أخبار عاجلة
ترامب: دعم كامل لنتنياهو إذا رفضت حماس خطة غزة -

مستقبل خط أنابيب نقل الهيدروجين بين الدنمارك وألمانيا يكتنفه الغموض

مستقبل خط أنابيب نقل الهيدروجين بين الدنمارك وألمانيا يكتنفه الغموض
مستقبل خط أنابيب نقل الهيدروجين بين الدنمارك وألمانيا يكتنفه الغموض

لا يبدو الوضع مطمئنًا بشأن خط أنابيب نقل الهيدروجين بين الدنمارك وألمانيا بسبب حالة عدم اليقين والضبابية التي تُحيط بالطلب.

وليُصبح المشروع -وهو "سيفتاليت" (Syvtallet)- مجديًا من الناحية التجارية، على الشركات حجز سعة نقل لا تقلّ عن 500 ميغاواط بحلول مطلع العام المقبل (2026)، أي بعد أشهر معدودة، وهو أمر مرهون بالطلب الألماني.

ورغم الاحتفاء به من الجانب الدنماركي، أشار مديرو شركات بقطاع النحاس والصلب والمرافق الألمانية إلى أن الهيدروجين الأخضر خيار باهظ التكلفة، وبحاجة إلى دعم كبير ليتمكّن من المنافسة دوليًا أو مع مصادر الطاقة الأخرى.

وبطول 133 كيلومترًا، من المقرر أن يربط مشروع نقل الهيدروجين بسعة 3 غيغاواط مدينة إيسبيرغ الدنماركية بمدينة فروسليف بالقرب من الحدود مع ألمانيا، حسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتطور المشروع.

معلومات عن خط أنابيب نقل الهيدروجين بين الدنمارك وألمانيا

يلقى خط أنابيب نقل الهيدروجين حفاوة في الدنمارك التي منحت الضوء الأخضر في مطلع سبتمبر/أيلول 2025 لبناء المشروع.

وأشاد وزير المناخ والطاقة والمرافق في الدنمارك لارس آغارد مرارًا بمشروع نقل الهيدروجين بوصفه حجز الزاوية لاقتصاد الهيدروجين في بلاده.

ويرجع تاريخ المشروع إلى عام 2023، عندما وقّعت شركات ومنظمات وغرفتا التجارة في ألمانيا والدنمارك إعلان شراء الهيدروجين الأخضر، وبموجبه تؤكد الأطراف المشاركة على تطوير سوق هيدروجين أخضر عالمي الطراز لربط جانب العرض الدنمارك بالطلب في ألمانيا.

يطور المشروع مشغّل شبكة النقل المملوكة للدولة في الدنمارك "إنرجينيت" (Energinet)، وسيُموَّل بوساطة قرض مدعوم من الدولة بقيمة 7.5 مليار كرونة دنماركية (1.1 مليار دولار)

(الكرونة الدنماركية = 0.16 دولارًا أميركيًا).

محطة وأنبوب لنقل الهيدروجين في ألمانيا
محطة وأنبوب لنقل الهيدروجين في ألمانيا- الصورة من وكالة رويترز

كما ستقدّم الحكومة دعمًا إضافيًا بقيمة تصل إلى 10.6 مليار كرونة للمساعدة في تقليل تكاليف نقل الهيدروجين وضمان قدرة المشروع على الاستمرار.

ومن المتوقع اكتمال بناء المشروع في عام 2030، ليوافق طموحات ألمانيا التي من المتوقع أن تكون أكبر سوق هيدروجين في أوروبا بفضل الإستراتيجية الوطنية التي تتوقع ارتفاع الطلب إلى ما يتراوح بين 95 و130 تيراواط/ساعة بحلول نهاية هذا العقد.

وبحسب الخطة الألمانية، من المتوقع تلبية 50% إلى 70% من ذلك الطلب من خلال الواردات، سواء من خلال خطوط الأنابيب من الدول المجاورة، أو في صورة مشتقات الهيدروجين الأمونيا والميثانول من قارات أخرى.

تحديات نقل الهيدروجين إلى ألمانيا

وفق الخطة الموضوعة لخطّ أنابيب نقل الهيدروجين من الدنمارك إلى ألمانيا، من المقرر عقد مناقصة في 5 يناير/كانون الثاني المقبل (2026)، لتستمر حتى الأول من ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه لحجز سعة النقل عبر المشروع.

ويُشترط ألّا تحجز الشركات المشاركة أقل من نصف غيغاواط من السعة الإجمالية البالغة 3 غيغاواط، وذلك لمدة تتراوح بين 10 و15 عامًا.

