مزيج توليد الكهرباء في العراق 2024 وماذا حدث لحصة الغاز؟.. بيانات حصرية لـ"الطاقة"

سجّلت محطات الكهرباء في العراق "الحكومية والاستثمارية" نموًا طفيفًا في إنتاجها خلال عام 2024؛ إذ بلغت كميات الطاقة المنتَجة نحو 150.98 مليون ميغاواط/ساعة، مقابل 150.39 مليون ميغاواط/ساعة في عام 2023، بزيادة تبلغ نحو 0.59 مليون ميغاواط/ساعة على أساس سنوي.

ويكشف الأداء عن تحسن تدريجي في تشغيل منظومة الكهرباء العراقية الوطنية، رغم استمرار التباينات بين أنواع المحطات المختلفة.

أما بالنسبة للمحطات الحكومية (دون المحطات الاستثمارية)؛ فقد بلغ إنتاج محطات الكهرباء في العراق خلال عام 2024 نحو 96.65 مليون ميغاواط/ساعة، مقابل 94.39 مليون ميغاواط/ساعة في عام 2023، ما يعكس زيادة تقارب 2.26 مليون ميغاواط/ساعة على أساس سنوي.

وبحسب التقرير الإحصائي السنوي لوزارة الكهرباء العراقية 2024، الذي تنشره حصريًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، توزّع الإنتاج عبر 73 محطة رئيسة موزعة في أنحاء البلاد، بواقع محطات بخارية وغازية وكهرومائية بالإضافة إلى محطات الديزل، ضمن منظومة تشرف عليها 4 شركات عامة لإنتاج الطاقة الكهربائية، وهي:

• الشركة العامة لإنتاج الطاقة الكهربائية/ المنطقة الجنوبية.
• الشركة العامة لإنتاج الطاقة الكهربائية/ الفرات الأوسط.
• الشركة العامة لإنتاج الطاقة الكهربائية/ المنطقة الوسطى.
• الشركة العامة لإنتاج الطاقة الكهربائية/ المنطقة الشمالية.

وتظهر البيانات أن الحصة الكبرى من زيادة إنتاج محطات الكهرباء في العراق خلال 2024، تعود إلى محطات الغاز (رغم نقص الغاز المحلي والمستورد) تليها المحطات الكهرومائية.

وفي المقابل، أظهرت بعض المحطات تراجعًا واضحًا، ولا سيما وحدات الديزل والبخارية التي لا تزال تعاني تكلفة التشغيل المرتفعة والاعتماد على وقود أقل كفاءة.

محطات الكهرباء في العراق

أظهرت البيانات أن محطات الكهرباء في العراق "الحكومية" أنتجت 96.65 مليون ميغاواط/ساعة في 2024، لتستحوذ على 58% من إجمالي إنتاج المنظومة الكهربائية البالغ نحو 165.6 مليون ميغاواط/ساعة، على النحو التالي:

• المحطات الغازية (40 محطة): قادت الإنتاج بنحو 58.25 مليون ميغاواط/ساعة، ارتفاعًا من 53.55 مليون ميغاواط/ساعة في العام السابق، وبمساهمة بلغت 35% من الإجمالي.
• المحطات البخارية (8 محطات): تراجعت إلى 31.99 مليون ميغاواط/ساعة مقارنة بـ34.78 مليون ميغاواط/ساعة في 2023، بحصة 19%.
• المحطات الكهرومائية (8 محطات): قفزت إلى 3.49 مليون ميغاواط/ساعة، بعدما سجلت 1.38 مليون ميغاواط/ساعة فقط في 2023، لتحافظ على مساهمة 2%.
• محطات الديزل (17 محطة): هبطت إلى 2.91 مليون ميغاواط/ساعة مقابل 4.67 مليون ميغاواط/ساعة في 2023، لتبقى عند حدود 2% فقط من إجمالي المنظومة.

الرسم التالي -من إعداد منصة الطاقة- يرصد مصادر توليد الكهرباء في العراق خلال عامي 2023 و2024:

مزيج الكهرباء في العراق 2024

أظهرت البيانات لدى منصة الطاقة، أن إجمالي سعة مزيج الكهرباء في العراق 2024 بلغ 38 ألفًا و287 ميغاواط، في حين سجّل معدل الإنتاج الفعلي 18.856 ألف ميغاواط، مقارنة بـ17.946 ألف ميغاواط في 2023، بزيادة قدرها 910 ميغاواط، موزعة كما يلي:

• المحطات الاستثمارية: سجلت معدل إنتاج قدره 7 آلاف و854 ميغاواط في 2024، مقارنة بـ7 آلاف و172 ميغاواط في 2023، بنسبة مشاركة بلغت 42%، في حين استقرت سعتها التصميمية عند 10 آلاف و678 ميغاواط.
• المحطات الغازية: استحوذت على حصة كبيرة من الإنتاج بنسبة 35%، بعد أن ارتفع معدل إنتاجها إلى 6 آلاف و632 ميغاواط في 2024، مقارنة بـ6 آلاف و113 ميغاواط في 2023، وبلغت القدرة التصميمية لها 16 ألفًا و543 ميغاواط، مقابل قدرة عاملة وصلت إلى 15 ألفًا و476 ميغاواط.
• المحطات البخارية: سجّلت المحطات البخارية قدرة تصميمية بلغت 7 آلاف و245 ميغاواط، في حين وصلت القدرة العاملة إلى 6 آلاف و500 ميغاواط. وتراجع معدل الإنتاج من 3 آلاف و970 ميغاواط في 2023 إلى 3 آلاف و642 ميغاواط في 2024، بنسبة مشاركة بلغت 19%.
• المحطات الكهرومائية: ارتفع معدل إنتاجها بشكل ملحوظ من 158 ميغاواط في 2023 إلى 397 ميغاواط في 2024، بنسبة مشاركة 2%، وبلغت سعتها التصميمية 1,864 ميغاواط، مقابل قدرة عاملة قدرها 1.512 ألف ميغاواط.
• محطات الديزل: سجّلت محطات الديزل معدل إنتاج بلغ 331.2 ميغاواط في 2024، مقارنة بـ532.5 ميغاواط في 2023، بانخفاض واضح في المساهمة إلى 2%، وبلغ إجمالي سعتها التصميمية 1.957 ألف ميغاواط، في حين وصلت القدرة العاملة إلى 974 ميغاواط.

الرسم البياني التالي -من إعداد منصة الطاقة- يرصد إنتاج محطات الكهرباء في العراق خلال عامي 2023 و2024:

محطات الغاز في العراق

مثّلت محطات الغاز في العراق عماد منظومة الكهرباء في 2024، بإجمالي إنتاج بلغ 58.25 مليون ميغاواط/ساعة، بزيادة 4.7 مليون ميغاواط/ساعة عن 2023.

وسجلت محطات القدس في بغداد والخيرات في كربلاء والرميلة في البصرة أعلى معدلات إنتاج؛ إذ تجاوز كل منها حاجز 5 ملايين ميغاواط/ساعة.

وتنوع أداء محطات الكهرباء الغازية بين المحافظات، على النحو التالي:

• بغداد: محطة القدس بلغت 6.18 مليون ميغاواط/ساعة، في حين حققت جنوب بغداد 2 نحو 1.4 مليون ميغاواط/ساعة.
• كربلاء: محطة الخيرات بلغت 5.22 مليون ميغاواط/ساعة، بزيادة 410 آلاف ميغاواط/ساعة عن 2023.
• الأنبار: محطة عكاز ارتفعت إلى 1.18 مليون ميغاواط/ساعة مقارنة بـ502 ألف ميغاواط/ساعة العام السابق.
• نينوى: محطة القيارة سجلت 2.63 مليون ميغاواط/ساعة، متراجعة عن 3.21 مليون ميغاواط/ساعة في 2023.

المحطات البخارية في العراق

تراجع إنتاج المحطات البخارية في العراق إلى 31.99 مليون ميغاواط/ساعة في 2024، مقابل 34.78 مليون ميغاواط/ساعة في 2023، بانخفاض يقارب 2.8 مليون ميغاواط/ساعة.

ويعود ذلك التراجع إلى ارتفاع تكلفة الوقود اللازم للتشغيل، بالإضافة إلى تقادم عدد من الوحدات الحرارية وضعف كفاءتها.

وتصدرت محطة اليوسفية (الزيدانية) في الكوت القائمة بإنتاج 12.76 مليون ميغاواط/ساعة، تلتها محطة صلاح الدين (سامراء) بـ8.36 مليون ميغاواط/ساعة، ثم محطة المسيب بـ5.31 مليون ميغاواط/ساعة، وفي المقابل، سجلت محطات أصغر مثل الدورة ببغداد أو النجيبية في البصرة مساهمات محدودة.

ويأتي تراجع الاعتماد على المحطات البخارية في إطار خطة وزارة الكهرباء لتقليص استعمال الوقود الثقيل عالي الانبعاثات، مقابل زيادة مساهمة الغاز والطاقة المتجددة، بما يتماشى مع الالتزامات البيئية وتوجهات خفض الانبعاثات.

