اقرأ في هذا المقال
- طفرة مرتقبة في أنشطة التنقيب البحري عن النفط والغاز حول العالم
- أنغولا وناميبيا في غرب أفريقيا هما منطقتان رئيستان للتنقيب في المياه العميقة
- حقل ماتسولا الليبي في حوض سرت سيكون أول اختبار تجريبي للكربونات في المياه الليبية
- بئر في خليج أميركا تهدف إلى تحقيق عمق قياسي جديد
شهدت أنشطة التنقيب البحري عن النفط والغاز حول العالم في النصف الأول من 2025 تطورات مثيرة للاهتمام، مع توقعات بوجود طفرة في النصف الثاني من العام.
ووفق تقرير حديث حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ستحفر شركات تطوير كبرى وشركاؤها في شركات النفط الوطنية العديد من آبار النفط والغاز في أحواض بحرية حول العالم خلال الأشهر القليلة المقبلة.
ويركز التقرير -الذي نشرته مجموعة ويستوود غلوبال إنرجي (Westwood Global Energy Group)- على الآبار عالية التأثير في أحواض المياه العميقة، من بينها آبار مُحتملة قد تُحطّم الأرقام القياسية.
وبرزت العديد من الدول الأفريقية والعربية في قائمة أهم أنشطة التنقيب البحري عن النفط والغاز، إذ تُعدّ أنغولا وناميبيا في غرب أفريقيا منطقتَيْن رئيستَيْن للتنقيب في المياه العميقة، مع ترقب مشروع فريد من نوعه في ليبيا، بالإضافة إلى تطورات الحفر في الكويت.
التنقيب البحري في ليبيا
في البحر الأبيض المتوسط، من المتوقع أن تبدأ شركة إيني الإيطالية، بصفتها المشغلة، وشركاؤها "شركة بي بي البريطانية والمؤسسة الوطنية للنفط" حفر بئر في حقل ماتسولا بالمياه العميقة، الواقع في الامتداد البحري لحوض سرت الليبي، بحلول نهاية العام الجاري (2025) أو أوائل عام 2026.
وقال كبير محللي الاستكشاف في شركة ويستوود، برايان جيل، إن هذا سيكون أول اختبار كربونات حدودي طال انتظاره في المياه الليبية في فترة العصر الطباشيري.
وكانت شركة هيس الأميركية (Hess) قد حققت اكتشافًا بحريًا صغيرًا للغاز والمكثفات في منطقة قريبة من البئر "إيه 1-54/01" في عام 2009، على عمق 850 مترًا.
ووفق التفاصيل لدى منصة الطاقة المتخصصة، من المقرر أن تمنح الحكومة الليبية المزيد من تراخيص التنقيب البحري، بعد الجولة التي نُظمت في وقت سابق من العام الجاري (2025).
واتفقت شركة النفط والغاز التركية المملوكة للدولة تباو (TPAO) والمؤسسة الوطنية للنفط -مؤخرًا- على التعاون في تراخيص التنقيب البحري، وفقًا لتصريحات جيل، التي نقلتها منصة "أوفشور ماغازين" (Offshore Magazine).

التنقيب البحري في أنغولا
في غرب أفريقيا، من المقرر أن تبدأ سفينة الحفر "فالاريس 7" حفر بئر الاستكشاف "كياندا 1" في الربع الجاري من عام 2025، قبالة سواحل أنغولا، لصالح شركة أزول إنرجي (Azule Energy) وشركتي إكوينور (Equinor) وسونانغول (Sonangol)، في أعماق مائية تتجاوز 2500 متر.
وستختبر هذه البئر إمكان توسيع منطقة استكشاف مثبتة في الحزام الخارجي لحوض الكونغو.
وصرّح كبير محللي الاستكشاف في شركة ويستوود، برايان جيل، بأن هذه البئر قد تكون محورية لأنغولا في ظل انخفاض إنتاج البلاد.
ومن المرجح أن تراقب شركة شيفرون الأميركية النتائج باهتمام، حيث إن مربعَيْها 39 و50 يقعان في مناطق استكشاف مماثلة، بحسب ما جاء في تقرير "ويستوود".
