هل يمكن أن تصبح البكالوريا بديلًا جذابًا عن الثانوية العامة؟.. خبراء يوضحون لـ"كشكول"

أثار نظام شهادة البكالوريا المصرية جدلًا واسعًا في الأوساط التعليمية وأولياء الأمور، خاصة بعد تداول أنباء عن صعوبة مناهجه مقارنة بالثانوية العامة التقليدية، وفي هذا الإطار، أكد شادي زلطة، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، في تصريحات صحفية، أن المناهج الدراسية في النظامين متطابقة إلى حد كبير، سواء في الصف الأول الثانوي أو في الصفين الثاني والثالث، مع وجود فروق بسيطة لا تتجاوز 20% في مواد المستوى الرفيع للصف الثالث الثانوي ضمن نظام البكالوريا.

وفي سياق متصل، حرص خبراء التربية على توضيح أبرز مزايا نظام البكالوريا المصرية، مؤكدين في تصريحات خاصة لموقع «كشكول» أن هذا النظام يمثل نقلة نوعية في التعليم، لما يوفره من مرونة وتعدد مسارات، إلى جانب دوره في القضاء على الضغوط النفسية المرتبطة بالامتحانات والدروس الخصوصية.

حجازي.. البكالوريا تقضي على رعب الامتحانات والدروس الخصوصية

قال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، إن نظام البكالوريا يتميز بالعديد من العناصر التي تجعله جاذبًا للطلاب مقارنة بالثانوية العامة التقليدية، وأوضح أن أبرز هذه المميزات هو تعدد المسارات التي تمنح الطالب فرصة أكبر للاختيار بما يتناسب مع ميوله وقدراته، إلى جانب إتاحة أكثر من فرصة للتقييم، مما يقلل من الضغوط الناتجة عن الاعتماد على امتحان واحد يحدد مستقبل الطالب.

وأضاف حجازي، في تصريحات خاصة "كشكول"،  أن البكالوريا تعتمد على تقليل عدد المواد الدراسية مقارنة بالنظام التقليدي، مع التركيز على جودة المحتوى وليس الكم، الأمر الذي يساعد الطالب على التعمق في المواد وفهمها بشكل أفضل، وهذا التغيير يسهم في تطوير مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلاب بدلًا من الحفظ والتلقين.

وأكد الخبير التربوي، أن من أبرز إيجابيات هذا النظام أنه يقضي على حالة الرعب المرتبطة بالثانوية العامة، حيث يخفف من القلق النفسي الناتج عن الامتحانات النهائية، كما أشار إلى أن تطبيقه سيساعد في الحد من الدروس الخصوصية ويقضي على مبررات الغش، نظرًا لاعتماده على تقييمات متنوعة وأساليب تعلم حديثة تجعل الطالب محور العملية التعليمية.

بثينة كشك.. تأهيل المعلمين مفتاح نجاح البكالوريا المصرية

قالت بثينة كشك، المستشار التربوي والتعليمي، إن البكالوريا المصرية يمكن أن تكون بديلًا جذابًا لنظام الثانوية العامة، ولكن ذلك مرهون بتطبيق عدد من الشروط التي تضمن نجاح هذا النظام الجديد واستيعابه داخل المجتمع.

أوضحت كشك، في تصريحات خاصة لموقع "كشكول"،  أن الخطوة الأولى تتمثل في فهم المجتمع لفكرة البكالوريا، سواء من جانب أولياء الأمور أو الطلاب، وأن تتسع ثقافة المجتمع لاستيعاب هذا النظام، وأضافت أن نجاح البكالوريا يتطلب تربية الأبناء على حسن الاختيار، إذ يعتمد النظام على وعي الطالب بأهدافه وتحديد الكلية والتخصص الذي يرغب في الالتحاق به منذ وقت مبكر.

أكدت المستشار التربوي، أن الطالب في نظام البكالوريا يحتاج إلى وضوح في تحديد مساره التعليمي منذ الصف الثاني الثانوي، بما يشمل المواد التي سيدرسها والتخصص الذي يناسب ميوله وقدراته، ولفتت إلى أن هذه الخطوة ليست بسيطة، إذ تتطلب توفير بيئة تعليمية مساعدة وأدوات توجيه فعّالة للطلاب.

أشارت كشك، إلى أن نجاح البكالوريا يعتمد أيضًا على جاهزية معلمي المرحلة الثانوية، وأن يكونوا على دراية كاملة بالنظام الجديد، مع امتلاكهم القدرة على تقييم الطلاب وتوجيههم عند الحاجة لتغيير التخصصات، وأكدت أن الأمر يتطلب وجود مختصين للتعامل مع الطلاب وأولياء أمورهم لضمان حسن التطبيق وتحقيق أهداف النظام.

حسن شحاتة.. يؤكد البكالوريا المصرية بديل عصري للثانوية العامة

قال الدكتور حسن شحاتة، أستاذ
المناهج بجامعة عين شمس، إن البكالوريا المصرية يمكن أن تكون بديلًا قويًا للثانوية العامة، لما تتميز به من مرونة وتنوع، ولقدرتها على حل مشكلات النظام التقليدي الذي يرهق الطلاب وأولياء الأمور نفسيًا وماديًا، وأوضح أن هذا النظام يقدم عددًا أقل من المواد الدراسية، لا يتجاوز نصف ما يدرسه الطالب في الثانوية العامة، مما يقلل الحاجة إلى الدروس الخصوصية والمراكز التعليمية.

وأشار شحاتة، في تصريحات خاصة لموقع "كشكول"، إلى أن البكالوريا المصرية تحقق مفهوم التعليم الوظيفي، حيث يبدأ الطالب في التخصص الأكاديمي منذ المرحلة الثانوية، ما يساعده على إتقان المفاهيم الأساسية المرتبطة بمجاله المستقبلي، وأكد أن هذا يختلف عن الثانوية العامة التي تعتمد على مواد عامة لا ترتبط بتخصص الكليات، وهو ما يؤدي غالبًا إلى تعثر الطلاب في المراحل الجامعية الأولى.

وأكد أستاذ المناهج، على أن البكالوريا تمنح الطالب فرصًا أكبر لتحقيق التفوق، إذ تتيح له أربعة امتحانات لتحسين الدرجات، على عكس الثانوية العامة التي لا تسمح سوى بفرصة واحدة في نهاية الصف الثالث الثانوي. وأوضح أن هذا النظام يكشف التفوق الحقيقي للطلاب، بينما يؤدي النظام التقليدي إلى تفوق وهمي ينهار عند مواجهة التخصصات الجامعية الدقيقة مثل الطب والهندسة والصيدلة.

وأضاف شحاتة، أن من أبرز مميزات البكالوريا المصرية أنها تمنح الطالب الذي يقل مجموعه بنسبة 5% عن الحد الأدنى للكلية التي يرغب فيها فرصة الالتحاق من خلال سنة جامعية تأهيلية دون امتحان، على أن يتم نقله بعد ذلك إلى الكلية المطلوبة، ويرى أن هذه المرونة تجعل النظام الجديد أكثر جاذبية للطلاب وأولياء الأمور، مقارنة بالضغوط الشديدة التي يفرضها نظام الثانوية العامة الحالي.