في تحوّل دبلوماسي لافت، أعلنت أربع دول غربية كبرى هي بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال، أمس الأحد، اعترافها رسميًا بدولة فلسطين، لتنضم إلى أكثر من 140 دولة سبق أن اتخذت الموقف ذاته. وبينما رُحب بهذه الخطوة فلسطينيًا واعتُبرت دعمًا لحل الدولتين، أثارت ردود فعل غاضبة في إسرائيل، حيث وصفها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنها "مكافأة كبرى للإرهاب".

غضب إسرائيلي وموقف متشدد
نتنياهو شدد في بيان له على رفض بلاده القاطع لإقامة دولة فلسطينية "غربي نهر الأردن"، مضيفًا أن الاعتراف الغربي يأتي بعد "مجزرة السابع من أكتوبر" التي نفذتها حركة حماس، معتبرًا أن "أي محاولة لإقامة دولة فلسطينية الآن تعني تعزيز الإرهاب".
وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن غفير ذهب أبعد من ذلك، معلنًا أنه سيقترح على الحكومة المقبلة بسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وهو ما يعني ضمًا فعليًا للأراضي المحتلة منذ عام 1967. كما دعا إلى تفكيك السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب، معتبرًا أنها لم تعد تمثل حلًا لإدارة شؤون الفلسطينيين.
مواقف غربية متباينة
ورغم الغضب الإسرائيلي، اعتبرت بريطانيا أن الاعتراف بدولة فلسطين يحمل "ثقلًا رمزيًا" ويهدف إلى إحياء أمل السلام. وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن بلاده "تلتزم بحل الدولتين، وتدعم حق الفلسطينيين في العيش بسلام وأمن إلى جانب إسرائيل".
من جهته، أكد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن قرار بلاده "لا يُعد مكافأة للإرهاب"، بل يعزز الجهود الساعية لإنهاء حكم حركة حماس والتأسيس لتعايش سلمي. أما وزير خارجية البرتغال باولو رانغيل، فاعتبر الاعتراف "تحقيقًا لنهج ثابت في السياسة الخارجية البرتغالية" ودعا إلى وقف إطلاق النار العاجل.
الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، لم تُخفِ امتعاضها من هذه الخطوات، حيث وصفتها وزارة الخارجية بأنها "استعراضية"، مؤكدة أن أولوياتها تظل مركزة على "أمن إسرائيل، وإطلاق سراح الرهائن، والتوصل إلى تسوية دائمة خالية من وجود حماس".
ترحيب فلسطيني وحماس ترد
الرئيس الفلسطيني محمود عباس رحّب بالخطوة الغربية، معتبرًا أنها تفتح الباب أمام تنفيذ حل الدولتين، وكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر رسالة مباشرة لعباس يؤكد فيها التزام لندن بالسلام.
من جانبها، رحبت حركة حماس أيضًا بالاعتراف، لكنها شددت على ضرورة أن تترافق هذه الخطوة مع "إجراءات عملية لوقف الإبادة في غزة، والتصدي لمشاريع الضم والتهويد في الضفة والقدس".
وبينما يتزايد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، يواصل نتنياهو وحكومته التشديد على رفضهم القاطع لأي دولة فلسطينية، بل وطرح بدائل أكثر تطرفًا كالضم الكامل للضفة الغربية. وهكذا يبقى المشهد معلقًا بين ضغط دولي متصاعد لإحياء حل الدولتين، ومواقف إسرائيلية متشددة تزيد من تعقيد المشهد الإقليمي والسياسي.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.