التنقيب البحري في ناميبيا
حققت أنشطة الحفر بالمياه العميقة في حوض أورانج قبالة سواحل ناميبيا نتائج متباينة في العام الجاري (2025).
وتأمل شركة توتال إنرجي الفرنسية وشركاؤها شركة قطر للطاقة وشركة إمباكت (Impact) وشركة نامكور (NAMCOR) في تحقيق نتائج أفضل من بئرها الجافة "مارولا 9" في الجزء الجنوبي من المربع "2913 إن"، وذلك عند اختبارها البئر "أوليمب" في المربع "2912" المجاور في وقت لاحق من العام.
ووصف كبير محللي الاستكشاف في شركة ويستوود، برايان جيل، هذه البئر بأنها هيكل ذو صدع رباعي الاتجاهات في ممر فريد من نوعه؛ وفي حال نجاحها، يُمكن أن تؤدي إلى اختبار المزيد من المواقع الهيكلية في هذا الجزء البعيد من الحوض.
التنقيب البحري في الكويت
قبالة سواحل الكويت، بدأت منصة "أورينتال فينيكس" حفر بئر "الرقة" التابعة لشركة نفط الكويت في يونيو/حزيران 2025، وذلك متابعةً لاكتشافها الرائد لحقل النوخذة للنفط والغاز العام الماضي (2024).
وأشار كبير المحللين في ويستوود، جو كيلين، إلى أن عمليات الاستكشاف البحرية في الكويت كانت محدودة سابقًا، ولم تُسفر عن أي نتائح حتى الآن.
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تستهدف بئر "الرقة" مكامن الكربونات الجوراسية، وهي منطقة أثبتت فاعليتها في حقلَي الشمال والمرجان قبالة سواحل قطر والسعودية، ولكنها لم تُختبر من قبل في حوض الرافدَيْن (أو حوض بلاد ما بين النهرَيْن) قبالة سواحل الكويت.
وأضاف كيلين أن شركة نفط الكويت قد تُجري مسحًا ثلاثي الأبعاد، وحفر ما بين 6 و9 آبار استكشافية.
التنقيب البحري في خليج أميركا
صرّح مدير أبحاث الاستكشاف في شركة ويستوود، جيمي كولارد، بأن بئر بانديت، التي تديرها شركة أوكسيدنتال (Occidental) بالشراكة مع شركة شيفرون، من المحتمل أن تكون أعمق بئر حُفرت على الإطلاق في خليج أميركا (خليج المكسيك سابقًا).
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يبلغ العمق المخطط له ما يزيد قليلًا على 12 ألف متر، أو أكثر من 40 ألف قدم، وهو ما سيتجاوز الرقم القياسي الحالي الذي حققته البئر أردانس التابعة لشركة كوبالت إنترناشيونال إنرجي (Cobalt International Energy) في عام 2013، على بُعد 30 كيلومترًا إلى الجنوب الغربي.
وأشار تقرير "ويستوود" إلى أن الوضع الجيولوجي لـ"بانديت" هو نفسه الخاص بحقل "كونستيتيوشن" في المربعَيْن 679 و680 بمنطقة غرين كانيون، الذي ينتج النفط من عصر البليوسين.
وأضاف كولارد أن النجاحات أثبتت في المتوسط إنتاج نحو 230 مليون برميل من النفط المكافئ، لكن الآبار واجهت أيضًا ظروف ضغط مرتفع للغاية.
ومن الحقول الأخرى التي دخلت مؤخرًا مرحلة الإنتاج أو قيد التطوير في هذه المنطقة: أنكور، وشيناندواه، وسبارتا، وكاسكيدا.
التنقيب البحري في سورينام
سلّط كبير محللي الاستكشاف والتقييم في شركة ويستوود، أندرو جاكسون، الضوء على آبار في منطقة ماكاو العميقة وحوض كوريكاي الضحل نسبيًا، من بين البرامج القادمة قبالة سواحل سورينام.
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تقع البئر ماكاو، التي تديرها شركة توتال إنرجي بالشراكة مع بتروناس وقطر للطاقة، في المربع 64 غرب هضبة ديميرارا، إذ تتراوح أعماق المياه بين 1200 و1500 متر.
