قطع منجم البعيثة -أحد أكبر المناجم التي تديرها شركة التعدين العربية السعودية "معادن"- شوطًا مهمًا في خططه لخفض الانبعاثات من خلال الاعتماد على محطة طاقة شمسية لتأمين احتياجاته من الكهرباء.
وقّعت شركة معادن للبوكسايت والألومينا اتفاقية شراء للطاقة مع شركة "إميرج"، المشروع المشترك بين "مصدر" الإماراتية، الشركة الرائدة عالميًا في قطاع الطاقة النظيفة، وشركة "إي دي إف باور" الفرنسية، الرائدة في تطوير حلول مبتكرة منخفضة الكربون.
وبموجب الصفقة، التي اطّلعت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) على تفاصيلها، ستطوّر "إميرج" محطة طاقة شمسية لتزويد منجم البعيثة للبوكسايت بطاقة نظيفة ومتجددة على مدى 30 عامًا.
ويشكّل المشروع خطوة مهمة تدعم جهود التحول في قطاع الطاقة بالمملكة العربية السعودية، تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 لتخفيض انبعاثات الكربون وتعزيز النمو الصناعي المستدام.
محطة طاقة شمسية غير متصلة بالشبكة
ستعتمد محطة الطاقة الشمسية الجديدة غير المتصلة بالشبكة على تقنية الخلايا الكهروضوئية بقدرة 8 ميغاواط عند الذروة، مع نظام بطاريات لتخزين الكهرباء سعة 30 ميغاواط/ ساعة، لدعم استمرار إنتاج الطاقة الشمسية وتوفير الكهرباء بشكل متواصل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع.
ومن المتوقع أن ينتج المشروع نحو 17.3 ألف ميغاواط/ ساعة من الكهرباء سنويًا، وسيسهم المشروع في خفض انبعاث نحو 13.8 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهو ما يعادل إزالة أكثر من 3000 سيارة من الطرقات كل عام.

ومن شأن المشروع -الذي يهدف إلى تطوير محطة طاقة شمسية وفق مواصفات خاصة وتزويدها بنظام بطاريات لتخزين الكهرباء- أن يعزز الجهود الرامية لبناء مستقبل أكثر مرونة ومنخفض الانبعاثات.
وستعمل "إميرج" على توفير حلول متكاملة للمشروع، حيث ستتولى إدارة كل مراحله، بما في ذلك الجوانب المتعلقة بالتمويل والتصميم والتوريد وعمليات الإنشاء والتشغيل والصيانة.
منجم البعيثة
ستوفر المحطة لمنجم البوكسايت في البعيثة كامل احتياجاته تقريبًا من مصادر الطاقة المتجددة، ما يمثّل خطوة كبيرة نحو تعزيز الممارسات المستدامة في عمليات التعدين.
ويعدّ منجم البعيثة في منطقة القصيم من أكبر المصادر الطبيعية لخام البوكسايت المستعمَل في تصنيع الألومينا، وهي المادة الأساس في إنتاج الألومنيوم، ويُنقَل البوكسايت باستعمال قطار التعدين إلى المجمع التكاملي عالي الكفاءة لإنتاج الألومنيوم في مدينة رأس الخير الصناعية.
وقال نائب الرئيس التنفيذي لوحدة أعمال الألومنيوم لدى شركة "معادن"، علي القحطاني: "تُعزز الشراكة طموحاتنا في توسيع اعتماد مصادر الطاقة المتجددة ضمن عملياتنا المختلفة، كما تعكس التزامنا المستمر بتطوير حلول مستدامة تعود بالنفع على أعمالنا والمجتمعات التي نخدمها".
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة "إميرج"، والرئيس التنفيذي للعمليات في "مصدر"، عبدالعزيز العبيدلي: "توفر "إميرج" حلولًا عملية واقتصادية من حيث التكلفة تتيح للشركات التحول نحو الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وفق مسار فعّال ومتكامل".
وتعكس الشراكة القيمة الحقيقية التي تقدّمها "إميرج" لمختلف القطاعات التي تسعى إلى خفض انبعاثاتها الكربونية وتحسين كفاءة استهلاكها للطاقة.
ومن جهته، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة "إي دي إف" و"إي دي إف باور سولوشنز" في السعودية، عمر الدويش: "تمثّل الشراكة بين "إميرج" و"معادن" خطوة مهمة نحو إزالة الكربون من قطاع التعدين في المملكة العربية السعودية".
وتُعدّ "معادن" أكبر شركة تعدين ومعادن متعددة السلع في منطقة الشرق الأوسط، وواحدة من أسرع شركات التعدين نموًا على مستوى العالم، إذ سجلت إيرادات قوية بلغت 32.5 مليار ريال سعودي (8.7 مليار دولار) في عام 2024.
وتنطلق "معادن" من المملكة العربية السعودية بصفتها لاعبًا رئيسًا على الساحة العالمية في قطاع التعدين، إذ توظّف أحدث التقنيات وأفضل الكفاءات لتسريع وتيرة الاستكشاف والإنتاج من الثروات المعدنية الهائلة التي تزخر بها المملكة، بهدف تطوير قطاع التعدين ليصبح الركيزة الثالثة للاقتصاد الوطني.
وتضم "معادن" فريق عمل يضم أكثر من 7000 موظف، وتشغّل 17 منجمًا وموقعًا إنتاجيًا، وتُصدِّر منتجاتها إلى 55 دولة حول العالم.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..