أخبار عاجلة
وئام مجدي تنضم لفيلم عكس عكاس الكوميدي -

"شباب المحمدية" يودّع القسم الأول وسط مطالب الجماهير بالمحاسبة

"شباب المحمدية" يودّع القسم الأول وسط مطالب الجماهير بالمحاسبة
"شباب المحمدية" يودّع القسم الأول وسط مطالب الجماهير بالمحاسبة

بعد موسم شاق ومخيّب للآمال، أسدل الستار على مشاركة فريق شباب المحمدية في القسم الأول من البطولة الاحترافية لكرة القدم المغربية بإعلان نزوله رسميًا إلى القسم الثاني.

الفريق الذي كان ينظر إليه قبل أعوام قليلة كمشروع كروي واعد بفضل استثمارات كبيرة وإدارة شابة، وجد نفسه اليوم في مهبّ الريح وسط غضب عارم من جماهيره التي تحمّل المسؤولية الكاملة للرئيس السابق للنادي هشام آيت منا، الذي غادر السفينة، حسب قولها، في خضمّ العاصفة، تاركا وراءه فريقا تتقاذفه الأزمات.

أنهى شباب المحمدية موسمه في البطولة الاحترافية المغربية 2024-2025 بأرقام كارثية؛ إذ احتل المركز السادس عشر الأخير برصيد 4 نقاط، دون تحقيق أي فوز طوال الموسم، مسجلا 13 هدفا فقط بينما استقبلت شباكه 71 هدفا، ما يجعله الأضعف هجوما ودفاعا في الدوري.

هذه الأرقام تعكس موسما للنسيان؛ إذ فشل الفريق في تحقيق أي فوز واكتفى بأربعة تعادلات، مقابل 26 هزيمة، مسجلا أسوأ حصيلة في تاريخ البطولة الاحترافية المغربية.

غضب في المدرجات

حميد الرازي، أحد مشجعي شباب المحمدية، عبّر عن سخطه الشديد إزاء الوضع المأساوي الذي بلغه الفريق، واصفا ما جرى بأنه “صفعة قوية لتاريخ النادي”، وقال: “أن ينزل فريق مثل شباب المحمدية دون أن يحقق أي فوز طوال الموسم، أمر يبعث على الأسى. لقد خُذلنا من طرف من كان يفترض أن يقود هذا المشروع نحو النجاح، لا نحو الانهيار”.

وشدد حميد الرازي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن جمهور شباب المحمدية لن يصمت أمام هذا الانهيار المؤلم، مشيرا إلى أن “المرحلة المقبلة تتطلب محاسبة حقيقية للمسؤولين عن هذا الفشل”، موردا: “لسنا مجرد متفرجين، نحن شركاء في تاريخ هذا النادي، وسنظل نطالب بالتغيير حتى يعود الفريق إلى مكانته الطبيعية بين الكبار”.

وذكر الرازي، وهو أحد المشجعين القدماء للفريق، أن ما يزيد من مرارة الهبوط “الصمت الرسمي من طرف مسؤولي الفريق، وغياب أي توضيح للجماهير الغاضبة”، وأضاف: “كنا ننتظر على الأقل بيانًا يحترم عقولنا ويشرح أسباب هذا الانهيار، لكنهم اختاروا الهروب إلى الأمام وكأن الفريق لا يعنيهم”. هذا الشعور بالعزلة بين الجمهور والإدارة يعكس حجم الشرخ الذي بات يهدد علاقة النادي بقاعدته الشعبية.

خيبة أمل

فؤاد فلكي، عضو جمعية مناصري شباب المحمدية، لم يخف هو الآخر حزنه العميق على المصير الذي آل إليه الفريق، واصفا ما حدث هذا الموسم بـ”النكسة الأسوأ في تاريخ النادي”، وقال: “نشأنا على حب شباب المحمدية، لكن ما عشناه هذا الموسم تجاوز حدود الخسارة. إنه شعور بالخذلان؛ كل شيء انهار أمام أعيننا دون أن نستطيع فعل شيء”، وأضاف أن الهبوط لم يكن مجرد نهاية موسم سيء، بل نهاية حلم جيل كامل.

