أخبار عاجلة
مسلسل ليلى الحلقة 40 والأخيرة.. وفاة نور -

الرحالة المغربي ابن بطوطة يلهم خبراء الصين في مشروع ثقافي جديد

الرحالة المغربي ابن بطوطة يلهم خبراء الصين في مشروع ثقافي جديد
الرحالة المغربي ابن بطوطة يلهم خبراء الصين في مشروع ثقافي جديد

يقدم كتاب جديد جهود خبراء متعددين في ترجمة وتقديم رحلة ابن بطوطة، الرحالة الطنجيّ المغربي الشهير، ويوثق جهود أكاديميين صينيين، في تقديم “الرحلة”، وشرح جانبها الصيني، والقصص التي “تجمع الصين والمغرب”.

ابن بطوطة والصين

بعنوان “رحلة ابن بطوطة في الصين” صدر كتاب وو فو قوي، الذي يتسمى بعبد الكريم، وهو خبير صيني في اللغة العربية، وعضو مجمع الكتاب الثقافي الصيني الدولي وعضو معهد العلوم والتقاليد الصينية.

ووفق ورقة الكتاب الصيني، التي عممتها منصة “الصين بعيون عربية”، وهي جزء من رابطة “الحزام والطريق” للتعاون الإخباري، ومقرها في العاصمة الصينية بكين، فإن وو فو قوي استغرق “عدة عقود في جمع وتنظيم المواد التاريخية والأدبية المتعلقة بالصين والعالم، مع الاستشهاد بالمصادر التاريخية والحقائق العلمية.”

ويهتم الكتاب بـ”النسخة الإنجليزية والعربية الأصلية من ‘رحلات ابن بطوطة’، التي تُعتبر من أقدم النسخ المعروفة، والتي بعد وصولها إلى الصين في عشرينيات القرن العشرين حظيت باهتمام كبير من الأوساط السياسية والأكاديمية والثقافية والسياحية ودور النشر، على مدار ما يقارب قرناً من الزمن.”

وهذا الكتاب، وفق ورقة كاتبه، “قصة ثقافية وأكاديمية” تسلط الضوء على مشروع “ترجمة ونشر النصوص الكلاسيكية”، وتتناول عملية الترجمة والنشر والتوزيع الخاصة بهذا العمل، مع إبراز “جهود مجموعة من الخبراء، بمن فيهم خبير صيني مشهور في اللغة الإنجليزية واثنان من الخبراء في اللغة العربية، بالإضافة إلى علماء وأساتذة، في ترجمة وتقديم كتاب ‘الرحلة’ من الإنجليزية إلى الصينية، ومن العربية إلى الصينية”.

وهذا العمل الجديد “كتاب تاريخي ثقافي يُبرز قصص الترجمة والتواصل الثقافي الودي، ويتميز بطابع مهني وشعبي وعام، بالإضافة إلى كونه يهدف إلى تعزيز التراث الثقافي والتواصل العابر الحدود”، كما أنه يقدم “تعليقات وشروحات وتحليلات وتوثيقات وترجمات تخدم البحث الأكاديمي في المجالات الإنسانية والتاريخية”، ويوفر “أساسا نظريًا للبحوث الأكاديمية التي تهدف إلى تعزيز تطوير الشراكة الإستراتيجية بين الصين والمغرب إلى مستويات أعمق”.

كما يحمل الكتاب “بصفته منشورًا ذا طابع أكاديمي عابر للحدود أهمية خاصة في تعزيز الصداقة الأكاديمية بين الصين والمغرب، ويُعد إضافة قيمة للأوساط العلمية في كلا الدولتين، ما يجعله أداة مهمة لدعم التعاون الثنائي واستكشاف الجوانب الثقافية والتاريخية المشتركة”.

مضامين الكتاب

وفق ورقة الكتاب التي عممتها منصة “الصين بعيون عربية” يستعرض انطلاقا من الأمثلة والحقائق التاريخية “جهود الأكاديميين الصينيين في مجال الدراسات العربية والنشر خلال القرن الماضي منذ عام 1924 وحتى اليوم”.

ويسلط المؤلف الضوء على “ترجمة ونشر ثلاثة كتب باللغة الصينية تُقدم ‘رحلات ابن بطوطة’ وتشرح واقعها في الصين”، كما يوثق “مساهمات ثلاثة أساتذة صينيين بارزين في ترجمة ونشر الدراسات التي تتناول ‘الرحلة’، مع تقديم لمحة عن تاريخ البحث الأكاديمي، ودراسة هذه الرحلات في الصين على مدار مائة عام، ما يعكس تطور جهود الترجمة والنشر حول هذا العمل المهم”.

ويهتم العمل بهذه الكتب الصينية التي تتضمن “مخطوطات الترجمة الأصلية، والمذكرات، والصور التي وثّقت عمل ثلاثة مترجمين صينيين أثناء ترجمتهم النسخة الإنجليزية والعربية الأصلية (…) وتجاربهم وأفكارهم وتأملاتهم خلال عملية الترجمة”.

