سجل اليوان الصيني ارتفاعًا طفيفًا أمام الدولار الأمريكي اليوم الاثنين، مستفيدًا من تراجع حدّة التوترات التجارية بين بكين وواشنطن، إلى جانب قرار السلطات النقدية في الصين الإبقاء على أسعار الإقراض القياسية دون تغيير للشهر الرابع على التوالي، في وقت خفّض فيه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة للمرة الأولى هذا العام.
وجرى تداول اليوان في منتصف اليوم عند 7.1138 للدولار، ليكون أقوى قليلًا من إغلاق الجلسة السابقة، بعدما لامس الأسبوع الماضي أعلى مستوى له في عشرة أشهر مقابل العملة الأمريكية، بدعم من قوة سوق الأسهم الصينية.
خلفية اقتصادية وتجارية
ويأتي التحسن في قيمة اليوان بالتوازي مع إشارات إيجابية في ملف العلاقات التجارية بين بكين وواشنطن، حيث أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه أحرز تقدمًا مع نظيره الصيني شي جين بينغ بشأن اتفاق خاص بتطبيق "تيك توك"، مشيرًا إلى لقاء مرتقب بينهما في كوريا الجنوبية خلال ستة أسابيع لمناقشة ملفات التجارة وقضايا اقتصادية أخرى.
وترى شركة تشاينا ميرشانتس سيكيوريتيز أن قيمة اليوان ترتبط جزئيًا بتطورات المحادثات التجارية بين البلدين، مرجحة بقاء العملة الصينية مستقرة قرب المستويات الحالية إلى أن يتحقق تقدم ملموس في المفاوضات.
تأثير قرارات السياسة النقدية
على الجانب الآخر، يواجه الدولار الأمريكي ضغوطًا بعد أن بدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي دورة جديدة من خفض أسعار الفائدة، وهو ما يدعم موقف اليوان على المدى المتوسط. ورغم ذلك، حذّر محللون من أن قوة العملة الصينية في الوقت الراهن قد "تفتقر إلى الزخم"، خاصة إذا تعافى الدولار سريعًا بدعم من سياسات مالية أمريكية أكثر مرونة.
وكان البنك المركزي الصيني قد أبقى على أسعار الإقراض القياسية مستقرة للشهر الرابع، بعد تثبيت سعر الفائدة الرئيسي الأسبوع الماضي، في خطوة تستهدف تحقيق التوازن بين دعم النمو الاقتصادي والحفاظ على استقرار السوق المالية.
التوقعات المستقبلية
ووفقًا لشركة هوتاي فيوتشرز، فإن اليوان مرشح للاستفادة على المدى الطويل من تحسن أساسيات الاقتصاد الصيني وتقلص فجوة العوائد مع الولايات المتحدة، إضافة إلى انحسار حالة عدم اليقين التجاري. بينما توقعت مؤسسة أوريانت فيوتشرز استمرار الضغوط الهبوطية على الدولار بفعل دورة الخفض الأمريكية.
أما خبراء جولدمان ساكس فقد توقعوا أن يصل اليوان إلى 6.9 للدولار خلال 12 شهرًا، أي بزيادة تقارب 3% عن مستواه الحالي، مدعومًا بتحسن بيئة الاستثمار وتوازنات السوق الداخلية.
ويترقب المتعاملون في أسواق العملات خطابًا مرتقبًا لمحافظ البنك المركزي الصيني بان قونغشنغ خلال مؤتمر صحفي تنظمه الجهات التنظيمية المالية، قد يقدم إشارات إضافية حول توجهات السياسة النقدية ومستقبل سعر الصرف.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
