أصبح من المرتقب أن تشهد واردات البنزين في دول الخليج ارتفاعًا ملحوظًا، مع بدء موسم الصيانة الدورية لمصافي التكرير، ما قد يغيّر خريطة الواردات في المدّة المقبلة.
ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تعاني سوق البنزين في دول الخليج نقصًا في المعروض، وهو الوضع الذي قد يتفاقم في الربع الأخير من عام 2025 مع موسم الصيانة.
وقد يدفع هذا الأمر المورّدين الإقليميين الرئيسين إلى زيادة وارداتهم من البنزين؛ إذ يتجه الخليج بصورة متزايدة إلى أوروبا وآسيا لسد الفجوة، مع تراجع الإنتاج الإقليمي.
كما يتزامن موسم الصيانة المكثف في دول الخليج مع زيادة قدرة التكرير غير العاملة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ؛ ما أدى إلى فرض قيود على توازنات العرض الإقليمية.
الصيانة في مصافي الخليج
في إطار عمليات الصيانة الدورية في دول الخليج، تستعد المملكة العربية السعودية، التي أغلقت بالفعل اثنتَيْن من مصافيها، لإيقاف تشغيل مرافق إضافية خلال الأشهر المقبلة، بحسب ما أفادت به منصة "آرغوس ميديا" (Argus Media).
ومن المقرر إغلاق مصفاة ساتورب التابعة لأرامكو في الجبيل، التي تبلغ طاقتها 460 ألف برميل يوميًا، لمدة 60 يومًا خلال شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2025، في حين من المقرر أيضًا إجراء صيانة في مصفاة الرياض خلال الربع الأخير من العام، على الرغم من عدم تأكيد التفاصيل رسميًا.
وتأتي خطط الصيانة الدورية المقبلة في أعقاب عمليات صيانة سابقة في مرافق أرامكو، بما في ذلك مصفاة جازان التي تبلغ طاقتها 400 ألف برميل يوميًا؛ إذ أوقف تشغيل وحدة الإصلاح منذ يوليو/تموز، على الرغم من التوقعات بعودة الوحدة إلى العمل خلال شهر أغسطس/آب الجاري.
وتتجه نحو 4 إلى 5 شحنات بنزين متوسطة الحجم من جازان إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ بسبب قيود على المواصفات، بحسب ما نقلته منصة "آرغوس ميديا".
وما يزيد من ضغط الإمدادات، أن مصفاة ياسرف التابعة لأرامكو في ينبع، التي تبلغ طاقتها 400 ألف برميل يوميًا، وهي مشروع مشترك مع شركة سينوبك (Sinopec)، تُشغّل حاليًا وحدة الإصلاح لديها بمعدلات مخفضة.
كما تخطّط شركة البترول الوطنية الكويتية (KNPC) المملوكة للدولة لإغلاق عدة وحدات في مصفاة ميناء عبدالله، التي تبلغ طاقتها 490 ألف برميل يوميًا، لفترة صيانة مدتها 30 يومًا تبدأ من 1 أكتوبر/تشرين الأول 2025، وفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ضغوط إضافية على سوق الخليج
قد تواجه سوق البنزين في دول الخليج ضغطًا إضافيًا من الهند، إذ من المتوقع أن يعزز انتهاء موسم الرياح الموسمية الطلب المحلي؛ ما يقلل بصورة أكبر من أحجام الصادرات.
كما أدت العقوبات الأوروبية الأخيرة على شركة نايارا إنرجي الهندية (Nayara Energy)، وهي مُصدر رئيس لأرامكو، إلى تعطيل وصول الشركة بصورة مؤقتة إلى شحنة واحدة على الأقل شهريًا.
واستأنفت شركة نايارا إنرجي تصدير البنزين، لكن الشحنات الأخيرة متجهة إلى صحار في سلطنة عمان، بحسب ما نقلته منصة "آرغوس ميديا".
كما خفّضت الشركة معدلات التشغيل في مصفاة فادينار، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 400 ألف برميل يوميًا، بعد أن تزايدت صعوبة إرسال المنتجات إلى الأسواق المحلية وأسواق التصدير.
في الوقت نفسه، من المرجح أن تستمر المشكلات التشغيلية في مصفاة دانغوتي النيجيرية التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 650 ألف برميل يوميًا حتى أوائل سبتمبر.
وسبق للمصفاة أن زوّدت دول الخليج بشحنتَيْن كبيرتَي الحجم، عندما كانت الأسواق تعاني شحًّا في المعروض خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز 2025، بحسب التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
تنويع واردات البنزين في دول الخليج
مع تراجع الإنتاج الإقليمي، تتجه دول الخليج بصورة متزايدة إلى أوروبا وآسيا لسد الفجوة في إمدادات البنزين.
وارتفعت واردات البنزين من شمال غرب أوروبا إلى الخليج إلى أعلى مستوى لها في 7 أشهر في يوليو/تموز 2025، وفقًا لبيانات تتبع السفن من شركة فورتيكسا (Vortexa).
ووصل إجمالي 291 ألف طن من البنزين -أي ما يعادل نحو 78 ألف برميل يوميًا- إلى المملكة العربية السعودية من المواني الأوروبية، وهو أعلى حجم منذ ديسمبر/كانون الأول 2024.
كما قفز إجمالي واردات البنزين في دول الخليج إلى 1.03 مليون طن في يوليو/تموز 2025، بزيادة قدرها 35% على يونيو/حزيران، مسجلًا أعلى حجم شهري منذ يناير/كانون الثاني. وما تزال الواردات مرتفعة في أغسطس/آب، ما يشير إلى استمرار النقص في الإنتاج المحلي.
وزادت المملكة العربية السعودية وارداتها من البنزين بصورة حادة، إذ استوردت 478 ألف طن من وقود السيارات في يوليو/تموز 2025، مقارنةً بـ144 ألف طن فقط في يونيو/حزيران السابق.
كما كثّفت الإمارات العربية المتحدة مشترياتها؛ إذ استوردت 864 ألف طن في أغسطس/آب حتى الآن، متجاوزة بالفعل 648 ألف طن التي تسلمتها في يوليو/تموز 2025.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
