تسعى شركات نفط وغاز كبرى إلى الاستفادة من تقنية تحويل الطاقة الحرارية للمحيطات، من أجل إزالة الكربون من العمليات البحرية، استمرارًا لجهودها الحثيثة لمواكبة أهداف المناخ العالمية وسياسات تحول الطاقة.
وفي أحدث تطور اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، اختيرت شركة غلوبال أوتك (Global OTEC) للمشاركة في مشروع بحثي جديد ضمن برنامج ديب ستار (DeepStar)، وهو تحالف دولي مرموق يُعنى بالابتكار في مجال التقنيات البحرية.
وسيُقيّم المشروع استعمال طاقة الحمل الأساسي المتجددة المُستمدة من تحويل الطاقة الحرارية للمحيطات (OTEC) في عمليات النفط والغاز بالمياه العميقة.
ووفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، فإن تحويل الطاقة الحرارية للمحيطات يُعدّ تقنية لتوليد الطاقة المتجددة تستعمل فرق درجة الحرارة بين المياه السطحية الدافئة ومياه الأعماق الباردة في المحيطات لتوليد الكهرباء.
وتعمل هذه الأنظمة بوصفها محركات حرارية تستغل هذه الحرارة لتشغيل توربين ومولد ينتج الكهرباء، ويُمكن أن توفر مصدرًا نظيفًا وموثوقًا للطاقة.
تطوير إنتاج النفط والغاز البحري
ديب ستار هو برنامج عالمي مشترك لتطوير تقنيات الصناعة، ويجمع أبرز مشغّلي النفط والغاز وشركات الخدمات ومؤسسات البحث، لمواجهة التحديات الرئيسة للاستكشاف والإنتاج في المياه العميقة.
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يُعدّ مشروع ديب ستار، الذي تقوده 11 شركة مُشغّلة، أحد أبرز مبادرات البحث والتطوير التعاونية في الصناعة، حيث يُطوّر تقنيات فعّالة من حيث التكلفة لأنظمة الإنتاج في المياه العميقة حول العالم.
ويجمع البرنامج شركات الطاقة الرائدة، ومطوّري التقنيات، ومؤسسات البحث، لمواجهة التحديات الأكثر إلحاحًا في هذا القطاع.
وتأسس البرنامج عام 1991، وقدّم مئات المشروعات في أنظمة تحت سطح البحر، والرافعات، وضمان التدفق، والتقنيات البيئية، ما يساعد على تسريع الابتكار وخفض التكاليف في جميع أنحاء القطاع.
ومن بين الأعضاء الحاليين شركة شيفرون، وإكسون موبيل، وبي بي، وشل، وتوتال إنرجي، وغيرها من المشغّلين الدوليين.
ويُمثّل المشروع البحثي الجديد المرة الأولى التي تُدرَج فيها تقنية تحويل الطاقة الحرارية للمحيطات (OTEC) ضمن محفظة أبحاث "ديب ستار"، ما يُبرز دورها المُحتمل في إزالة الكربون من العمليات البحرية.
وستُقيّم الدراسة جدوى استعمال تحويل الطاقة الحرارية للمحيطات بوصفها بديلًا موثوقًا لمصادر الطاقة البحرية التقليدية، بحسب ما جاء في البيان الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وسيبحث المشروع كيف يُمكن للأنظمة المعيارية دعم العمليات البحرية المستقبلية، ويرسم مسارًا نحو نشر أوسع، مثل استبدال توربينات الغاز والديزل في وحدات الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة ووحدات حقن ثاني أكسيد الكربون العائمة.
إمكانات تحويل الطاقة الحرارية للمحيطات
قال المؤسس، الرئيس التنفيذي لشركة غلوبال أوتك، دان غريتش: "يُعدّ اختيارنا مشروع ديب ستار إنجازًا كبيرًا لنا.. فهو يُثبت إمكانات تحويل الطاقة الحرارية للمحيطات بوصفها حلًا عمليًا لإزالة الكربون من العمليات البحرية، ويمنحنا منصة للعمل مباشرةً مع بعض أكبر المشغّلين في العالم".
وتابع: "نحن متحمسون لإثبات كيف يُمكن للمحيط نفسه أن يُغذّي مستقبل طاقة المياه العميقة".
وبحسب التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يبني المشروع على التقدم الذي أحرزته "غلوبال أوتك" من خلال وحدة الطاقة "أوتك"، وهي نظام عائم معياري مُصمم للنشر في البيئات البحرية، والذي أُعلن في ورشة عمل الطاقة الحرارية الأرضية التي نظّمتها شركة بتروبراس (Petrobras) العام الماضي (2024).
ومن خلال الاستفادة من التدرج الحراري الطبيعي للمحيط، توفر "أوتك" طاقة حمل أساسي مستمرة، تُلائم بشكل فريد متطلبات إنتاج النفط والغاز البحري.
غلوبال أوتك هي شركة طاقة نظيفة، مقرّها المملكة المتحدة، تُطوّر أنظمة تحويل الطاقة الحرارية للمحيطات (OTEC) لتوفير طاقة موثوقة وبأسعار معقولة مباشرةً من المحيط.
وتعمل غلوبال أوتك على إطلاق العنان لأحد أكبر موارد الطاقة المتجددة غير المستغلة في العالم، عبر تطبيقات تتراوح من أنظمة الربط تحت سطح البحر وكهربة الحقول القائمة إلى وحدات الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة والشبكات الساحلية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
اختيار تقنية تحويل الطاقة الحرارية للمحيطات في مشروع تحالف عالمي، من الموقع الرسمي لشركة غلوبال أوتك
