سجلت الأسهم الكورية الجنوبية تراجعًا للجلسة الثالثة على التوالي، اليوم الأربعاء، متأثرة بانخفاض أسهم التكنولوجيا الكبرى في وول ستريت بعد موجة صعود قياسية للأسواق العالمية، إضافة إلى ضغوط من تراجع العملة المحلية "الوون" وارتفاع العوائد على السندات الحكومية طويلة الأجل.
وبحلول الساعة 03:19 بتوقيت غرينتش، انخفض المؤشر القياسي كوسبي (KOSPI) بمقدار 59.50 نقطة أو ما يعادل 1.89% ليصل إلى 3,092.06 نقطة. وجاء هذا الهبوط وسط ضغوط بيعية واسعة النطاق في السوق الكورية، حيث أظهرت بيانات التداول تراجع 844 سهمًا مقابل ارتفاع 72 سهمًا فقط، في حين بلغ صافي مشتريات المستثمرين الأجانب نحو 24.6 مليار وون (17.59 مليون دولار).
وعلى صعيد الأسهم القيادية، سجلت نتائج متباينة؛ إذ ارتفع سهم سامسونغ للإلكترونيات بنسبة طفيفة بلغت 0.07%، في حين تراجع سهم منافستها إس كيه هاينكس 3.61%، متأثرًا بالضغوط البيعية التي طالت شركات أشباه الموصلات. كما انخفض سهم إل جي إنرجي سوليوشن، المتخصصة في صناعة البطاريات، بنسبة 1.43%.
وفي قطاع السيارات، خسر سهم هيونداي موتور 0.23% وسهم كيا 0.10%، بينما هبط سهم بوسكو هولدينغز 1.49% وسهم سامسونغ بيولوجيكس 1.07%، ما يعكس الضغوط الواسعة على مختلف القطاعات.
وتأتي هذه التراجعات في أعقاب انخفاض مؤشرات الأسهم الأميركية الليلة الماضية، حيث خسر مؤشر ناسداك 1.5% ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 0.6% متأثرين بهبوط أسهم الذكاء الاصطناعي وشركات التكنولوجيا العملاقة مثل إنفيديا. أما مؤشر داو جونز الصناعي فقد أنهى الجلسة شبه مستقر بعدما لامس مستوى قياسيًا جديدًا خلال التداولات.
ويترقب المستثمرون العالميون عن كثب ما سيصدر عن مؤتمر جاكسون هول الاقتصادي، المقرر عقده في ولاية وايومنغ بين 21 و23 أغسطس الجاري، حيث من المقرر أن يلقي رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول خطابًا قد يكشف ملامح السياسة النقدية للفترة المقبلة، لا سيما فيما يتعلق بمسار أسعار الفائدة.
أما على صعيد العملات، فقد تراجع الوون الكوري أمام الدولار ليسجل 1,399.8 في منصة التسوية الداخلية، منخفضًا 0.56% عن إغلاق يوم الثلاثاء عند 1,392.0. وفي التداولات الخارجية، جرى تسعيره عند 1,399.0 للدولار بانخفاض 0.4% خلال اليوم، بينما بلغ في عقود المقايضة غير القابلة للتسليم لشهر واحد 1,396.5. ورغم هذا التراجع، يبقى الوون مرتفعًا بنسبة 5.2% أمام الدولار منذ بداية العام الجاري، فيما صعد المؤشر كوسبي بنسبة 28.86% خلال الفترة نفسها.
أما على صعيد السندات الحكومية، فقد انخفض العائد على السندات لأجل ثلاث سنوات – الأكثر سيولة في السوق الكورية – 0.1 نقطة أساس إلى 2.444%، بينما ارتفع العائد على السند القياسي لأجل عشر سنوات 1.3 نقطة أساس ليسجل 2.857%، وهو ما يعكس التباين بين توقعات المستثمرين بشأن السيولة قصيرة الأجل والمخاطر طويلة الأجل.
ويؤكد خبراء الأسواق أن الأداء السلبي الحالي لبورصة سيول يعكس حالة الحذر التي تسيطر على المستثمرين في ظل الضبابية بشأن السياسة النقدية الأميركية، إضافة إلى الضغوط المرتبطة بضعف الطلب العالمي على التكنولوجيا والقلق من تباطؤ الاقتصاد الصيني، الذي يعد أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين لكوريا الجنوبية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.