ومن بين ما يتضمنه الكتاب “تفاصيل حول نشر النسخة الكاملة المترجمة إلى اللغة الصينية من ‘رحلات ابن بطوطة’ في الصين، وكيف تم تقديمها كهدية وطنية لملك المغرب”؛ كما يتطرق إلى “إشادة الملك محمد السادس بهذا العمل” وإلى “رسالة التهنئة التي أرسلها السفير المغربي في الصين”.

“الرحلة” الصينية

من أبرز التحقيقات المنشورة لـ”تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار” تحقيق المؤرخ المغربي الراحل عبد الهادي التازي، الذي نشرته أكاديمية المملكة في خمسة مجلدات.

وقدم الراحل التازي نسخة صينية لـ”الرحلة” وكتب: “أهديت لي أثناء هذه الزيارة للصين ترجمة للرحلة باللغة الصينية أنجزت عام 1985، وكانت من عمل الأستاذ ماجين يانغ، أستاذ اللغة العربية، أهداها لي الأستاذ شين جيا من جامعة بيكين نفسها، وهو قيدوم كلية اللغات الشرقية”، وأضاف: “ظهر أن هذه الترجمة المهداة لي رغم أهميتها الكبرى لكنها كانت ترجمة لكتاب ‘مهذب رحلة ابن بطوطة’ الذي ألف من لدن بعض الأساتذة بمصر ونشرته وزارة المعارف المصرية عام 1933 لتدريس الرحلة بمعاهدها. ومن المعلوم أن الدراسة حول ابن بطوطة في الصين ترجع للعشرينيات، حيث أخذ الأستاذ تشانغ تشينغلانغ Zhang Tinglang يترجم جزءا من رحلة ابن بطوطة (من الهند إلى الصين) عن النص الإنجليزي المترجم من قبل السيد هنري يول (ت 1888)، والنص الألماني الذي ترجمه السيد مزيك (MZIK)”.

وزاد التازي: “بمناسبة المهرجان الدولي الذي أقامته المملكة المغربية في طنجة مايو 1997، بمناسبة مرور سبعة قرون على ميلاد الرحالة ابن بطوطة، دعونا أحد الأساتذة من رجال الاستشراق الصيني، وكان الأمر يتعلق بالأستاذ تشووي ليه، رئيس تحرير مجلة العالم العربي التي كانت تصدر بالصين. لكن العمل الكامل والرائع هو الذي نسعد اليوم بتقديمه، وهو من تأليف الأستاذ الدكتور لي قوانغبين Li Guangbin، هذا الأستاذ الجليل (فريد) ذو العزيمة الكبيرة اتصل بوزارة الشؤون الخارجية المغربية ليسمع رأيها حول على أي طبعة يعتمد؟ وهنا كتبت لي آنئذ السيدة السفيرة عزيزة الإمام مديرة التعاون الثقافي والعلمي برسالة رقم 1110 ع م 0074. حيث استقر الرأي على اعتماد النسخة التي نشرتها مشكورة – في خمسة مجلدات – أكاديمية المملكة المغربية عام 1417، 1997، بالتحقيق الذي استشرتُ فيه ثلاثين مخطوطة موزعة على العالم”.

وواصل المحقّق المغربي البارز: “من هنا تم اتصالي بهذا الأستاذ الذي اكتشفت أنه زميل لنا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وأنه باحث في متحف تاريخ المواصلات ما وراء البحار، ورئيس مركز بيكين للخدمة البطوطية في الترجمة والبحوث. لقد كان أستاذا متمرسا وعمل في السلك الدبلوماسي، وقد حضر معنا المنتدى الدولي لمنظمة اليونسكو بباريس 8 يونيو 2004 حول ابن بطوطة، حيث تبادلنا الآراء، كما قدم بحثا عظيما لمجمع اللغة العربية في دورته الإحدى والسبعين مارس 2005، وقدم بحثا هاما ومركزا أمام أعضاء المجمع في المدرج الكبير وكان بعنوان: ‘ابن بطوطة شيخ الرحالة العرب'”.

إذن، “هذا الرجل الكبير هو الذي تصدى لهذا العمل الكبير: ترجمة الرحلة كاملة إلى اللغة الصينية، وهو بذلك يقدم عالم المغرب، والعالم العربي لدولة الصين. (…) وإننا إذ نقدم اليوم هذا التراث العربي الكبير إلى أصدقائنا في الصين مترجما إلى لغتهم الأم لنبقى مدينين لعميد الاستشراق الصيني بهذه الخطوة الرائدة التي تقدم للمواطن الصيني مصدرا هاما من مصادر تاريخ العرب والصين (…) كما أن الزميل قوانغبين من جهة أخرى يقدم شهادة جديدة على أن المغاربة كانوا من السباقين لتقديم حضارة الصين، وعظمة الأسطول الصيني ودقة النظام الصيني وحكمة المفكرين في الصين وعملهم على ازدهار الإنسانية، وابتكارهم العملة الورقية والصورة الآنية التي اتخذت لابن بطوطة في العاصمة الصينية”، يورد المحقق ذاته.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق علي معلول يكشف عن أمنية تمنى تحقيقها مع النادي الأهلي.. وأخرى بعد الرحيل
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة