أخبار عاجلة
خماسي بيراميدز ينتظم في معسكر منتخب الشباب -

قطاع غزة يشيع جثامين طاقم الجزيرة

قطاع غزة يشيع جثامين طاقم الجزيرة
قطاع غزة يشيع جثامين طاقم الجزيرة

شيعت حشود من الفلسطينيين، اليوم الاثنين، خمسة صحافيين من طاقم قناة “الجزيرة”؛ بينهم مراسلها أنس الشريف وصحافي سادس قتلوا في غارة إسرائيلية استهدفتهم في مدينة غزة، وسط هدير الحرب المدمرة المستمرة في القطاع منذ 22 شهرا.

وتجمع العشرات وسط المباني التي تحولت إلى أنقاض في باحة مستشفى الشفاء لتكريم أنس الشريف (28 عاما) وزملائه الأربعة الذين سقطوا ليل أمس الأحد.

وحمل المشيعون، وبينهم من كان يرتدي سترات الصحافيين الزرقاء، الجثامين الملفوفة بالأكفان ووجوهها مكشوفة عبر الأزقة الضيقة إلى مقبرة الشيخ رضوان.

أقر الجيش الإسرائيلي باستهداف الشريف ليل الأحد، واصفا إياه بأنه “إرهابي ينتمي إلى حماس”، بينما وصفت قناة “الجزيرة” القطرية الغارة بأنها “اغتيال مدبر لأفراد طاقمها، وهجوم جديد وسافر على حرية الصحافة”.

وكتبت “الجزيرة” على موقعها الإلكتروني: “اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقت متأخر من مساء الأحد، مراسلي الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، بعدما استهدف خيمة للصحافيين قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة”.

وأضافت أن ثلاثة من مصوريها، وهم هم إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل ومؤمن عليوة، قتلوا أيضا في الضربة ذاتها.

كذلك أعلن محمود بصل، الناطق باسم الدفاع المدني، “استشهاد المصور الصحافي محمد الخالدي متأثرا بجراحه في مجزرة الاحتلال بحق الصحافيين” مشيرا إلى أن الضربة استهدفت “خيمة طاقم الجزيرة أمام مستشفى الشفاء بمدينة غزة”.

ونددت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بـ”خرق صارخ للقانون الإنساني الدولي”، وقال المفوض فولكر تورك على “إكس” إن “على إسرائيل احترام وحماية جميع المدنيين، بمن فيهم الصحافيون”.

ونددت منظمة “مراسلون بلا حدود” اليوم “بشدة وغضب بالاغتيال الذي أقرت به” إسرائيل لأنس الشريف الذي وصفته المنظمة بأنه كان “صوت المعاناة التي فرضتها إسرائيل على الفلسطينيين في غزة”، داعية “الأسرة الدولية إلى تحرك قوي لوقف الجيش الإسرائيلي”.

وأكدت المنظمة أن “على مجلس الأمن الدولي أن يجتمع بصورة عاجلة بناء على القرار 2222 الصادر في 2015 والمتعلق بحماية الصحافيين في زمن النزاعات المسلحة” لتفادي “جرائم القتل المماثلة خارج إطار القانون للعاملين في مجال الإعلام”.

وفي موقع الضربة، تشهد آثار الشظايا على جدار أبيض وفرش مبعثرة أرضا على الضربة؛ فيما لم يبق من خيمة الصحافيين سوى هيكلها الحديدي.

وأكد الجيش الإسرائيلي استهداف الشريف، متهما إياه بأنه عمل “تحت غطاء كاذب بأنه صحافي في قناة الجزيرة”، وجاء في بيان عسكري عبري أن الشريف كان “قائدا لخلية إرهابية في حركة حماس الإرهابية، وكان مسؤولا عن هجمات صاروخية على المدنيين الإسرائيليين وقوات الجيش”.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه “سبق أن كشف عن معلومات استخباراتية والعديد من الوثائق التي عثر عليها في قطاع غزة، تؤكد انتماءه العسكري إلى حماس”، كما نشر رسما بيانيا لقائمة تحمل، بحسبه، أسماء عملاء لحماس في شمال قطاع غزة؛ وبينها اسم الشريف إلى جانب صورة له عليها كلمة “صُفّي”.