المحطات الكهرومائية في العراق

سجّل إنتاج محطات الطاقة الكهرومائية قفزة كبيرة في 2024، بفضل تحسّن منسوب المياه في السدود الرئيسة مثل سد الموصل وسد حديثة، بعد أعوام من الجفاف الذي أثر في تشغيلها.

وارتفع إنتاج المحطات الكهرومائية إلى 3.49 مليون ميغاواط/ساعة في 2024 مقابل 1.38 مليون ميغاواط/ساعة في 2023، على النحو التالي:

• سد الموصل الرئيس: كان الأكثر بروزًا بإنتاج 2.15 مليون ميغاواط/ساعة، مقابل 450 ألفًا فقط في 2023.
• محطة حديثة بالأنبار: ارتفع إنتاجها إلى نحو 516 ألف ميغاواط/ساعة، مقارنة بـ333 ألفًا في 2023.
• محطة سامراء في صلاح الدين: بلغ إنتاجها 379 ألفًا و740 ميغاواط/ساعة مقابل 300 ألف و440 في 2023.

محطات الديزل

شهدت محطات الديزل تراجعًا حادًا بإنتاج 2.91 مليون ميغاواط/ساعة في 2024 مقابل 4.67 مليون ميغاواط/ساعة في 2023، أي بانخفاض 38%.

وكان التراجع واضحًا في بغداد والديوانية وميسان والأنبار، في حين توقّفت محطة سامراء بمحافظة صلاح الدين كليًا.

وتؤكد هذه الأرقام أن الديزل بات خارج أولويات العراق في خطط تطوير الكهرباء، إذ يُنظر إليه بوصفه مصدرًا احتياطيًا فقط يُستعمل في حالات الطوارئ أو العجز، وليس بصفته مصدرًا رئيسًا في المزيج.

المحطات الاستثمارية

تضم قائمة المحطات الاستثمارية كلًا من: "هارثة الاستثمارية، الشعيبة، خور ماله، بسماية، الرميلة المركبة، الرميلة الاستثمارية، شط البصرة المركبة، العمارة المركبة، ميسان الاستثمارية، الإنماء".

وأظهرت بيانات 2024 انخفاضًا نسبيًا في الإسهام المضاف من المحطات الاستثمارية إلى الشبكة الوطنية؛ إذ هبط الإنتاج الإجمالي إلى نحو 54.3 مليون ميغاواط/ساعة، مقابل 56 مليونًا تقريبًا في 2023.

ويعود هذا التراجع أساسًا إلى انخفاض إنتاج محطة بسماية من 30.4 إلى 26.3 مليون ميغاواط/ساعة، بجانب تراجع خور مالَه وبعض الوحدات الأخرى، في حين سجلت محطات مثل الرميلة وميسان نموًا محدودًا ساعد في تعويض جزء من النقص.

التقرير الإحصائي السنوي لوزارة الكهرباء العراقية 2024

يكشف التقرير الإحصائي السنوي لوزارة الكهرباء العراقية 2024 عن أداء شركات الوزارة وطبيعة عملها ودورها في دعم المنظومة الكهربائية وتجهيز الكهرباء للمواطنين ضمن برنامج التنمية المستدامة للطاقة الكهربائية.

وبفضل ما يقدمه من بيانات وأرقام، يدعم التقرير جهود التخطيط واتخاذ القرار في قطاع الكهرباء العراقي؛ إذ يتضمن بيانات مفصلة عن محطات الإنتاج، وكميات الإنتاج، والطاقة الكهربائية المستوردة من دول الجوار، وشبكات التوزيع وخطوط نقل الطاقة، ما يجعل منه مرجعًا شاملًا لرصد أداء قطاع الكهرباء خلال العام.

وتكشف الأرقام عن أن محطات الكهرباء في العراق حققت نموًا إجماليًا خلال 2024، بفضل صعود واضح للمحطات الغازية وزيادة ملحوظة بالكهرومائية، في حين تراجعت المحطات البخارية والديزل.

وتبرز هذه التحولات ملامح إستراتيجية وطنية تميل إلى تعزيز الاعتماد على الغاز الطبيعي ومصادر المياه، مع تقليص الاعتماد على الديزل كثيف التكلفة والأقل كفاءة.

وبينما يعكس تحسن الإنتاج زيادة في الكفاءة التشغيلية ورفع عدد الوحدات العاملة بمحطات الكهرباء في العراق؛ فإن التفاوت بين القدرة التصميمية والقدرة الفعلية يظل من أبرز التحديات أمام وزارة الكهرباء، في ظل الحاجة المستمرة إلى استثمارات جديدة لتقليل الفجوة وتحقيق استقرار أكبر في تلبية الطلب المتنامي على الكهرباء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر: