تشهد الأوساط التقنية والحقوقية تناميًا ملحوظًا في المخاوف بشأن الخصوصية الرقمية، على خلفية انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تقوم بجمع وتحليل بيانات المستخدمين دون رقابة كافية، فقد أفادت تقارير متخصصة في مجال الأمن السيبراني أن عددًا من التطبيقات الشائعة تعتمد على نماذج ذكاء اصطناعي متصلة بخوادم سحابية خارجية، ما يفتح المجال أمام إمكانية تسريب البيانات أو إساءة استخدامها.
تهديدًا مباشرًا للخصوصية الفردية
ووفقًا لخبراء المختصين في أمن المعلومات، فإن هذه التطبيقات، رغم فائدتها الواضحة في تسهيل المهام اليومية، قد تشكل تهديدًا مباشرًا للخصوصية الفردية، خاصة في ظل غياب تشريعات صارمة تلزم الشركات المطورة بتوضيح سياسات حماية البيانات بشكل شفاف للمستخدمين.
العديد من المستخدمين يوافقون على شروط استخدام طويلة ومعقدة دون قراءتها
في هذا السياق، أوضح الدكتور سامي الخطيب، أستاذ أمن الشبكات بجامعة التكنولوجيا الحديثة، أن "العديد من المستخدمين يوافقون على شروط استخدام طويلة ومعقدة دون قراءتها، وغالبًا ما تتضمن بنود تتيح للتطبيقات الوصول إلى الصور، والموقع الجغرافي، وسجلات الاستخدام، بل وأحيانًا البيانات البيومترية، دون علم واضح من المستخدم".
خطورة التطبيقات تكمن في قدرتها على التعلم من البيانات المدخلة
وأشار الخطيب إلى أن خطورة هذه التطبيقات تكمن في قدرتها على التعلم من البيانات المدخلة، مما يعني إمكانية تخزين وتحليل كميات هائلة من المعلومات الشخصية لأغراض تجارية أو سياسية، أو حتى بيعها لجهات خارجية، وهو ما يشكل انتهاك صريح لحقوق الأفراد.
و رصد موقع تحيا مصر،أن منظمات حقوق الإنسان والجمعيات المعنية بالحقوق الرقمية دعت إلى ضرورة سن تشريعات جديدة تجبر شركات التقنية على الإفصاح عن كيفية استخدام البيانات، وتوفير آليات آمنة لحذف معلومات المستخدمين عند الطلب،كما شددت على أهمية تثقيف الجمهور حول مخاطر تحميل التطبيقات دون التحقق من مصادرها أو مراجعة الأذونات التي تطلبها.
وفي ظل هذا الواقع، يطالب مختصون بضرورة إنشاء هيئات وطنية مستقلة لمراقبة عمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وإلزام الشركات الأجنبية والمحلية باحترام معايير الحماية الرقمية ،كما يؤكدون أن ضمان الأمان السيبراني لم يعد خيار، بل ضرورة وطنية وأخلاقية لحماية المجتمعات من الاستغلال التقني المتزايد.
وعلى الصعيد الآخر،للذكاء الاصطناعي مستقبل مُيسر:
1- التطور المستمر: يتطور الذكاء الاصطناعي باستمرار، مما يفتح آفاقًا جديدة لتطبيقاته واستخداماته.
2- التأثير على المجتمع: سيؤثر الذكاء الاصطناعي على مختلف جوانب المجتمع، بما في ذلك الاقتصاد والعمل والتعليم والصحة.
3- الحوكمة والأخلاقيات: يعد تطوير حوكمة وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي أمرًا ضروريًا لضمان استخدامه بشكل مسؤول ومفيد للمجتمع.