أنهت غالبية مؤشرات الأسهم الآسيوية تعاملات اليوم الخميس، على ارتفاع ملحوظ، لتخالف اتجاه الأسواق الأمريكية التي سجلت تراجعًا في ختام جلسة الأمس بقيادة أسهم التكنولوجيا. وجاء الدعم الأساسي للأسواق الآسيوية من الأداء القوي للأسهم الأسترالية، إلى جانب تحسن شهية المخاطرة لدى المستثمرين في ظل استقرار نسبي في أسعار السلع العالمية.
ففي أستراليا، قاد قطاع الموارد المكاسب بعد صعود أسعار المعادن، حيث ارتفع مؤشر S&P/ASX 200 بنسبة 0.7% ليغلق عند مستويات قوية، مدعومًا بمكاسب شركات التعدين الكبرى مثل "بي إتش بي" و"ريو تينتو" التي استفادت من ارتفاع أسعار خام الحديد.
وفي اليابان، صعد مؤشر نيكاي 225 بنسبة 0.4% بدعم من أسهم الشركات الصناعية والتصديرية التي استفادت من تراجع طفيف في الين أمام الدولار، ما عزز توقعات بتحسن أرباحها في الفترة المقبلة. كما ارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقًا بنسبة مماثلة، ما يعكس أداءً متوازنًا عبر مختلف القطاعات.
أما في كوريا الجنوبية، فقد أغلق مؤشر كوسبي على ارتفاع بنسبة 0.6%، مدعومًا بمكاسب شركات التكنولوجيا والبطاريات، في وقت يترقب فيه المستثمرون بيانات صادرات شهر أغسطس التي ستشكل مؤشرًا على قوة الاقتصاد الكوري في ظل الطلب العالمي على أشباه الموصلات.
وفي المقابل، شهدت مؤشرات الأسهم الصينية تباينًا في أدائها؛ إذ صعد مؤشر شنغهاي المركب بنسبة طفيفة بلغت 0.2% بدعم من أسهم البنوك والطاقة، بينما استقر مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ دون تغير يُذكر، في ظل ضغوط بيعية على أسهم العقارات بعد تحذيرات جديدة بشأن مديونية بعض الشركات الكبرى.
ويرى محللون أن أداء الأسواق الآسيوية اليوم يعكس حالة من الثقة الحذرة، إذ يواصل المستثمرون مراقبة التطورات الاقتصادية العالمية، خصوصًا سياسات البنوك المركزية الرئيسية فيما يتعلق بأسعار الفائدة. وأوضحوا أن ارتفاع أسواق آسيا على الرغم من التراجع الملحوظ في وول ستريت، الذي قادته خسائر في أسهم التكنولوجيا، يعكس اختلاف أولويات المستثمرين في المنطقتين، حيث يركز الآسيويون بشكل أكبر على أسواق السلع الأساسية وقطاع التصدير.
وأشار خبراء اقتصاديون إلى أن التراجع في الأسهم الأمريكية جاء نتيجة ضغوط بيعية على شركات التكنولوجيا العملاقة بعد بيانات أظهرت تباطؤًا في نمو قطاع الخدمات، في حين استفادت الأسواق الآسيوية من التوقعات المتفائلة بشأن الطلب على الموارد الطبيعية وارتفاع صادرات المنطقة.
وأكد المحللون أن التباين بين الأسواق الأمريكية والآسيوية قد يستمر في المدى القصير، مع اعتماد اتجاهات التداول على البيانات الاقتصادية المقبلة، ولا سيما تقارير التضخم وأسعار الفائدة في الولايات المتحدة، إلى جانب التطورات في الاقتصاد الصيني الذي يمثل محركًا رئيسيًا للنمو الإقليمي.
واختتمت جلسة التداول الآسيوية بمؤشرات إيجابية تعكس قدرة الأسواق في المنطقة على امتصاص الضغوط العالمية، وسط تفاؤل بانتعاش تدريجي في الطلب العالمي خلال النصف الثاني من العام الجاري.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.