تأكيدا لما نشرته هسبريس في مقال سابق بداية الأسبوع المنقضي، تتقدم الأشغال النهائية لإعادة تهيئة “مغارة فريواطو” بسرعة لافتة؛ فقد “تجاوزت نسبة 90 في المائة”.
وأكدت معطيات رسمية محيَّنة توصلت بها الجريدة، صادرة عن الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع (AREP) التابعة لمجلس جهة فاس-مكناس بوصفها صاحب المشروع المفوض إليه صلاحية التنفيذ، أن الأمر يتعلق أساسا بـ”أشغال تأمين موقع مغارة فريواطو بإقليم تازة (TRAVAUX DE SÉCURISATION DU SITE DE LA GROTTE DE FRIOUATO)، محددة الهدف الإجمالي العام في “تطوير عرض سياحي متكامل على مستوى إقليم تازة، من خلال تثمين المؤهلات الطبيعية والغِنى الفريد في مجال علم استكشاف المغارات لمغارة فريواطو”.
أما “الهدف الأوّلي”، وفقا لما تشير إليه بطاقة معطيات تقنية عن المشروع حصلت عليها هسبريس، فيتمثل في “تحسين الولوج، ومرافق الوقوف، والسلامة على مستوى المغارة تمهيدًا لإعادة فتحها أمام العموم”؛ فيما لم يتسنّ للجريدة التأكد من “دقة تاريخ الافتتاح المرتقب”، في تواصل مع مصدر مسؤول من داخل الوكالة الجهوية المشرفة على تنفيذ المشروع.
وكانت مصادر محلية مهتمة بالاستغوار والسياحة الجبلية في إقليم تازة، أكدت هذه المعطيات، ما يعني سير الأشغال نحو “استكمال ما تبقى منها”، خاصة من حيث جميع التدخلات التي ترمي إلى جعل هذه المنشأة السياحية البارزة “جاهزة للاستغلال” في أقرب وقت ممكن، بعد سنوات من الإغلاق المفروض على ولوجها إثر حادثة وفاة إحدى الزائرات.
وفضلا عن “الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع (AREP)” لجهة فاس مكناس، يتدخل في المشروع شركاء عموميون ومؤسساتيون؛ أبرزهم: ولاية جهة فاس مكناس، ومجلس جهة فاس مكناس، إلى جانب كل من وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، و”الشركة المغربية للهندسة السياحية (SMIT)”، وفق المعطيات الرسمية ذاتها.
واستهدفت أشغال تأمين موقع مغارة فريواطو، التي تمت على عمق يقارب 300 متر، بميزانية إجمالية قدرت بـ 10 ملايين درهم، حسب القائمين على المشروع، “تطوير السياحة الجبلية والاستغوارية وضمان حماية الزوار من السقوط المحتمل للحجارة والصخور”، لتفادي تكرار حوادث مأساوية سابقة.
وأشارت صور حديثة الالتقاط، توصلت بها هسبريس من وكالة تنفيذ المشاريع، إلى قرب انتهاء الأشغال، لتصبح بذلك فريواطو “المغارة المُهيَّأة الوحيدة والأكبر في المغرب”.
وبينما أشارت المعطيات الرسمية عينها إلى أن المغارة كانت تحظى بـ”1000 زيارة في السنة”، يراهن عدد من الفاعلين السياحيين والمهتمين، خاصة من المنضوين في “الجمعية المغربية للاستغوار والسياحة الجبلية بتازة”، على إعادة فتح المغارة (تدخل ضمن معالم المنتزه الوطني تازكة) من أجل إنعاش السياحة بالإقليم وضخ دينامية اقتصادية جديدة في المنطقة.
يشار إلى أن المغارة تقع في منطقة جبلية صخرية الطابع بتراب جماعة “باب بودير” بإقليم تازة، تم اكتشافها في ثلاثينات القرن الماضي من قبل مجموعة من الباحثين الجيولوجيين، وتتميز بموقعها الاستراتيجي على مشارف سلسلة جبال الأطلس المتوسط.