تواجه مشروعات الطاقة الشمسية المستقلة المدعومة باتفاقيات شراء الكهرباء في أوروبا تحديات عديدة، أبرزها تراجع الاستثمارات.
وحسب تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قد يكون عصر تطوير مشروعات الطاقة الشمسية المستقلة المدعومة باتفاقيات شراء الكهرباء طويلة الأجل (PPAs) على وشك الانتهاء.
يأتي ذلك حيث يشهد توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في منتصف النهار تناقصًا في الأسعار وساعات عمل سلبية في مناطق متعددة.
وعلى الرغم من أن هذه المشكلة تُعد صغيرة نسبيًا مقارنةً بقلة توليد الكهرباء اللازمة لإزالة الكربون وتحقيق تقدم عام في مجال الطاقة النظيفة، فإنها ما تزال تُمثّل مأزقًا.
تمويل أصول الطاقة الشمسية
من الواضح أن أصحاب الأموال -البنوك- يُحكِمون قبضتهم على محفظتهم، ما يجعل تمويل أصول الطاقة الشمسية المستقلة القياسية أكثر صعوبة. وإزاء ذلك، تبرز فرصٌ في مجال تجميع البطاريات الكبيرة.
وكان هذا موضوع نقاش مُفصل في مؤتمر "غت إنسبايرد! 2025"، الذي عُقِد في مدينة برلين بألمانيا، الأسبوع الماضي، وركّز على تخزين الكهرباء بالبطاريات.

نظرة عامة على السوق
افتتحت رئيسة قسم التحليلات لدى شركة بيكسابارك، دومينيك هيسشير، النقاش حول تقاسم موقع المشروع، موضحةً الحقائق التي تواجه مطوري ومستثمري الطاقة المتجددة المجتمعين في المؤتمر: انخفاض الإيرادات، وزيادة ساعات العمل السلبية، وطوابير الانتظار الطويلة للربط بالشبكة.
ومن القضايا المهمة الأخرى التي نوقشت طوال المؤتمر، موافقات الربط بالشبكة من مشغّلي أنظمة النقل.
وقالت هيسشير: "لنبدأ بالسبب؛ لماذا نهتم أصلًا بالحديث عن تقاسم الموقع؟ لماذا لا نلجأ إلى الخيار الأسهل بكثير والمستقل؟".
وأضافت: "إذا نظرنا إلى قيمة نموذج الطاقة الشمسية المستقلة الألماني العام اليوم، فإن الأرقام مثيرة للقلق".
وأوضحت: "لم يعد دليلنا القياسي لطريقة تسويق الطاقة الشمسية المستقلة فعالًا".
وأردفت: "لقد شهدنا انخفاض قيمة ملف الطاقة الشمسية الألماني من نحو 90% إلى نحو 50% في غضون عامين فقط مقارنةً بالحمل الأساس".
وقالت: "على أساس سنوي، شهدنا انخفاضًا بنسبة 87% في أحجام الصفقات الموقعة لاتفاقيات شراء الكهرباء الشمسية الألمانية".
الحاجة إلى مشروعات تخزين الكهرباء بالبطاريات
قالت رئيسة قسم التحليلات لدى شركة بيكسابارك، دومينيك هيسشير، إن هذا الفشل في السوق يتطلب تغييرًا بتصميم المشروع، ما يؤدي للحاجة إلى مشروعات تخزين الكهرباء بالبطاريات.
وأوضحت أن هذا يؤدي إلى استنتاج واحد: "أصبح استكشاف التخزين وتقاسم الموقع ضرورة حتمية"، مشيرةً إلى أن هذا يحدث، حاليًا، في المملكة المتحدة.
وأضافت: "في المملكة المتحدة اليوم، نرى أن 70% من مشروعات الطاقة الشمسية المستقلة الجديدة تأتي مع أصول أنظمة تخزين الكهرباء بالبطاريات، الموجودة في الموقع المشترك".
وأشارت إلى أن النموذج القياسي لطريقة تسويق ذلك يتمثل عادةً بوجود أصل طاقة شمسية بموجب عقد فروقات حكومي أو بموجب اتفاقية شراء كهرباء، ثم يُسوَّق نظام تخزين الكهرباء بالبطاريات بشكل منفصل إلى حدّ ما، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضحت أن "هذا قد يكون اتفاقًا تجاريًا بالكامل، أو قد يكون اتفاقًا بشأن الرسوم، وما إلى ذلك، ولكنه منفصل نسبيًا في الواقع".

مشروع الطاقة الهجينة
نوقش بعد ذلك مشروع الطاقة الهجينة، الذي يُدمَج فيه توليد الطاقة الشمسية مع نظام تخزين طاقة البطارية.
وتتمثل الفكرة في تخزين الطاقة الشمسية المُولّدة خلال وقت الظهيرة، التي يُمكن تقليصها أو بيعها بأسعار فورية سلبية، ثم بيعها خلال ذروة المساء المرتفعة.
وعلى الرغم من أن هذا لا يُعدّ مفهومًا مُبتكرًا، فإن السر يكمن في طريقة دمج الإيرادات الثابتة لاتفاقية شراء الكهرباء مع إيرادات التاجر من البطارية دون التضحية بإمكاناتها الكبيرة، وإثبات نجاح هذا النموذج للممولين.
بدوره، قدّم الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا المؤسس المشارك لشركة "إنسبايرد" (Enspired)، وولفغانغ إيشبرغر، تحليلًا مُفصّلًا عبر سلسلة من العروض التقديمية وسيناريوهات التنبؤ.
وأوضح أن المُقايضة المالية، أو "غرامة التشارك في الموقع"، المُرتبطة بالطاقة الشمسية بالإضافة إلى التخزين مُقارنةً بالتخزين وحده، أقل مما يفترضه الكثيرون، وقد تكمن المُشكلة في كون نقطة ربط الشبكة تُشكّل عُقبةً.
وعرض آيشبيرغ نموذجًا لأصل مشترك يتقاسم نقطة ربط شبكة بقدرة 10 ميغاواط مع محطة الطاقة الشمسية المستقلة، مقابل بطارية تجارية مستقلة بالكامل، كاشفًا عن انخفاض في الإيرادات بنسبة تتراوح بين 3.2% و4.4% فقط للأصل المشترك.
وألمح آيشبيرغر، خلال ردّه على أسئلة الجمهور، إلى أن التحليل الذي أجراه استغرق نحو 3 أسابيع.
ورغم أن هذا التحليل قائم على النماذج، فإنه يشير إلى أن المطورين قادرون على ضمان إيرادات التمويل اللازمة مع الحفاظ على معظم مكاسب البطارية التجارية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..