إطلاق "GPT-5" يكشف فجوة بين طموحات "OpenAI" وتجربة المستخدمين‎

في أول 24 ساعة من إطلاقه أثار نموذج “GPT-5” من شركة “OpenAI” موجة واسعة من التقييمات المتباينة وردود الفعل المتناقضة، وفق ما أوردته وكالة “بلومبرغ”.

الرئيس التنفيذي سام ألتمان كان روّج على مدى أشهر لقدرات الجيل الجديد، واصفًا إياه بأنه قادر على تحويل روبوت الدردشة “ChatGPT” إلى “خبير بمستوى الدكتوراه”، مع تحسينات ملحوظة في البرمجة وحل المسائل المعقدة.

بعض المطوّرين وأصحاب الوصول المبكر أبدوا إعجابهم، لكن بتحفظ. المطوّر سيمون ويليسون وصف النموذج بأنه “كفؤ وأحيانًا مبهر”، لكنه ليس “قفزة دراماتيكية” عن الإصدارات السابقة.

وفي المقابل عبّر آخرون عن خيبة أملهم من استمرار النموذج في ارتكاب أخطاء أساسية، مثل الإجابات الخاطئة في عمليات حسابية بسيطة أو حتى في تهجئة الكلمات، وهو ما وصفه أستاذ الرياضيات بجامعة بنتلي نوح جيانزيراكوزا بأنه “أقل مما كان متوقعًا”.

أحد أسباب الالتباس يعود إلى آلية عمل “GPT-5″، إذ يعتمد على التبديل التلقائي بين نماذج فرعية متفاوتة القوة بحسب طبيعة السؤال. هذه المقاربة تهدف إلى ترشيد استخدام موارد الحوسبة، لكنها تعني أن المستخدم قد لا يتعامل دائمًا مع أقوى نسخة من التقنية.

ألتمان أوضح لاحقًا أن “المحوّل التلقائي” تعطل خلال جزء من اليوم الأول، ما جعل النموذج “يبدو أغبى”، مؤكدًا أن الأداء تحسّن بدءًا من اليوم التالي.

الإطلاق يأتي في سياق منافسة شرسة مع شركات أمريكية وصينية، وسعي “OpenAI” إلى إقناع الأفراد والشركات بالاشتراك في خدماتها المدفوعة لتعويض الإنفاق الضخم على المواهب والرقاقات ومراكز البيانات.

ورغم أن “GPT-5” تصدّر بعض قوائم التقييم مثل “LMArena” فقد جاء خلف أحدث نسخة من نموذج “Grok” التابع لشركة”xAI” في اختبارات “ARC-AGI-2”.

من جهتها قال البروفيسور إيثان موليك، من كلية وارتون، إن “GPT-5” قادر على إنجاز أبحاث وصياغة نصوص ذكية وتبسيط البرمجة حتى للمبتدئين، لكنه أقر بأن سلوكياته “غريبة أحيانًا”.

أما على منصة “Reddit” فتركزت الانتقادات على غياب الشفافية بشأن أي نسخة من النموذج تجيب عن استفسارات المستخدمين، ما دفع ألتمان إلى التعهد بخطوات لزيادة الوضوح.