وصُمّمت البئر لاختبار طبقة كربونات؛ إذ حُفر عدد قليل فقط من آبار الكربونات قبالة سواحل سورينام، وقد أدى أحدها إلى اكتشاف النفط غير التجاري "رينجر" في عام 2018.
وقامت سفينة الحفر "ستينا دريل ماكس" بحفر البئر ماكاو 1 قبل بضعة أسابيع، وربما تكون هذه البئر قد وصلت بالفعل إلى العمق المستهدف البالغ 5 آلاف و180 مترًا، متتبعةً مسارًا عبر طبقات العصر الطباشيري السفلي أو الجوراسي العلوي.
وفي هذه المنطقة النائية، من المرجح أن يحتاج الاكتشاف إلى 500 مليون برميل نفط مكافئ قابلة للاستخراج، من أجل تحقيق تطوير تجاري مستقل، بحسب ما أفاد به تقرير "ويستوود".

في وقت لاحق من العام، تخطط شركتا شل وقطر للطاقة لاختبار البئر "أراكو ديب" في المربع البحري 65 في بيئة مماثلة، مرة أخرى باستعمال ستينا دريل ماكس، إذ تسعى هذه الخطوة إلى إعادة دخول للبئر أراكو 1 المهجورة التي حُفرت في عام 2017، ولكنها تستهدف أجزاء أعمق من الحوض.
ومع اقتراب نهاية العام، ستُختبر البئر كوريكوري المخطط لها من قِبل شركة شيفرون في المربع 5 بالمياه الضحلة في سورينام، بالشراكة مع شركتي قطر للطاقة وستاتسولي (Staatsolie)، امتدادًا داخليًا لمنطقة العصر الطباشيري العلوي التي أثبتت وفرتها للاكتشافات في المياه العميقة.
التنقيب البحري في بلغاريا
في المياه العميقة غرب البحر الأسود، نجحت شركة تباو التركية أخيرًا في إثبات وجود امتداد لحقل غاز صقاريا في وقت سابق من العام، بعد عدة محاولات، مع اكتشافها حقل غاز غوكتيبي-3، الذي يحتوي على 75 مليار متر مكعب، على عمق 2154 مترًا.
ووفق التفاصيل لدى منصة الطاقة المتخصصة، يقع حقل صقاريا على بُعد 50 كيلومترًا جنوب غرب رخصة هان أسباروه قبالة سواحل بلغاريا، إذ ستحفر سفينة الحفر "نوبل غلوبتروتتر 1" بئرَي فينيخ وكرون على التوالي في وقت لاحق من العام لصالح شركة أو إم في (OMV) وشريكتها نيوميد إنرجي (NewMed Energy).
وصرح كبير المحللين جو كيلين بأن البئر فينيخ تحتوي على احتياطيات تُقدّر بـ3.3 تريليون قدم مكعّبة، وسيتبع ذلك حفر البئر كرون، التي تحتوي على 3.2 تريليون قدم مكعّبة، في الحقل نفسه على عمق 1760 مترًا.
التنقيب البحري في بابوا غينيا الجديدة
أخيرًا، تستعد شركة توتال إنرجي وشريكتها بتروناس لحفر أول بئر بالمياه العميقة في بابوا غينيا الجديدة على هيكل مايلو في ترخيص التنقيب رقم 576 في أقصى شرق البلاد، باستعمال سفينة الحفر "نوبل فايكينغ".
وفقًا لجيمي هيغتون من ويستوود، فإن حقل مايلو جاهز للحفر منذ عدة سنوات؛ وهو حقل نفطي محتمل يحتوي على مليار برميل، يقع على عمق 2000 متر تقريبًا، وعلى بُعد 500 كيلومتر جنوب الاكتشافات البرية الأخيرة في بابوا غينيا الجديدة.
وأضاف هيغتون أن نجاح عملية الحفر قد يفتح آفاقًا جديدة لفرص العمل البحرية التي تمتلك توتال إنرجي وشركات أخرى مساحات شاسعة فيها؛ إلا أنه قد يكون من الصعب تسويق أي اكتشاف غاز تجاريًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر: