خطة الحياد الكربوني في أستراليا "لا تستحق الثمن".. رئيس وزراء سابق يثير الجدل

اكتسبت الأصوات المناهضة لخطّة الحياد الكربوني في أستراليا زخمًا مضاعفًا مؤخرًا بعد انضمام شخصيات سياسية واقتصادية بارزة لقوائم المعارضين.

وخرج رئيس الوزراء الأسترالي السابق جون هوارد -في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- ليشكّك في تأثير إجراءات خفض الانبعاثات بتغير المناخ، مؤكدًا أن الحياد الكربوني "لا يستحق الثمن" الذي يدفعه المواطنون.

يتزامن ذلك مع ارتفاع تكاليف دعم مصادر الطاقة المتجددة بما يُرهق كاهل المواطنين، ولا يفي بوعد خفض فواتير الكهرباء، مع عدم إحراز تقدُّم كبير في أهداف خفض الانبعاثات.

ورغم الشكوك والتحديات، تسعى أستراليا -وفق الخطط الحالية- إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة بمزيج الكهرباء إلى 82% بحلول عام 2030، وخفض الانبعاثات بنسبة 43% مقارنة بمستويات 2005 بنهاية العقد الحالي.

انتقادات لخطّة الحياد الكربوني في أستراليا

شكّك رئيس الوزراء الأسترالي السابق جون هوارد في جدوى خطة الحياد الكربوني في أستراليا قائلًا، إنه يعتقد بأن الأمر "لا يستحق الثمن الذي ندفعه من أجله".

وعمومًا، اتّهم هوارد دول العالم بارتكاب خطأ بالمبالغة بشأن ظاهرة تغير المناخ التي أصبح مشككًا فيها.

وأضاف رئيس الوزراء السابق أنه لم يعد مقتنعًا بأن التخفيضات الجذرية في انبعاثات الكربون ستحقق المكاسب البيئية الموعودة، قائلًا: "لست مقتنعًا بأن العالم سينتهي إذا لم نقلل انبعاثات الكربون جذريًا".

وانطلاقًا من وجهة النظر هذه، حثَّ هوارد الائتلاف الحاكم حاليًا في أستراليا (بقيادة حزب العمال) على التخلص السريع من سياسات الحياد الكربوني بحلول عام 2050 بسبب اختلافات الآراء حولها.

وثمة جدل يدور داخل الأروقة السياسية الأسترالية حول خطة الحياد الكربوني؛ إذ يريد النائبان عن الحزب الوطني المعارض بارنابي جويس ومايكل ماكورماك التخلّي عن الالتزام بتحقيق الهدف.

أمّا زعيمة المعارضة سوزان لي، فإنها تقف إلى جانب خفض الانبعاثات عمومًا، لكنها لم تُعلن الموقف السياسي الثابت لحين إجراء مراجعة داخلية بحزبها الليبرالي.

وسمحت حكومة حزب العمال بقيادة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز ببحث مشروع قانون قدمه النائب جويس عن إلغاء هدف الحياد الكربوني، رغم أنه لا توجد فرصة لتمريره.

هدف الحياد الكربوني الأسترالي

تأتي دعوات التخلص من هدف الحياد الكربوني في أستراليا في حين ترتفع تكلفة التحول الأخضر بقطاع الكهرباء.

وكشف مركز الدراسات المستقلة أن المواطنين من دافعي ضرائب الكهرباء دفعوا إعانات لمصادر الطاقة المتجددة بقيمة 29.278 مليار دولار أسترالي (19 مليار دولار أميركي) خلال 10 سنوات انتهت بعام 2022-2023.

ورغم ذلك، لم تنخفض الانبعاثات المرتبطة بقطاع الطاقة الأسترالي سوى بمقدار 22.6 مليون طن، وهو ما يشكّل 0.1% من النسبة العالمية.

وبناءً على ذلك، تُثار الشكوك حول جدوى الرهان على الطاقة المتجددة رغم أنها لم تحقق أهداف خفض فواتير الكهرباء وفاقمت أزمة غلاء المعيشة.

من جانبه، حذَّر الرئيس التنفيذي لغرفة التجارة والصناعة الأسترالية أندرو ماكيلار من المبالغة في دعم الأهداف المناخية الطموحة، داعيًا إلى التحلي بالواقعية وحماية الاقتصاد بالمقام الأول.

وكانت أغنى أغنياء أستراليا المليارديرة غينا رينهارت قد انتقدت -أيضًا- خطة الحياد الكربوني في أستراليا قائلة، إن تكاليفها لن تقدر أستراليا على تحمّلها، وستضرّ بمصالح المواطنين، وستدمّر قطاعات مختلفة من الرعاية الصحية واللوجستيات إلى الدفاع.

وأضافت: "لا عيب في أن يختار الأفراد إنفاق أموالهم على هدف الحياد الكربوني، لكن لماذا يستعمل الرؤساء التنفيذيون أموال حملة الأسهم وتستعمل الحكومات أموال دافعي الضرائب بما لا يفيد؟".

وكانت منصة الطاقة المتخصصة قد رصدت تصريحًا سابقًا لرينهارت تصف فيه الألواح الشمسية بالقبيحة، متهمةً إياها بالتأثير سلبًا في إنتاج الغذاء.

وتدعم سيدة الأعمال موقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب المعادي لمصادر الطاقة المتجددة، الذي انسحب من اتفاق باريس للمناخ، ويدعم بقوة تصدير الغاز المسال وزيادة التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي تحقيقًا لسياسة هيمنة الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

1. تصريحات رئيس الورزاء السابق جون هوارد عن الحياد الكربوني في أستراليا، من شبكة سكاي نيوز