاقات مع برلمانات دول أمريكا اللاتينية، وكذلك محاولة المملكة تفعيل إطار يجمع برلمانات دول أمريكا اللاتينية وإفريقيا المشتركة في حوض المحيط الأطلسي”.

إلى ذلك سجل المحلل السياسي ذاته أن “محاولة البوليساريو استمالة الموقف الرسمي البرازيلي لا تشكل أي تهديد على هذا الموقف المبني على اقتناع بالحل المغربي لمشكل الصحراء المتمثل في الحكم الذاتي”، مبرزًا أن “جبهة البوليساريو لم تقتنع بعد أن سحب مجموعة من دول أمريكا اللاتينية الاعتراف بها جاء نتيجة التحولات الإقليمية أولًا، والعالمية التي أصبحت معها العلاقات تنبني على شراكات اقتصادية في إطار مشاريع ورؤى مشتركة للمستقبل الاقتصادي، وهذا ما تأسس على النموذج الجديد للعلاقات الدبلوماسية المغربية مع جل دول أمريكا اللاتينية، ومنها العلاقات المغربية البرازيلية”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وزير الثقافة والسياحة التركي يزور منطقة أهرامات الجيزة… ويشيد بتاريخ المنطقة وعراقة الحضارة المصرية القديمة
التالى سلطنة عمان تعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين أمريكا واليمن