أخبار عاجلة

مستكشفو كهوف في فرنسا يجمعون مخلفات عشرات البعثات في "إيفرست الأعماق"

مستكشفو كهوف في فرنسا يجمعون مخلفات عشرات البعثات في "إيفرست الأعماق"
مستكشفو كهوف في فرنسا يجمعون مخلفات عشرات البعثات في "إيفرست الأعماق"

غاص المئات من مستكشفي الكهوف في أعماق هاوية بيرجيه جنوب شرق فرنسا هذا الشهر لجمع مخلفات بعثات سابقة، في مهمة سنوية ترمي إلى تنظيف موقع يحمل أهمية كبيرة لمحبي هذا النشاط من حول العالم.

اكتُشفت هاوية بيرجيه عام 1953، وهي كهف ضخم يقع في قلب سلسلة جبال فيركور قرب مدينة غرونوبل في جنوب شرق فرنسا، وكانت تعرف آنذاك بـ”إيفرست الأعماق”، وهي تجذب مذاك مستكشفي الكهوف من كل أنحاء العالم.

بعد سنوات طويلة، بات يُعثر في الموقع على علب معدنية وحبال قديمة وفرش وأسلاك هواتف وبقايا كربيد الكالسيوم المستخدم في الإضاءة ومقاعد مراحيض.

يقول ريمي ليمان، القائم على هذه المبادرة التي أُطلقت عام 2012 وتتكرّر كل صيف: “كانت هاوية بيرجيه قذرة للغاية، كمعسكر قاعدة إيفرست”.

ويذكّر بأن الهاوية “استُكشفت منذ خمسينات القرن الماضي، وكانت الرحلات الاستكشافية آنذاك شاقة، وكان الناس يتركون نفاياتهم. كان ذلك طبيعيا”.

حتى الآن، استُخرج ما يقرب من ثلاثة أطنان خلال الحملات المختلفة، كلها تُحمل على يد البشر وفي ممرات ضيقة. ويقول ليمان: “بصراحة، الهاوية الآن، على الأقل في مسارها الطبيعي، نظيفة تماما”، مبديا الأمل في أن يلهم ذلك عمليات مماثلة في كهوف أخرى.

يحبّ مستكشفو الكهوف التذكير بأن واحدا منهم أدى دورا رائدا في علم البيئة، هو عالم الجغرافيا إدوار ألفريد مارتيل. فبعدما أثبت دور تلوث المياه المتسربة في الأوبئة، أصدر قانونا في فرنسا عام 1902 يحظر إلقاء جيف الحيوانات والمخلفات القابلة للتحلل في الكهوف، وهي ممارسة كانت شائعة آنذاك.

“إيفرست الأعماق”

يعود الإقبال الكبير على هاوية بيرجيه إلى مكانتها ككهف “أسطوري”، معروف لدى مستكشفي الكهوف من كل أنحاء العالم، ويشتهر بروعته الجوفية، وقوة المياه في داخله، مع تكتلات ضخمة وشلالات عاتية وآبار تخطف الأنفاس.

بعد اكتشافها عام 1953، سُجِّل فيها أول رقم قياسي عالمي للنزول تحت الأرض عام 1956، إلى عمق 1122 مترا تحت الأرض، وهو إنجاز حقيقي في ذلك الوقت تطلَّب رحلة استكشافية شبيهة بالبعثات إلى جبال هملايا وكميات هائلة من المعدات.

ورغم أن هذا الرقم القياسي جرى تخطيه إلى مستوى يناهز الضعف منذ ذلك الحين في جورجيا، ما زالت هاوية بيرجيه تحتفظ بهالتها المميزة، وفق ماريون مونغور.

تقول هذه المستكشفة وهي لا تزال تلهث بعد ساعات من البقاء تحت الأرض: “بالنسبة إلى أي مستكشف كهوف، النزول إلى هذا العمق هو بمثابة حلم طفولة (…) إنه أمر ساحر أن تصل إلى أبعد مدى ممكن”.

خلال العملية، عمدت ماريون مونغور وأصدقاؤها إلى “جمع أشياء صغيرة متناثرة” وأخرجوا كيسا بلاستيكيا مليئا بالأسلاك القديمة التي ستُرمى في مكب النفايات. بالنسبة إليها “المساهمة بطريقتنا الخاصة في جعل (هاوية بيرجيه) مكانا جميلا ونظيفا يحتفظ بسحره، أقل ما يمكننا فعله”.

يبدو الأمر كأنه تكريم للأسلاف “الذين استكشفوا الهاوية، وبفضلهم يمكننا الآن الاستمتاع بها”، وفق مونغور التي تقول: “نظرا إلى حالة الإرهاق التي لا بد أنهم كانوا فيها، لم يخرجوا النفايات، لا أتفق مع ذلك بالضرورة، ولكن يمكنني تخيل حصوله”.

“عالم آخر”

لتسهيل الأمور اللوجستية لفرق التنظيف، صمم ريمي ليمان “مخيم بيرجيه”، وهو مرج متواضع حُوِّل إلى موقع تخييم في قرية أوترانس-ميودر المجاورة، حيث يستقبل المئات من مستكشفي الكهوف من أنحاء شتى في كل صيف.

يستفيد هؤلاء من خلال هذه المشاركة من معدات حبال ثابتة مُجهزة مسبقا (1400 متر من الحبال في قاع الهاوية) ونصائح من متطوعين من الاتحاد الفرنسي لعلم الكهوف لمنع وقوع حوادث في الموقع الذي شهد في الماضي الكثير من المآسي، بعضها مميت.

تمكن وليام إيفانز وبن مورغان، وهما طالبان بريطانيان من بريستول، من الوصول إلى قاع هاوية بيرجيه على عمق 1122 مترا، وعرضا بفخر لقطات مصورة بهواتفهما لهذا الاستكشاف.

يقول بن مورغان بحماس: “الموقع عميق للغاية، وعظيم. مررنا بتكوينات أكبر منا بعشر مرات، هائلة، وكأنها من عالم خيالي”.

ويوضح زميله: “إنه أجمل كهف زرناه على الإطلاق. إنه عالم آخر”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 7 أغسطس 2025.. وفقًا لآخر تحديث
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة