كشف أنتوني أغيلار، المتعاقد الأمريكي السابق مع مؤسسة غزة الإنسانية عن تفاصيل مقتل الطفل الفلسطيني أمير أثناء محاولته الحصول على المساعدات من إحدى نقاط التوزيع التابعة للمؤسسة.
وقال أغيلار في مداخلة مع قناة "الجزيرة": "أمير كان طفلًا فلسطينيًا التقيته يوم 8 مايو في نقطة توزيع المساعدات، النقطة رقم 2 في رفح جاء إلى تلك النقطة باحثًا عن الغذاء، وكان وحيدًا – لا أب ولا إخوة. وصل في نهاية عملية التوزيع، وعندما تتزاحم الجموع على النقاط، يبقى الضعفاء والمسنون والأطفال خلف الركب".
وأضاف: "اقترب مني، مدّ يده اليمنى، وفي البداية لم أدرك ما خطبه هل كان مصابًا؟ هل يبحث عن والديه؟ اقتربت منه مع زميلي، أمسك بيدي ثم بيد زميلي، قبّل أيدينا، وقال شكرًا في الثقافة العربية، هذا تعبير عن الاحترام الكبير".
وتابع: "وضعت يدي على كتفه النحيف، كان جلده مشدودًا على عظمه، من شدة الهزال والجوع أدركت أنه في مراحل متقدمة من سوء التغذية مشى أكثر من 8 كيلومترات للوصول إلينا، حافي القدمين، حتى سرواله كان مربوطًا بحبل، وكان ضعيفًا جدًا".
وواصل: "حين وصل، لم يبق شيء يُوزّع، حصل فقط على نصف كيس من الأرز، وكمية بسيطة من العدس والفول رغم ذلك، شكرنا".
وأوضح: "نظرت في عينيه، وقلت له أنت لست وحدك، نحن نحبك، نحن معك، لن ننساك جثوت على ركبتيّ إلى جانبه لأكون بمستوى نظره، فوضع يديه النحيفتين على وجهي، تحسّس ملامحي، ثم وضع جبينه على جبيني، وقبّلني وقال Thank you ".
وذكر: "شعرت أنه روح جميلة، تمثل كل أرواح الفلسطينيين الأبرياء العالقين في هذه الحرب لا يريدون سوى الحياة".
وأكمل: "ثم ابتعد، والتحق بجماعة أخرى، يحاولون الخروج من نقطة التوزيع لكن المتعاقدين مع المؤسسة بدأوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع، وإطلاق النار في الهواء، فهرب الجميع، وبدأوا بالركض نحو مخيم ناصر، غربًا نحو الشاطئ وكان الجيش الإسرائيلي يطلق النار، هذه كانت طريقة التواصل التي اختاروها مع الجياع بالرصاص".
واختتم: "أمير كان من بين تلك المجموعة، أصيب للأسف وسقط على الأرض، وجثته لم يُعثر عليها حتى الآن تحدثت الأسبوع الماضي مع زوجة أبيه، وقالت إن والده توفي في قصف جوي وهو متجه أيضًا للحصول على مساعدات وأمير كان تائهًا وسط الفوضى".