وكان الشريف، وهو من مواليد العام 1996، من أبرز وجوه القناة التي تنقل ميدانيا الأحداث في غزة عبر تقديم تقارير يومية ضمن تغطية منتظمة. وفي يوليوز، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقتطفات من تغطية مباشرة له من باحة مستشفى الشفاء، وقد بدا عليه التأثر الشديد أثناء حديثه عن معاناة السكان في غزة من الجوع.

“عشت الألم”

عقب مقتله، نُشِرت عبر صفحة الشريف على منصة “إكس” رسالة تحمل تاريخ السادس من أبريل 2025، مع تعليق “هذا ما أوصى بنشره الحبيب الغالي أنس عند استشهاده/ إدارة الصفحة”، وجاء فيها: “إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي”.

وأضاف في رسالته: “عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مرارا، ورغم ذلك لم أتوانَ يوما عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهدا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكنا ولم يُوقِفوا المذبحة التي يتعرّض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف” منذ اندلاع الحرب.

وتحدث الشريف، عبر صفحته خلال الليل، عن القصف حين كتب: “قصف إسرائيلي عنيف ومركز بأحزمة نارية يستهدف المناطق الشرقية والجنوبية من مدينة غزة”، قبل أن ينشر فيديو قصيرا مع تعليق “قصف لا يتوقف… منذ ساعتين والعدوان الإسرائيلي يشتد على مدينة غزة”.

ويعد هذا الهجوم الأحدث في سلسلة استهدافات طاولت صحافيين ومصورين خلال الحرب، حيث قتل في القطاع نحو 200 إعلامي، وفقا لمنظمات غير حكومية.

وفي يوليوز، أصدرت لجنة حماية الصحافيين بيانا دعت فيه إلى اتخاذ اجراءات عاجلة لضمان سلامة الشريف بعد أن اتهمه أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، بالانتماء إلى حركة حماس، وأعربت لجنة حماية الصحافيين عن “صدمتها” بعد نبأ مقتله.

وقالت سارة القضاة، المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن “النمط الذي تنتهجه إسرائيل في وصف الصحافيين بأنهم مسلحون من دون تقديم أدلة موثوقة يثير تساؤلات خطيرة حول نواياها واحترامها لحرية الصحافة”.

وأدانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين “الجريمة الإسرائيلية البشعة”.

ومنذ سنوات، يسود التوتر العلاقة بين الجزيرة وإسرائيل التي حظرتها وداهمت مكاتبها عقب الحرب في غزة.

وتستضيف قطر مكتبا للقيادة السياسية لحماس منذ سنوات، وكانت غالبا موقعا لمفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل والحركة. كما تقود الدوحة مع القاهرة وواشنطن الوساطة بين الطرفين سعيا إلى التهدئة في القطاع والافراج عن الرهائن الإسرائيليين.

“كارثة جديدة”

في ظل القيود الصارمة التي تفرضها إسرائيل وعدم السماح بدخول الصحافيين الأجانب الى غزة، تعتمد العديد من المؤسسات الإعلامية في جميع أنحاء العالم على التغطيات التي يقدمها مراسلون فلسطينيون.

وأحصت منظمة مراسلون بلا حدود، في أوائل يوليوز من السنة الجارية، مقتل أكثر من 200 صحافي في غزة منذ بدء الحرب؛ بينهم العديد من مراسلي الجزيرة.

وتتزايد الانتقادات الدولية بشأن معاناة أكثر من مليوني مدني فلسطيني أهوال الحرب في قطاع غزة، بعد أن حذرت وكالات أممية ومنظمات حقوقية وانسانية من المجاعة التي تتربص بهم.

ومع إعلانه خطة السيطرة على مدينة غزة، قال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، في مؤتمر صحافي أمس الأحد، إنه أعطى أوامره إلى الجيش للسماح لمزيد من الصحافيين الأجانب بمرافقة قواته في القطاع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق كوب شاي وسيجارة.. مزيج يومي لكنه قاتل يهدد القلب والمناعة
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة