أخبار عاجلة

انقطاع الكهرباء.. بريطانيا على خُطى إسبانيا والبرتغال (تقرير)

انقطاع الكهرباء.. بريطانيا على خُطى إسبانيا والبرتغال (تقرير)
انقطاع الكهرباء.. بريطانيا على خُطى إسبانيا والبرتغال (تقرير)

اقرأ في هذا المقال

  • انقطعت الكهرباء فجأةً في إسبانيا والبرتغال
  • انقطاع الكهرباء لم يستمر سوى أقل من يوم واحد
  • اعتماد بريطانيا على الطاقة المتجددة قد يتسبب بانقطاع الكهرباء
  • انقطاع الكهرباء يثير تساؤلات بشأن مستقبل أنظمة الكهرباء في أوروبا
  • تشعل الكهرباء توترات بين البلدان الأوروبية

تطلّ أزمة انقطاع الكهرباء -التي ضربت العديد من الدول الأوروبية مؤخرًا- برأسها على بريطانيا؛ ما يسلّط الضوء على عدم المرونة الكافية لمنظومة الكهرباء في البلد الواقع شمال غرب أوروبا.

وفي 28 أبريل/نيسان الفائت، انقطعت الكهرباء فجأةً في إسبانيا والبرتغال وبعض المناطق جنوب فرنسا، لتغرق تلك البلدان في الظلام، قبل أن تتحرك كل الجهات المعنية، التي استغرقت يومًا كاملًا تقريبًا لإعادة التيار بالتدريج.

وتُدَقّ أجراس الخطر في بريطانيا بعد أن صرّحت زعيمة حزب المحافظين كيمي بادينوك أنه من المرجّح أن يؤدي اعتماد البلاد على الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء إلى انقطاع الكهرباء، وهو السبب نفسه الذي يعزوه البعض إلى الأزمة المماثلة الحاصلة في إسبانيا والبرتغال، وفق ما قاله الكاتب ويسي دو تويت، وتابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي الوقت نفسه، هاجم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير أيّ إستراتيجية تستهدف التخلص من الوقود الأحفوري على المدى القصير، وأكّد أنها "محكوم عليها بالفشل"، واصفًا نهج الحكومة الحالي بشأن المناخ بأنه "غير فاعل".

انقطاع الكهرباء

"كانت الساعة تشير إلى الـ7 مساءً من يوم 28 أبريل/نيسان الفائت، حينما سمعنا عن انقطاع الكهرباء في مدينة بورتو البرتغالية التي تبعُد 200 ميل شمال القرية الصغيرة التي كنت أزور فيها أصدقائي"، وفق مقال نشره الكاتب ويسي دو تويت في موقع آنهيرد (UnHerd).

وقال دو تويت: "لم يستغرق انقطاع الكهرباء سوى ساعات قليلة، وفي تلك اللحظة، كنّا نخرج من أحد المتاجر الكبرى في مدينة قريبة، بعد أن فحصنا الرفوف على ضوء هواتفنا".

وأضاف دو تويت: "في وقت مبكر من ذلك اليوم، حدث انقطاع للكهرباء في إسبانيا، وامتدّ عبر الشبكة في شبه جزيرة آيبيريا، وجزء من فرنسا، وانطفأت أضواء إشارات المرور، وتوقفت حركة القطارات فوق الأرض وتحتها".

وأوضح أنه نظرًا لأن انقطاع التيار الكهربائي استغرق أقل من 12 ساعة، فإن "ردة فعلنا بدت هستيرية بعض الشيء، فلم يكن لدينا تغطية لشبكة الهاتف المحمول أو أيّ اتصال بالإنترنت، ومن ثم لم نتمكن من التواصل مع أيّ شخص خارج القرية".

وتباينت أسباب انقطاع التيار الكهربائي؛ إذ ذهب بعضهم إلى أن روسيا قد أطلقت هجومًا سيبرانيًا على أوروبا، بينما يرى آخرون أن السبب يعود إلى ظاهرة جوية لم تؤثّر فقط في جنوب أوروبا، بل في اليابان كذلك.

وقال كاتب المقال، إن انقطاع الكهرباء كان درسًا في كيفية مدى اعتماد مجتمع حديث على مُنتَج "لا نراه أبدًا بشكل مباشر، ونادرًا ما نفكر فيه، وهو الإلكترونات التي تتدفق عبر أسلاك النحاس والألمنيوم".

الكاتب ويسي دو تويت
الكاتب ويسي دو تويت - الصورة من unherd

تساؤلات عديدة

أثار انقطاع الكهرباء تساؤلات مختلفة بشأن مستقبل أنظمة الكهرباء في أوروبا، ولتحقيق أهدافها البيئية؛ تحاول البلدان الأوروبية كهربة قطاعات عديدة من اقتصاداتها، بما في ذلك السيارات والتدفئة المنزلية والعمليات الصناعية.

وفي الوقت نفسه، تتحول أوروبا بسرعة إلى مصادر الطاقة المتجددة، ولا سيما طاقة الشمس والرياح، لإتاحة تلك الكهرباء، وفي حالات عديدة، تغلق محطات الكهرباء العاملة بالفحم والغاز، بل ومحطات الطاقة النووية كذلك.

ووفق تقديرات نشرتها صحيفة "فايننشال تايمز"، تعني المستهدفات الحكومية كهربة أوروبا بنسبة 70% بحلول عام 2070، صعودًا من نحو 20% حاليًا.

ومن الممكن أن يأتي أكثر من 90% من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وبحسب الكاتب ويسي دو تويت، فإن هذا الاعتماد المتزايد على الكهرباء يأتي متزامنًا مع مخاطر كبيرة، بما في ذلك أعمال التخريب.

ولم تكن الشكوك المثارة في مسؤولية جهات معادية عن انقطاع الكهرباء في 28 ابريل/نيسان الماضي مجرد ارتياب؛ إذ إنه منذ تصعيد وتيرة الحرب في أوكرانيا، استُهدِف العديد من كابلات الكهرباء الواصلة أسفل بحر البلطيق؛ ما دفع إستونيا ولاتفيا وليتوانيا إلى قطع اتصالها بالشبكة الروسية، بحسب الكاتب.

وأشار إلى أن شبكات الكهرباء المركزية تُعدّ أهدافًا جذابة للإرهابيين والمخربين؛ إذ إن تعطيلها قد يصيب مجتمعًا كاملًا بالشلل التام، ويثير الفوضى، مضيفًا أنه بفضل رقمنة الشبكات، أصبحت الهجمات الإلكترونية متوقًّعة بشكل متزايد، ويُبَلَّغ عنها في الواقع بوتيرة متزايدة.

وأوضح أن التحول إلى الكهرباء الخضراء يجلب المخاطر التي تتباطأ الحكومات في مواجهتها؛ مُردفًا أن تقنية البطاريات لتخزين طاقة الشمس والرياح تبقى غير فاعلة.

وهذا يعني -بحسب الكاتب- أن الكهرباء تصبح سلعةً نادرةً ومكلفة، حينما لا يكون هناك سطوع شمسي أو رياح، غير أنها تعني -كذلك- أن بمقدور الطاقة المتجددة أن تنتِج أحيانًا كمياتٍ كبيرةً من الكهرباء تفوق الطلب؛ ما يعرّض استقرار الشبكة للخطر.

في المقابل، فإن إنتاج الغاز والمحطات النووية من الممكن السيطرة عليه للمحافظة على إمدادات متوازنة، كما أن توربيناتها أكثر قدرة على التغلب على الاضطرابات، وفق كاتب المقال.

تهديد أمن الطاقة

في الأسبوع الماضي وخلال فاعليات مؤتمر لندن الذي حضره ممثلون من 60 دولة، أثارت وكالة الطاقة الدولية القضايا المذكورة، واصفةً إيّاها بأنها تمثّل تهديدات لأمن الطاقة.

وفي تقرير سرّي اطّلعت عليه شبكة بلومبرغ، حذّرت وكالة الطاقة الدولية مما أسمته "التقاعد المبكر" لمصادر الطاقة الأقل تقلبًا الضرورية لاستقرار الشبكات.

وتلك الثغرات هي التي تسببت -على ما يبدو- بانقطاع الكهرباء في إسبانيا التي تُعدّ من الدول الرائدة في استعمال الطاقة المتجددة؛ إذ إنّ 72% من الكهرباء المولدة لديها من طاقة الشمس والرياح قبل انقطاع التيار الكهربائي.

ووفق مشغّل الشبكة الوطنية في إسبانيا ريد إلكتريكا دى إسبانيا (Red Eléctrica de España)، بدأت الأزمة حينما انفصلت محطة طاقة شمسية في جنوب غرب البلاد فجأة.

وقال ويسي دو تويت، إن السبب في انقطاع الكهرباء في إسبانيا هو فائض في إمدادات الكهرباء، مقترنًا بنقص في محطات الكهرباء التقليدية التي كان من الممكن أن تخفض إنتاجها استجابةً لذلك.

وتابع: "كان هذا متوقعًا؛ فقد حذّرت شركة ريد إلكتريكا دى إسبانيا في فبراير/شباط من أنه نظرًا للانتشار الواسع لمصادر الطاقة المتجددة، قد تلوح في الأفق انقطاعات "حادة" في التيار الكهربائي".

وعلى الرغم من أن انقطاع الكهرباء في 28 أبريل/نيسان الماضي لم يستمر سوى أقل من يوم واحد، فإنه سيلقي بظلاله على سياسات تحقيق الحياد الكربوني.

ففي عام 2024، أكدت الحكومة الإسبانية قرارها بشأن وقف تشغيل محطات الطاقة النووية الخمس في البلاد، في خطوة انتقدتها أحزاب المعارضة اليمينية.

ولم يكن مفاجئًا أن ينفي رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بشدة هذا الأسبوع أن يكون الاعتماد المفرط على الطاقة الخضراء مسؤولًا عن انقطاع التيار الكهربائي.

خطوط لنقل الكهرباء في بريطانيا
خطوط لنقل الكهرباء في بريطانيا - الصورة من بلومبرغ

السيناريو يقترب من بريطانيا

يتوقع كاتب المقال أن هناك سيناريو انقطاع كهرباء يقترب من بريطانيا على غرار ما حدث مؤخرًا في إسبانيا والبرتغال، مع تبنّي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر النهج نفسه لنظيره الإسباني سانشيز.

في المقابل، رجّحت زعيمة المحافظين كيمي بادينوك أن تكون مصادر الطاقة المتجددة هي المسؤولة عن انقطاع الكهرباء.

لكن من المؤكد أن انقطاع التيار الكهربائي سيُشعل مخاوف حكومة ستارمر العمالية، التي تسعى إلى الحصول على 95% من الكهرباء من مصادر نظيفة بحلول عام 2030.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي كانت شبكة الكهرباء البريطانية توشك على الانهيار، عندما واجهت طاقة الشمس والرياح الضعيفة صعوبةً في تلبية الطلب المرتفع على الكهرباء في أثناء الشتاء.

وأوضح ويسي دو تويت: "في اليوم الذي تلا انقطاع الكهرباء في شبه جزيرة آيبيريا، خالف رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير حزبه بتصريحاته العلنية بأن الاندفاع المحموم وغير المحسوب نحو الحياد الكربوني قد يعرقل خطة إزالة الكربون بأكملها".

توترات في أوروبا

تشعل الكهرباء توترات بين البلدان الأوروبية؛ إذ إن نظامًا تهيمن عليه مصادر الطاقة المتجددة سيتطلب سوق كهرباء مشتركة مدعومة بشبكة واسعة من خطوط النقل؛ ما يتيح للكهرباء التدفق من المناطق التي بها وفرة في موردَي الشمس والرياح إلى المناطق التي تفتقر إلى هذين الموردين.

وفي شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي -على سبيل المثال-، حينما عانت ألمانيا والدنمارك فترةً من الركود المظلم -طقس بارد وغائم دون رياح- تردَّد جيرانهما في سدّ العجز لديهما بتوليد الكهرباء.

وتعهدت الأحزاب الحاكمة في النرويج بقطع جميع توصيلات الكهرباء مع الدنمارك، بينما طالبت السويد بأن تعيد ألمانيا هيكلة سوق الكهرباء بها لمنع المنافسة من المناطق الصناعية التي يزداد فيها الطلب، وهو الطلب الذي أيّدته مؤخرًا المنظمة المشرفة على الشبكات في أوروبا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

1.انقطاع الكهرباء سيناريو وشيك في بريطانيا من موقع "أنهيرد"

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق ابلكيشن ABC يتيح ربط الأوعية الادخارية والحصول على قرض شخصي بخصم 50% على المصاريف الإدارية
التالى محافظ أسيوط يبحث إنشاء معهد بالمحافظة لتدريب شباب الصعيد على علوم الفضاء