قالت الدكتورة حنان إسماعيل، الخبيرة التربوية، أن قرار وزارة التربية والتعليم بإضافة أعمال السنة للشهادة الإعدادية يأتي في إطار تطبيق نظام التقويم التكويني، الذي يعتمد على تقييم الطالب على مدار العام الدراسي بدلًا من الاعتماد الكامل على امتحان نهاية العام، ويهدف هذا النظام إلى تعزيز التعلم المستمر، وقياس الأداء بدقة، وتنمية مهارات متنوعة لدى الطلاب، إضافة إلى تقليل التوتر والضغط النفسي المرتبط بالامتحانات النهائية، وإتاحة فرصة للتحسين المستمر من خلال معرفة الأخطاء ومعالجتها أولًا بأول.
وأوضحت الخبيرة التربوية، في تصريحات خاصة لموقع "كشكول"، أن من أهم الإيجابيات المحتملة للنظام هو تحفيز الطلاب على الحضور المنتظم للمدارس، خاصة في ظل انتشار ظاهرة الغياب في المرحلتين الثانوية والإعدادية، فالوزارة تسعى من خلال أعمال السنة إلى جذب الطلاب مرة أخرى للفصول الدراسية، بما يتيح لهم التفاعل المباشر مع المعلمين والمشاركة الفعلية في الأنشطة التعليمية، كما أن التقييم المستمر يمنح صورة أوضح عن مستوى الطالب الفعلي بدلًا من الاعتماد على يوم واحد يحدد مصيره التعليمي.
ورغم المزايا، حذرت حنان إسماعيل، من عدة سلبيات قد تعيق نجاح التجربة، أبرزها ارتباط النظام بثقافة الدروس الخصوصية المنتشرة في مصر، فهناك احتمال أن يؤدي إدخال أعمال السنة إلى زيادة اعتماد الطلاب على المعلمين الخصوصيين، خصوصًا مع إمكانية منح درجات أعلى لمن يتلقى الدروس عند نفس معلم الفصل، مما يثير مخاوف بشأن العدالة والشفافية، كما أن العبء الإضافي على المعلمين في وضع الامتحانات وتصحيحها وسط مناهج مكدسة قد يمثل تحديًا آخر.
واستعادت الخبيرة التربوية، تجربة المدارس الإعدادية الحكومية قديمًا، حيث لم يكن هناك نظام أعمال سنة، بل كان يُعتمد على ما يسمى بنظام “المحاضرات” في الأسابيع الأخيرة قبل الامتحانات، وكان يتم تجميع الطلاب في حصص مراجعة مكثفة يشرف عليها معلمون متخصصون، مع تقديم مراجعات شاملة وحل تدريبات جماعية، وأشارت إلى أن هذا النظام نجح في جذب الطلاب وتقليل الغياب دون فرض أعمال سنة، مما جعله بديلًا عمليًا في تلك الفترة.
واختتمت إسماعيل، بالتأكيد على ضرورة وضع ضوابط صارمة إذا تقرر تطبيق أعمال السنة، بحيث تضمن وزارة التربية والتعليم تحقيق العدالة والمساواة بين جميع الطلاب، ومنع تدخل الدروس الخصوصية في منح الدرجات، كما شددت على أهمية تدريب المعلمين على آليات التقييم المستمر، وإيجاد معايير واضحة وشفافة للتصحيح، حتى يكون الهدف من النظام هو تطوير العملية التعليمية لا زيادة الفجوة بين الطلاب.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.