في الفترة الأخيرة، أصبحنا نسمع عن أمم تتناول الحشرات كغذاء، لكن الأغرب من ذلك أن تتضمن قائمة الأطعمة التي يتجه الناس لأكلها الثعابين. وفي سياق مكافحة سلطات ولاية فلوريدا لإبادة الأفاعي البورمية الضالة، قد تم التوصل إلى استراتيجية جديدة للسيطرة على هذه الثعابين الغازية التي قد تطول أحيانًا حتى 20 قدمًا وقد غزت منطقة إيفرجليدز بالولاية.
نقلاً عن لجنة فلوريدا للأسماك والحياة البرية أن اللجنة عمدت إلى استئجار صيادين إضافيين وتدريب المزيد من الكلاب للكشف عن الثعابين عبر حاسة الشم، وأضافت تقنيات جديدة من الأشعة تحت الحمراء. وعلى الرغم من هذه الجهود، سيتم كذلك فحص نسب الزئبق في لحم الثعابين بغرض تقديم وزارة الصحة توجيهات إرشادية لاسيما بشأن استهلاك لحومها.
أفادت إحدى النساء اللاتي يمتهن الصيد للأفاعي في تصريح لصحيفة بأنها تنوي الترويج للثعبان كنوع من “الدجاج المقطّع”، على شاكلة مصطلح “دجاج البحر” المتداول في إشارة للتونة. من جانب آخر، كشفت دراسة تمت منذ عشر سنوات أن أفاعي حديقة إيفرجليدز الوطنية تحتوي على نسبة زئبق تبلغ 3.5 أجزاء في المليون، وهي نسبة تزيد ثماني مرات عن الحد الموصى به من قبل وكالة حماية البيئة والذي يبلغ 0.46 جزء في المليون. وهذا وفقًا لما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
قد يكون لسم الأفاعي تأثيرًا على النظام العصبي للأشخاص، مسببًا التهيج، الارتعاش وحتى الميول الذاتية للموت. من جهته، أفاد ديفيد كرابينهوفت، وهو عالم بحوث في المسح الجيولوجي الأمريكي، لصحيفة “بالم بيتش بوست” قائلاً: “ليس من المعتاد أن نشهد أعداداً بهذا الحجمفهي مشبعة بالزئبق”.
صرح كرابينهوفت بأنه يظن بأن الزواحف تحتوي على نسب عالية من الزئبق لأنها تجد صعوبة في إخراجه من أجسادها، وعند ابتلاعها له بجرعات ضخمة قد يؤثر السم على النظام العصبي، ويسبب اضطراباً وارتعاشاً وحتى ميولاً نحو الانتحار.
لكن دونا خليل، التي تعمل في صيد الثعابين ضمن نطاق إدارة المياه، ذكرت للجريدة أن لحم الثعبان يمكن أن يصبح شهياً إذا ما تم إعداده بالشكل الصحيح. وبعد التحقق من سلامة اللحم بواسطة استخدام مجموعة فحص محتوى الزئبق، قامت بطهيه في طنجرة الضغط لما يتراوح بين 10 و20 دقيقة قبل أن تدخله في تحضير الوجبة.
