قالت الدكتورة إيمان جابر، نائب مدير الإدارة المركزية للأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة والسكان، إن مواجهة ظاهرة التنمر تبدأ من الأسرة والمجتمع معًا، مؤكدة أن "الثقافة العامة يجب أن ترفض التنمر بشكل قاطع منذ الصغر، وألا يتسامح الكبار معه أو يضحكوا عليه، لأن ذلك يعطي الطفل انطباعًا بأن السلوك مقبول أو مرغوب".
وأضافت في مداخلة هاتفية لبرنامج ملفات طبية عبر قناة الشمس: "أحيانًا نكون نحن الكبار قدوة غير سليمة عندما نتهاون مع سلوكيات التنمر، وهنا تكمن خطورة ترسيخ الفعل في ذهن الطفل. أي سلوك تنمري يجب أن يُقابل برفض واضح حتى يدرك أنه غير مقبول اجتماعيًا"، مشيرة إلى أن دور الأهل لا يتوقف عند المراقبة بل يمتد إلى الاستماع والتشجيع والمتابعة المستمرة.
وأوضحت جابر أن الأطفال الذين يتعرضون للتنمر قد يظهر عليهم رفض الذهاب إلى المدرسة رغم محبتهم السابقة لها، أو يميلون لتقليد السلوكيات العدوانية مع الأشقاء الأصغر، لافتة إلى أن هذه مؤشرات واضحة تستوجب التدخل العاجل من الأسرة والمدرسة لحماية الطفل.
وحذرت من أن استمرار التعرض للتنمر قد يقود إلى اضطرابات نفسية خطيرة، حيث قالت: "الطفل قد يصاب بالاكتئاب أو القلق، وقد يلجأ إلى المخدرات كوسيلة للهروب، وبعض الحالات قد تتطور إلى سلوكيات عنيفة أو حتى ارتكاب جرائم"، مؤكدة أن الأمر يختلف من طفل لآخر وفقًا لقدرته على التكيف والدعم المحيط به.
وتابعت: "لا توجد لدينا إحصاءات دقيقة بعدد الأطفال الذين تعرضوا للتنمر، لأننا بحاجة إلى دراسات اجتماعية موسعة لقياس حجم الظاهرة بشكل واقعي"، مشددة على أن مواجهة الظاهرة مسؤولية جماعية لا تقتصر على البيت أو المدرسة فقط.
ووجهت جابر رسالة إلى أولياء الأمور بقولها: "قربوا من أولادكم، وأعطوهم مساحة آمنة للتعبير عن مشاعرهم دون خوف. لا تقدموا حلولًا جاهزة أو تشجعوهم على الرد بالعنف، بل ساعدوهم على التفكير في بدائل متعددة تمنحهم الثقة والقدرة على التكيف"، مؤكدة أن التصدي للتنمر يتطلب تعاون الأسرة والمدرسة والمجتمع بأكمله لحماية الأطفال وضمان صحتهم النفسية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.