لكن على ناحية الطلب في ألمانيا يبدو الوضع مشوبًا بالغموض والشكوك، وسط مطالب لحكومتي البلدين بتقديم يد العون لدفع المشروع قدمًا.

ودون التزام الشركات من خلال حجز السعة قريبًا، قد يتوقف المشروع حتى قبل بدء مرحلة البناء، بسبب انخفاض -أو غياب- الطلب في ألمانيا.

وألقى واقع السوق القاسية بظلاله على التوقعات المتفائلة للشركات في الماضي، وهو ما تَجسَّد في "تردُّد" ألماني يتطلب تحسين الوضع الاقتصادي من خلال تقديم إعانات ضخمة وتوفير بيئة مواتية.

وحتى تاريخه، لم تُبدِ أيّ شركة ألمانية رغبتها في الالتزام بالشراء تجاه مشروع نقل الهيدروجين، بل إن شركات أخرى تخارجت تمامًا من القطاع.

تجلّى ذلك في تصريح للمتحدث بلسان شركة "أروبيس " الألمانية لإنتاج النحاس، إحدى المشترين المحتملين للهيدروجين الدنماركي (Aurubis) بقوله، إن الهيدروجين الأخضر ليس خيارًا جاذبًا من الناحية الاقتصادية.

وطالبَ المتحدث بتوفير آليات دعم لتكلفة الهيدروجين الأخضر مثل آلية العقود مقابل الفروقات، بما يجعل وقود الهيدروجين قادرًا على المنافسة.

ورغم اهتمامها بشراء الهيدروجين، لم تقرر شركة الخدمات العامة في مدينة فلنسبورغ الألمانية بعدُ بشأن جاهزيتها لحجز سعة النقل في المشروع.

وبحسب بيان للشركة، ما زال الشراء عبر خط الأنابيب بحاجة إلى إطار فني واقتصادي وسياسي ليبقى جذابًا بما فيه الكفاية، وأضافت أن الشراء خيار ينبغي أن يكون -أو قد يكون- محل البحث، لكنه يظل رهنًا بظروف إطار العمل.

وستُحدَّد الكميات المطلوبة بدقّة عندما تصل الشركة لمرحلة الحاجة إلى استعمال الهيدروجين وفق خطة تحول الطاقة الخاصة بها، وصولًا إلى الحياد الكربوني.

أمّا شركة الصلب الألمانية "تيسين كروب" (Thyssenkrupp)، فقد أعلنت تعليق مشاركتها في كل العطاءات المرتبطة بالهيدروجين، وحاليًا تُجري محادثات مع الحكومة للحصول على إعانات من الدولة.

ورغم خطّتها لشراء الهيدروجين من الدنمارك، لا تنوي "تيسين" حجز السعة مبكرًا في مشروع النقل.

وسابقًا، كان مدير الهيدروجين والطاقة الخضراء بالشركة يرى خط أنابيب نقل الهيدروجين بوصفه الأفضل والأكثر تنافسًا.

ومؤخرًا، رصدت منصة الطاقة المتخصصة تصريحًا للرئيس التنفيذي لشركة الصلب الألمانية ميغيل أنغيل لوبيز بوريغو يحذّر فيه من لجوء شركته إلى مصادر الوقود الأحفوري لتشغيل مصنع صلب في دويسبورغ، الذي كان مقررًا تشغيله بالهيدروجين الأخضر ما لم تنخفض التكلفة.

وبسبب ارتفاع تكلفة الهيدروجين الأخضر، قال لوبيز، إنه يفضّل -بدءًا من عام 2028- مباشرة خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون باستعمال غاز الميثان الذي يُطلق انبعاثات كربونية أقل من الفحم، وقادر على حبس حرارة تزيد 80 ضعفًا عن الكربون خلال عقدين.

أمّا شركة يونيبر الألمانية (Uniper)، فقد قررت في العام الماضي تأجيل استثمارات خضراء، وخاصة بمجال الهيدروجين بقيمة 8 مليارات يورو (9.3 مليار دولار) إلى أوائل العقد المقبل، بعد أن كان من المقرر أن تكتمل بحلول عام 2030.

وفي يوليو/تموز الماضي (2025)، تراجعت شركة "إي.أون" الأوروبية (E.ON) عن تنفيذ مشروع هيدروجين بسعة 20 ميغاواط في مدينة إسن الألمانية، وألغت خطة لبناء خط أنابيب هناك.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. تحديات مشروع خط أنابيب نقل الهيدروجين من الدنمارك لألمانيا
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق قدرة تخزين الكهرباء في أميركا تسجل رقمًا قياسيًا جديدًا