تحول الطاقة في أفريقيا محور صراع جديد بين الصين والغرب

تتسارع وتيرة تحول الطاقة في أفريقيا عبر تطوير مصادرها من الطاقة المتجددة وجذب المزيد من دعم القطاع الخاص والمؤسسات المالية الدولية؛ ما حوّلها إلى ساحة صراع جديدة لكسب النفوذ بين الصين والغرب.

وتحرز الصين نجاحات كبيرة في أفريقيا، مدعومة بالتراجع الغربي وحاجة القارة إلى ما يمكن لبكين أن توفره بشروط اقتراض ميسرة، وهو ما يُزعج أميركا وحلفاءها جراء هذا التمدد المدعوم بأوراق قد لا تتوافر لديهما؛ ما دفعهما للبحث عن تحالف عالمي يَحُد من طموحات بكين في أفريقيا، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وبينما ترتفع أسعار النفط الخام ويتحول الاتحاد الأوروبي نحو المصادر المتجددة، تمسك الصين بخيوط لعبة تحول الطاقة في أفريقيا عبر احتكار المعادن المهمة للطاقة النظيفة في القارة، وفق ما أوردته صحيفة إل باييس (El País) الإسبانية.

تضخ الصين استثمارات تلامس قيمتها 4 مليارات دولار، وتنفذ أكثر من 5.152 مشروعًا عبر البلدان الأفريقية، وفق البيانات الصادرة عن أداة تشاينا غلوبال إنفيستمنت تراكر (China Global Investment Tracker) التابعة لمعهد المشروعات الأميركي، والمعنية بتقديم بيانات حول الاستثمارات الصينية العالمية.

وما زال سباق تحول الطاقة في أفريقيا مستمرًا، مع تحول العديد من البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية إلى الطاقة الخضراء لدرء آثار التغيرات المناخية، وتزايد الضغوط الجيوسياسية الواقعة على النفط بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، إلى جانب الحرب الإسرائيلية الشرسة على قطاع غزة، وهي العوامل التي تهدد استقرار أسعار الطاقة.

وتتوقع المفوضية الأوروبية أن يقفز الطلب على الألومنيوم، أحد المعادن الضرورية للطاقة المتجددة، بنسبة 543% خلال المدة بين 2020 و2050، وهو ما ينطبق كذلك على الليثيوم، والنحاس والكوبالت والنيكل، وهي المعادن التي تؤدي دورًا حاسمًا في تحول الطاقة في أفريقيًا، والعالم بوجه عام.

وسوف يتصاعد هذا الطلب على 34 مادة خامًا مع توجه حكومات منطقة العملة الأوروبية الموحدة “اليورو” إلى تحول الطاقة؛ ما سيذكي، بطبيعة الحال، الصراع المحموم على الموارد المعدنية في أفريقيا.

تستأثر أفريقيا بنصيب الأسد في العديد من تلك المعادن المهمة؛ إذ يأتي 70% من إنتاج المعادن العالمي من 4 دول أفريقية فقط: جنوب أفريقيا والجزائر وأنغولا ونيجيريا، وهي الدول التي تجمعها بالصين علاقات اقتصادية وطيدة.

ورغم أن الصين تزود ما نسبته 100% من المعادن الأرضية النادرة إلى الاتحاد الأوروبي، وفق تقديرات المفوضية الأوروبية؛ فإنها تُنجز ذلك عبر مناجمها المنتشرة في أرجاء أفريقيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى