ذكرى استرجاع وادي الذهب .. وحدة وطنية وإنجازات دبلوماسية متتالية

ذكرى استرجاع وادي الذهب .. وحدة وطنية وإنجازات دبلوماسية متتالية
ذكرى استرجاع وادي الذهب .. وحدة وطنية وإنجازات دبلوماسية متتالية

أكد أكاديميون مغاربة أن “تخليد الذكرى السادسة والأربعين لاسترجاع إقليم وادي الذهب من يد الاحتلال الإسباني يُعدّ مناسبة لاستحضار العقيدة السياسية التي اشتغلت بها المملكة في مسار تحرير كافة مناطق التراب الوطني، واستكماله بتحقيق انتصارات متتالية على الصعيد الدبلوماسي، من خلال الاعتراف بمغربية الصحراء ومساندة الحكم الذاتي كحل واقعي وذي مصداقية لهذا النزاع المفتعل”.

وتشكل هذه الذكرى، وفق الأكاديميين، “محطة لتذكير الأجيال الجديدة بالمسار الطويل الذي قطعته المملكة المغربية من أجل نيل الاستقلال من الاستعمار، وتحقيق وحدتها الترابية الكاملة، في إطار رؤية ملكية متبصرة وتجند شعبي واسع”، مبرزين أنها “تُعد فرصة لاستحضار عمق الروابط التاريخية والروحية التي تجمع المغاربة بصحرائهم”.

كما تكشف الذكرى، التي يحتفل بها المغاربة يوم 14 غشت من كل سنة، عن “التضحيات الجسام التي بذلها أبناء الوطن دفاعًا عن سيادته ووحدته، ومواصلة تعبئتهم من أجل صون المكاسب المحققة وتعزيز الاعتراف الدولي بعدالة القضية الوطنية”؛ فهي “مناسبة لتجديد العهد على مواصلة الدعم والتلاحم في مواجهة التحديات الراهنة، والدفاع عن الوحدة الترابية”.

مزيد من الانتصارات

الحسن أقرطيط، أستاذ جامعي وباحث في العلاقات الدولية، قال إن تخليد ذكرى استرجاع وادي الذهب يحمل أهمية حيوية؛ لأنه يربط بين ماضي الأمة المغربية وحاضرها ومستقبلها، مؤكداً أن المغرب حقق إنجازات كبرى على طريق التحرير؛ بدءًا من استقلاله سنة 1956، وصولًا إلى استكمال وحدته الترابية باسترجاع أقاليمه الجنوبية”.

وأوضح أقرطيط، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الذكرى تستحضر جيلاً قاد معركة التحرير، وتشكل محطةً أساسيةً تستلهم منها الأجيال الصاعدة روح النضال، خاصة في زمن تشهد فيه البلاد دينامية دبلوماسية تتجلى في الاعترافات المتزايدة بمغربية الصحراء”، لافتا إلى أن “تخليد هذه الذكرى ليس مجرد احتفال؛ لما له من دور محوري في ترسيخ الشعور الوطني”.

وأكد الباحث الأكاديمي المتخصص في العلاقات الدولية أن “الجيل الحالي يعيش على وقع طفرة اقتصادية كبرى؛ ما يُعزز الارتباط العضوي بين الماضي والحاضر لاستشراف مستقبل أكثر إشراقاً”، مشيرا إلى أن “المغرب يحتل مكانة استراتيجية في الجغرافيا السياسية الإقليمية والدولية، بفضل الإنجازات الدبلوماسية التي راكمها”، وأورد أن “مشروع الدولة الصاعدة يتطلب تغذية هذا الشعور الوطني”.

وسجل المتحدث عينه أن “المغاربة، سواء في الداخل أم الخارج، يعبرون عن فخرهم بورش الدبلوماسية الوطني، الذي أصبح مصدر اعتزاز وإجماع وطني”، مشددًا على أن “ذكرى استرجاع وادي الذهب تذكّر بتضحيات الآباء المؤسسين من أجل تحرير الأرض وتحقيق الاستقلال؛ فاسترجاع هذه المنطقة مكّن المملكة من توطيد سيادتها والانطلاق في بناء مشروع وطني قوي”.

كما أشار أقرطيط إلى أن “المغرب يعيش اليوم على وقع أوراش اقتصادية كبرى ومشاريع بنيويّة استراتيجية، تشمل إعادة هيكلة الفضاء الأطلسي وتطوير البنية التحتية؛ من مطارات وموانئ حديثة وطرق سيارة، إضافة إلى إنشاء مدن حديثة، في الأقاليم الجنوبية والمدن الكبرى”، مسجلا أن “هذه المشاريع جعلت من المغرب دولة صاعدة، وأسهمت في مراكمة عناصر القوة”.

عقيدة سياسية

عبد الفتاح الفاتيحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية، قال إن “المملكة المغربية انتهجت سياسة تقوم على التفاوض المتدرج لاستعادة السيادة الترابية على كامل ترابها الوطني، كما هو الحال بالنسبة لاسترجاع وادي الذهب”، موضحا أن “العقيدة السياسية للمملكة استمرت على هذا النهج، التزامًا بمسار تفاوضي سلمي بدأته مع المحتل الفرنسي لاسترجاع أقاليم الوسط، وبالنهج نفسه مع المستعمر الإسباني لاسترجاع أقاليم الجنوب، بما في ذلك إقليم سيدي إفني”.

وأضاف الفاتيحي، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذا النموذج المغربي في استرجاع أقاليمه المغتصبة تحول إلى عقيدة دبلوماسية يُحتذى بها، حيث واصل المغرب التفاوض مع إسبانيا بنفس عميق؛ ما تُوج بتوقيع اتفاقية مدريد الثلاثية بين المغرب وإسبانيا وموريتانيا في 14 نونبر 1975، والتي شكّلت محطّة أساسية في مسار استرجاع الأقاليم الجنوبية”.

وأشار مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية إلى أن استكمال الوحدة الترابية تُوّج بـ”بيعة الرضا والرضوان”، حين “أعلنت وفود مدينة الداخلة وإقليم وادي الذهب بيعتهم بين يدي المغفور له الملك الحسن الثاني، في تعبير عن الارتباط الوثيق والالتحام التاريخي بين هذه الأقاليم ووطنهم الأم، المغرب”.

وأكد المتحدث أن “المملكة المغربية لا تزال تواصل حصد المكتسبات في مسار استكمال سيادتها الترابية على كامل الثغور المحتلة، مع التزامها الثابت بالنهج التفاوضي نفسه”، معتبرا أن “العقيدة الدبلوماسية المغربية أثبتت نجاعتها في ظل التطورات الدولية، من خلال إقناع المنتظم الدولي بجدية ومصداقية مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية”.

وأجمل الفاتيحي حديثه للجريدة بالتأكيد على أن “القناعة الدولية بحكمة العقيدة السياسية للمغرب في التعاطي مع الأزمات الحدودية تُعد نموذجًا يُحتذى به في خفض التوتر والتصعيد، والحفاظ على السلم والأمن الدوليين، مع اعتماد آلية الحوار السياسي كخيار استراتيجي لتسوية النزاعات الإقليمية والحدودية”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رفض قاطع من برشلونة.. نكونكو خارج صفقة تبادلية مع تشيلسي
التالى أسعار العملات العربية والأجنبية في البنوك اليوم الأربعاء 13-8-2025 بمستهل التعاملات