تستعد سوق الغاز الحيوي المسال في أوروبا للانطلاق بقوة خلال السنوات المقبلة، بعد تطبيق لائحة الوقود البحري المعتمدة من الاتحاد الأوروبي.
وتستهدف اللائحة -التي دخلت حيز التنفيذ بداية من يناير/كانون الثاني 2025- خفض كثافة غازات الاحتباس الحراري الناتجة من حرق الوقود البحري عبر فرض قيود تدريجية صارمة على الصناعة.
كما تشجع على استعمال بدائل الوقود منخفضة الكربون، ومنها الغاز الحيوي المسال المنتج من النفايات العضوية، مثل نفايات المنازل والمصانع، وروث الحيوانات.
وبحسب تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)-، من المتوقع ارتفاع الطلب على الغاز الحيوي المسال في أوروبا إلى أكثر من 12 مليار متر مكعب بحلول عام 2050.
فرص الغاز الحيوي المسال في أوروبا
من المتوقع اتّساع فرصة الغاز الحيوي المسال في أوروبا بقطاع النقل البحري تدريجيًا، مع تشديد قواعد لائحة الوقود البحري التي تُلزم مشغّلي السفن بخفض كثافة الوقود المستعمل بنسبة 2% في عام 2025، تزيد تدريجيًا لتصل إلى 80% بحلول عام 2050، مقارنة بمستويات عام 2020.
وتواجه السفن التي تتجاوز حدود كثافة الانبعاثات غرامات تصل إلى 2400 يورو (2834 دولارًا) لكل طن من الوقود المستهلك بعد تجاوز الحدّ المسموح به، بحسب تقرير شركة أبحاث وود ماكنزي.

ويشكّل هذا الوضع فرصة كبيرة لمنتجي الغاز الحيوي المسال في أوروبا وخارجها، خاصة أن هذا الوقود بطبيعته يتوافق مع البنية التحتية الحالية المستعملة للغاز الطبيعي المسال، ما يمنحه فرصه أعلى من أنواع الوقود البديلة المنافسة مثل الأمونيا والميثانول.
وما تزال الطاقة الإنتاجية المخصصة لإنتاج الغاز الحيوي المسال في القارة العجوز محدودة، ولا تتجاوز 0.15 مليار متر مكعب سنويًا، بحسب بيانات عام 2024.
استثمارات الغاز الحيوي المطلوبة
تعتمد لائحة الوقود البحري للاتحاد الأوروبي على فكرة الإلزام بفحص كثافة الانبعاثات إلى حدّ كبير، وهي فكرة يُفترَض أنها ستدفع مشغّلي السفن إلى أنواع الوقود البديل تجنّبًا للغرامات التي قد تضرّ اقتصادات الشحن والتشغيل على المديين المتوسط والطويل.
ورغم ذلك، فإن هذه اللائحة لن تكون كافية على الجانب الآخر لتشجيع المنتجين والمستثمرين على ضخ أموالهم في مشروعات إنتاج الغاز المسال الحيوي لتلبية الطلب، خاصة أن تكلفته ما زالت كبيرة.
وبحسب تقديرات وود ماكنزي، تتراوح تكاليف الإنتاج الحالية للغاز الحيوي المسال في أوروبا من 7 إلى 50 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
ويشير هذا التفاوت الكبير في التكلفة إلى أن فرص إنتاجه على مستوى القارة ليست واحدة، إضافة إلى وجود مخاطر من ارتفاع هذه التكلفة مع أيّ صدمات تحدث في أسعار المواد الخام.

وتتمتع الدول التي تمتلك صناعات راسخة للميثان الحيوي وبنية تحتية لاستيراد الغاز المسال بميزة تنافسية أكبر من غيرها لقيادة مسار إنتاج هذا النوع من الوقود في أوروبا، وخاصة إيطاليا وهولندا.
وبصورة عامة، يتطلب التوسع في الطاقة الإنتاجية المخصصة لإنتاج الغاز الحيوي المسال في أوروبا سياسات دعم قوية من خلال التفويضات والإعفاءات الضريبية، إلى جانب تشديد أهداف كثافة الانبعاثات.
وتُقدّر وود ماكنزي حاجة الاتحاد الأوروبي إلى بناء أكثر من 1000 محطة سنويًا لإنتاج هذا الغاز، باستثمارات تصل إلى 80 مليار دولار، حتى يتمكن من تحقيق أهدافه الخاصة بخفض الانبعاثات بحلول عام 2030.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
فرص الغاز الحيوي المسال في أوروبا وتحدياته، من وود ماكنزي