أظهر تقرير حديث أن القدرة القياسية الإضافية من الكهرباء المولدة من مشروعات الطاقة الشمسية في الصين، قد خفضت انبعاثات الكاربون، منذ مارس/آذار 2025، وبنسبة 1% في النصف الأول من العام الجاري.
وكشف التقرير التحليلي، الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة، أن تلك المؤشرات على تراجع انبعاثات ثاني أكسيد الكاربون حتى الآن، تُوضح أن 2025 سيشهد انخفاضًا في متوسط سنويًا.
وأشار إلى أن معدل توليد الطاقة النظيفة في الصين في النصف الأول من العام الجاري، بلغ 270 تيراواط/ساعة (باستثناء الطاقة الكهرومائية)، متجاوز النمو على الطلب الذي بلغ 170 تيراواط/ساعة في المدة نفسها.
وسجّل معدل توليد الطاقة الشمسية في الصين مستوى قياسيًا جديدًا، وذلك قبل تنظيم جديد صدر في شهر يونيو/حزيران 2025، وبلغ 212 غيغاواط إضافية.
ويعني تحقيق الطاقة الشمسية في الصين ذروة توليد جديدة في النصف الأول من 2025 أن معدلات كل العام ستكون قياسية أيضًا.
الطاقة الشمسية في الصين مقابل الفحم
رغم تحقيق الطاقة النظيفة قفزات، والطاقة الشمسية في الصين مستويات قياسية جديدة خلال النصف الأول من العام الجاري، زادت قدرة محطات الفحم بصورة قياسية أيضًا، مع أن معدل التوليد من محطات الكهرباء بالفحم قد تراجع.
ويشهد استعمال الفحم بوصفه وقودًا في الصناعات وإنتاج مواد كيميائية نموًا سريعًا، إذ ارتفع بنسبة 20% في أول 6 أشهر من العام، وأضاف 3% من انبعاثات ثاني أكسيد الكاربون إلى الصين منذ عام 2020.
وتخطط صناعة الفحم والمواد الكيميائية لمزيد من التوسع، ما قد يضيف 2% أخرى إلى انبعاثات ثاني أكسيد الكاربون في الصين بحلول عام 2029، ما يجعل تحقيق ذروة الانبعاثات في عام 2030 أكثر صعوبة.
ورغم توقعات انخفاض انبعاثات الكاربون على مستوى كل 2025، بفضل الطاقة الشمسية في الصين، فإنه من المتوقع أن تخفق البلاد في تحقيق العديد من الأهداف المناخية لهذا العام.
ومن هذه الأهداف: خفض كثافة الكاربون، ونسبة الانبعاثات لكل وحدة في الناتج المحلي، والسيطرة على نمو استهلاك الفحم وقدرات توليد الطاقة الجديدة من الفحم، إضافة إلى زيادة حصة صناعة الصلب الكهربائية النظيفة في إجمالي إنتاج الصلب.
ورغم ذلك، فإن اتجاه انبعاثات ثاني أكسيد الكاربون إلى الانخفاض منذ ما يزيد على عام ونصف، بفضل نمو مشروعات الطاقة النظيفة بقيادة الطاقة الشمسية في الصين، قد يمنح صانعي السياسات ثقة أكبر في إمكان تحقيق أهداف مناخية أكثر طموحًا.
عوامل أخرى تخفض الكاربون
أسهمت الطاقة الشمسية في الصين بتحقيقها معدلات قياسية في النصف الأول من 2025، بصورة رئيسة في انخفاض انبعاثات الكاربون في المدة نفسها، لكن هناك عوامل أخرى ساعدت في ذلك، وفق التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
فقد تراجع استهلاك الفحم في توليد الكهرباء للصناعة بنسبة 3.4%، مقارنة بالمدة المقابلة في العام الماضي، في حين زاد استهلاك الغاز بنسبة 6%، ما أسفر عن تراجع بنسبة 3.2% في انبعاثات قطاع توليد الكهرباء عمومًا.
وهبطت انبعاثات صناعات قطاع مواد البناء بنسبة 3%، وكانت 1% من المعادن، والأسمنت 4%، والصلب 3%؛ وذلك بسبب انكماش القطاع المستمر، وتراجع الاستثمار العقاري بنسبة 11%، ومساحة أرضيات الإنشاءات الجديدة بنسبة 20%، كما شهدت الأهداف التقليدية للاستثمار الحكومي في البنية التحتية، مثل النقل، نموًا بطيئًا نسبيًا.
ومع ذلك زاد استهلاك مشتقات النفط بنسبة 1% في النصف الأول من العام الجاري، ولكن لم يكن هذا النمو من قطاع النقل، فقد واصل إنتاج البنزين ووقود الطائرات والديزل التراجع في البلاد؛ بفضل نمو الطلب على السيارات الكهربائية.
كما هبط استهلاك الغاز خارج قطاع توليد الكهرباء بنسبة 1%، تأثُّرًا بضعف الاستهلاك في الربع الأول من 2025، نتيجة لظروف الشتاء المعتدل، وكانت هناك زيادة طفيفة في الربع الثاني.
وجاء النمو القياسي للطاقة النظيفة في المدة نفسها من عدّة مصادر: الطاقة الشمسية والرياح والنووية، إضافة إلى الكتلة الحيوية.
وغطّت كهرباء الطاقة الشمسية في الصين المولدة في النصف الأول من العام كل الاحتياجات، التي بلغت 170 تيراواط/ساعة، وهي تعادل كل ما تولده دولة مثل المكسيك أو تركيا خلال المدة نفسها، كما بلغت كهرباء مزارع الرياح 80 تيراواط/ساعة، والنووية 20 تيراواط/ساعة.
لذلك وصلت حصة المصادر منخفضة الكاربون إلى 40% من إجمالي توليد الكهرباء في الصين في النصف الأول من العام، مقارنة بـ36% في المدة نفسها من عام 2024.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