وتابع فلكي، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “ما يؤلم أكثر من الهبوط هو فقدان الهوية التي كان يتميز بها الفريق”، مشيرا إلى أن شباب المحمدية لطالما كان مدرسة كروية تصنع المواهب وتُقدّم كرة جميلة. واستطرد قائلا: “اليوم، لم نعد نعرف من نحن. لا أسلوب لعب، لا روحا ولا مشروعا واضحا. فقط ضبابية تامة وإحباط يزداد مع كل موسم”. وختم بتعبير مؤثر: “ليس السقوط هو ما يوجع، بل أن تسقط دون مقاومة”.

دعوة لإعادة البناء

كمال عبيدي، صحافي باحث في تدبير الشؤون الرياضية، قال إن ما حدث مع شباب المحمدية لا يمكن اعتباره مجرد تعثر رياضي، بل هو انعكاس لأزمة أعمق تطال البنية التسييرية للنادي. وأضاف: “حين يغيب المشروع وتهيمن القرارات الفردية، يصبح من الطبيعي أن نصل إلى هذه النتيجة”. وأشار إلى أن نزول الفريق يجب أن يكون لحظة فاصلة لإعادة التفكير في النموذج الرياضي برمّته، مؤكداً أن “الإصلاح الحقيقي يبدأ من الاعتراف بالأخطاء، لا من البحث عن تبريرات عابرة”.

وأوضح عبيدي، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن شباب المحمدية يملك من التاريخ والمقومات ما يؤهله للعودة القوية، شريطة القطع مع منطق العشوائية والانفراد بالقرار. وشدد على أن “الفريق يحتاج إلى مجلس إدارة متجانس، يعمل وفق رؤية جماعية واضحة، ويضع مصلحة النادي فوق أي اعتبار شخصي أو سياسي”، موردا أن استعادة الثقة بين الجماهير والإدارة تبدأ بالشفافية والمكاشفة، لا بالشعارات الفضفاضة.

وفي ما يتعلق بدور الرئيس السابق لشباب المحمدية هشام آيت منا، دافع كمال عبيدي، ضمن تصريحه لهسبريس، عن الرجل، قائلا إن “تحميله كامل المسؤولية عن النزول يُعدّ تبسيطًا مخلا لتعقيدات الأزمة”، مضيفا: “آيت منا أسّس مشروعا طموحا وصعد بالفريق في وقت قياسي، لكن الإخفاق لا يُنسب لشخص واحد، بل لمنظومة كاملة لم تنجح في مواكبة التحديات”. وذكر أن التسيير الرياضي يتطلب دعما مؤسساتيا وجماعيا، لا انتظار المبادرات الفردية، معتبرا أن غياب بيئة احترافية داخل النادي هو ما عجّل بالسقوط.

واسترسل كمال عبيدي قائلا إن “هشام آيت منا لا يمكن اختزاله في صورته كمسؤول انسحب، بل يجب النظر إلى سياق أوسع يشمل ضعف البنية الإدارية، وضغط الجماهير، وتراجع الدعم المحلي”. وأوضح أنه “ليس من الإنصاف محاسبة شخص واحد على إخفاق جماعي، خصوصا إذا كانت مساهمته السابقة قد أعادت الفريق إلى دائرة الأضواء بعد سنوات من الغياب”. واعتبر أن الحل لا يكمن في جلد الأفراد، بل في إعادة بناء هيكل رياضي مؤسس على الحكامة، والمساءلة، والرؤية بعيدة المدى.

وقد حاولت جريدة هسبريس الإلكترونية التواصل مع هشام آيت منا، غير أنه لم يُجب على المكالمات الهاتفية. وكان المعني بالأمر قد صرّح في خرجات إعلامية سابقة بأن أسباب استقالته تعود إلى غياب الدعم المعنوي والمادي، إلى جانب الضغط الكبير الذي واجهه خلال فترة إشرافه على الفريق.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق «ماجنا للتطوير العقاري» تتعاقد مع مكتب MTA استشاريًا هندسيًا لمشروعها M plus بالعاصمة الإدارية
التالى وزيرة التنمية المحلية: تنفيذ إزالة لـ 1100 حالة تعدٍ بمختلف المحافظات