بمجرد الإعلان عن تعيين هشام العلوي المدغري عاملا جديدا على إقليم خريبكة، قادما من عمالة المحمدية، شرع عدد من الفاعلين الجمعويين والمتتبعين للشأن المحلي بـ”عاصمة الفوسفاط” في تسليط الضوء على أبرز الملفات التي يأملون أن تحظى بالأولوية من لدن المسؤول الجديد خلال السنوات المقبلة.
الاستثمار والبرامج الاجتماعية
عبد الهادي حنين، فاعل جمعوي بخريبكة، قال إن “من أولويات العامل الجديد بالإقليم العمل على خلق فرص لفائدة الشباب، مع التركيز على تسهيل تنزيل البرامج الاجتماعية التي تستجيب لحاجيات الساكنة، وتسهم في معالجة الإشكالات التنموية والمجتمعية”.
وأضاف حنين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “تشجيع الاستثمار وتبسيط المساطر الإدارية أمران ضروريان لتحريك عجلة الاقتصاد المحلي، مع ضرورة استحضار الحكامة الترابية في التدبير المؤسساتي بالإقليم”.
وأكد الفاعل الجمعوي ذاته أن “العامل الجديد مدعو إلى ممارسة اختصاصاته القانونية كاملة، خاصة ما يتعلق بالتنسيق بين المؤسسات والسهر على تطبيق القانون داخلها، ضمانا لفعالية الأداء الإداري وخدمة للصالح العام”.
النظافة والوضع البيئي
أشرف لكنيزي، فاعل جمعوي بخريبكة، قال إن “الإقليم يواجه تحديات كبيرة، مع ملفات تنتظر حلولا عاجلة من العامل الجديد، لتأهيل الإقليم وتحقيق التقدم في مجالات عدة. ومن أبرز هذه الملفات، تدني مستوى الخدمات التي تقدمها شركة التدبير المفوض لقطاع النظافة، مما يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة”.
وأكد لكنيزي، في تصريح لهسبريس، أن “الوضع البيئي بمدينة وادي زم مثلا، خاصة في أحياء البستان والمسيرة والمصلى القديم، يشكل مصدر قلق، حيث تتفاقم الأضرار الصحية بسبب وجود مطرح نفايات بالقرب من المنازل، وهو وضع مستمر منذ سنوات”.
وأضاف أن “المشروع البيئي الذي تم التعهد به منذ أكثر من أربع سنوات، المتمثل في تهيئة المطرح الجماعي وإنشاء مركز تحويل عصري، لم يتم تنفيذه كما كان متوقعا. ورغم تخصيص قرابة مليار ونصف المليار من أجل هذا المشروع، لا تزال المدينة تعاني من تدهور الوضع البيئي”.
وشدد أشرف لكنيزي على أن “الانقطاعات المتكررة للماء في مدينة خريبكة دون سابق إنذار، خصوصا في فصل الصيف، تعد من القضايا الملحة التي يجب أن يتعامل معها العامل الجديد بكل حرص وجدية”.
بين الثقافة والإدمان
ياسمين الحاج، فاعلة جمعوية مهتمة بالشأن الثقافي بخريبكة، قالت إن “المدينة بحاجة ماسة إلى تعزيز قطاع الثقافة، الذي يعد من الركائز الأساسية للتنمية المستدامة”، مؤكدة أهمية “دعم المشاريع الثقافية التي تسهم في بناء هوية مجتمعية قوية وتعزز المشاركة المجتمعية الفاعلة”.
وأضافت ياسمين، في تصريح لهسبريس، أن “الآمال معقودة على العامل الجديد لإعطاء دفعة قوية للمجال الثقافي”، مشددة على أن “تعزيز الفعاليات الثقافية سيسهم بشكل كبير في تحسين واقع المدينة وتوسيع دائرة تأثيرها الثقافي”.
وأشارت الفاعلة الجمعوية، بحكم اهتمامها أيضا بالأنشطة التحسيسية ضد الإدمان، إلى أن “المدينة تعاني من غياب مركز لعلاج الإدمان، مما يزيد من معاناة المدمنين وأسرهم”، مضيفة أن “المبادرات التحسيسية لتوعية المجتمع بخطورة الإدمان تتطلب إنشاء مركز للعلاج في أقرب وقت”.
ماء وصحّة وبطالة
عمر قيلاني، فاعل جمعوي بخريبكة، قال إن “الساكنة تعاني من أزمة الانقطاع المتكرر للماء، خاصة مع قرب فصل الصيف، والوضع يزداد تعقيداً مع ارتفاع الطلب على المياه، مما يدفع السكان لشراء المياه المعدنية أو اللجوء إلى الآبار التي قد تشكل تهديدا صحيا”.
ولفت قيلاني، في تصريح لهسبريس، إلى أن “جلب المختلين عقليا من مناطق أخرى إلى خريبكة يمثل انتهاكا لكرامة المدينة وسكانها، لما تشكله الظاهرة من تهديد للأمن والسلامة العامة. يجب على العامل الجديد معالجة هذا الوضع الذي يطرح تحديات اجتماعية وصحية”.
ونبّه الفاعل الجمعوي إلى أن “قطاع الصحة في الإقليم يحتاج إلى اهتمام جاد”، موضحا أن “تجهيز المستشفيات والمراكز الصحية بالأطر والتجهيزات الحديثة، وتوفير وحدات طبية متنقلة للمناطق النائية، سيساهم بشكل كبير في تحسين الخدمات الصحية”.
وشدد قيلاني على أن “حل مشكل البطالة في إقليم خريبكة يتطلب مقاربة شمولية وتنموية تحت إشراف العامل الجديد”، موردا أن “التنسيق بين المؤسسات، وجذب الاستثمارات، وتحفيز الاقتصاد المحلي، هي السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة وتوفير فرص العمل لشباب المنطقة”.
ودعا الفاعل الجمعوي العاملَ الجديد إلى الاهتمام بمسألة نصيب إقليم خريبكة من المشاريع الجهوية، من أجل تحقيق العدالة المجالية بين أقاليم الجهة، منبها إلى “ضعف بنية الاستقبال والفنادق المصنفة، وعدم إدراج خريبكة ضمن المدن التي ستسفيد من الاستثمار الرياضي استعدادا لكأس العالم 2030”.