أخبار عاجلة
قصة الدار البيضاء لإيكوشار بالعربية -
موعد بداية الدوري المصري الموسم الجديد 2025-2026 -

أشعار أدونيس تقدم "أحوال طنجيس"

أشعار أدونيس تقدم "أحوال طنجيس"
أشعار أدونيس تقدم "أحوال طنجيس"

بعنوان “في أحوال طنجيس ومقاماتها”، نشر الشاعر أدونيس أحدث دواوينه، وهو “دفتر مقابسات”، فضاء تأمله الأساس هو مدينة طنجة، وتحضر فيه مدن مغربية أخرى مثل الرباط، وقد نشرته دارا نشر مغربيتان في طبعة أصدرتها دار “سليكي أخوين”، وأخرى صدرت عن “منشورات دار أكورا”.

وتطبع هذا الديوان أمكنة طنجة وشخوص مغربية وأجنبية مرت من ترابها، قديما وحديثا، ويحضر معمار المدينة الدولية السابقة، وتحضر زواياها وقصباتها، وكلمات بالدارجة المغربية، فضلا عن مناجاة لطنجيس، وتأملات في الكتابة والعيش والحرية والفن وأثر المكان واختلافه بتوالي الأزمنة، وعطاء الروائي محمد شكري أيضا.

ابن بطوطة وشكري

في مستهل ديوان خواطره، وجه أدونيس “تحية إلى محمد شكري وإلى عبد اللطيف بن يحيى”، كما ترك في وسطه تحت وسادة شكري أسئلة ينتظر التوصل بأجوبتها عبر “البريد الخاص الذي تنقله الشمس” وأنهاه بكتابة:

كان محمد شكري غائبا في حياته بعد غيابه صار مرئيا ساطعا. طنجة الآن تنتسب إليه أيضا. وكان فقيرا. وما أغناه الآن مع أن أجنحته الخفيفة، كانت ملكه الوحيد. وقت ينسجه الفضاء بإبر الموج
والشمس تفك أزرارها.

وفي “يوميات لابن بطوطة لم تنشر”، كتبَ من بين ما كتبه الناقد والمؤرخ الشعري البارز:

ج – فضاء طنجة مآذن، لكن المؤذن واحد هو الهواء.

د – كيف سأعرف نفسي في السفر؟

وها أنا أسافر ولا أصل

وها هي طرقي لا تنتهي.

هـ – تسافر معي طنجة نفسها

أمس تلقيتُ منها هذه الرسالة:

“أشعر أن قلبي يقفز من صدري ويسير إلى جانبك. وفيما كنت تدير وجهك إلى الغرب. والبحر، نحوي، بخاصة، رأيت الشمس تُربّتُ بحنان على كتفيك”.

و- هل “المشرق” اسم آخر للمغرب؟

طنجيس وطنجة

كتب أدونيس:

(…)

ورأيت مدنا كثيرة تتشرد في طنجيس

بحثا عن أصولها التي طمستها مدن كثيرة أخرى.

ورأيت قصائد كثيرة بلغات كثيرة ماتت

وتحولت إلى كلمات تتشرد من جديد في معاجمها الأولى.

وسمعت الدائرة تقول:

“الآن عرفت لماذا يكرهني الخط المستقيم”.

وكانت تقول ذلك فيما تتمرأى في قرص الشمس وتتشبه به.

إلى أن يقول:

لا أكتب عن طنجة – المدينة الأصل

أكتب عن طنجة – الخريطة الأثر

كما ترتسم في مخيلتي

وحيا واستيحاء.

قرأت – لم أقلب صفحات الكتب

قلبت وجوه الأيام آتية ذاهبة

طابت تجاعيدك، أنت يا مغارة هرقل.

طاب تاريخك، أنت يا خط اللقاء بين المتوسط والأطلسي.

طابت أوقاتك، أنت يا طنجة الكثيرة المتعددة – شاردة في أبجدية اللانهاية.

كما كتب:

أقول

طنجيس

خطاب المساواة

في حفل الهوية المغربية.

السؤال الأول

الذي طرحته طنجيس

علي بعد غياب طويل هو التالي:

“أليس غريبا أن يكون ما لا نعرفه أبدا،

هو

وحده

الذي يعرفنا

حقا؟”

شرق وغرب

في “باب العصا”، قال أدونيس:

(…)

وكان كاتب من الشرق، دوستويفسكي، أكد قائلا:

“كل إنسان مسؤول أمام البشر عن كل شيء”.

هكذا، باسمه

أكتب أنا العابر

هذه الخواطر

فيما أقف على

باب هذه العصا:

ا – اخترع الغرب هذه البطولة: يدمر مدينة

لكي يصنع دولاب سيارة.

ب – كل حجاب قيد

الحجاب لا يحجب صاحبه وحده

يحجب كذلك الآخر الذي ينظر إليه

ج – الوجود في هذا الغرب

أقل من حياة وأكثر من موت.

د – أسرّ لي

ما تبقى من سرب زرافات هاجرت من القارة الأمريكية

أن حلمه الأول أن يكون غابة من النخيل.

هـ – هو ذا فجأة

أقرأ بيانا ملصقا على باب العصا، يقول:

“الحرب خاتم زواج في إصبع السماء”.

و – لا شيء، لا شيء.

غير أن الدم يواصل كتابة التاريخ.

غير أن العبث يواصل انفجاراته في رئة المعنى.

ز- مدينة لا تحب أن تذكر اسمها قالت: “وعدني قوس قزح

بزيارتي قريبا لكي يقنعني بأنه صديق حميم للموت”.

“ثورات” عربية

يتساءل أدونيس بعد سطور

(…)

وفي هذه الحالة، ألا يكون التفيّؤ، في ظل السياسة العربية

شبيها بالتفيّؤ في ظل مسمار؟ ألا يكون انتظار الثورات

شبيها بانتظار عواصف رملية؟

وها هي البلدان أينما ترحلت

فضاءات تُحشى بالبارود والجثث.

إلى أين تذهبين أيتها الجميلة العاشقة؟

– رغبتي الآن أن أتشرد في بنفسج المساء.

وفي “زنقة بن عبو ومسجد القصبة” يجد القارئ خاطرة:

حياتنا:

ذكريات عكاكيز

كأننا لا نريد من الزمن شيئا

إلا نعمة التوهم. وها هي

نخرج من زمن مليء بالقتلى

لكي ندخل في زمن مليء بالقاتلين.

وها هي الجحيم تسرج خيولها

وها هي جدران الأفق ترشح دما:

الموت ساهر على كل شيء.

وكنتُ أكثر كمثل غيري:

نحن جسم واحد

تسكنه ملايين الأرواح.

روح واحدة

مبثوثة في ملايين الأجسام

كنا نمثل مسرحيات، نرفضها جميعا

في الانحدار نترك للزمن حريته

في الصعود نعتقله ولا نزال

نسكب السماء والأرض

في عنق زجاجة لغوية

بحجم الإصبع

والكلات

أدوات نتعلم بها

كيف نجهل العلم

أدونيسيات

في “حومة جنان قبطان” كتب أدونيس:

(…)

أنتظرك

-أنتظرك، في حومة جنان قبطان –

نشرب القهوة

ونتبادل الرأي في هذه الآفاق التي تفتحها هذه التساؤلات..

أما في “رسالة – خواطر من مجهول إلى طنجة الأثر” فيقول علي أحمد سعيد إسبر:

(…)

د. منذ أن نطق من سمي “آدم” بدأ صوته يختنق في

حنجرة أحد أحفاده، والذي هو أنا – من لا يؤمن به.

لكن، منذ أن قامت من سميت “حواء” بخطيئتها الأولى

أتيح لصوتي أن ينطلق

من جديد

وفي باب البحر كتَب أدونيس:

(…)

6. سؤال / جواب.

هل يمكن أن يشبه الإنسان نفسه، ويختلف عنها في آن؟

الحالة التي أعيشها تقول: نعم.

أشبه نفسي لأنها هي التي تؤكد هويتي: أنا أنا.

أختلف عنها لأن في داخلي طاقة تقول لي: أنا غير ما أنا.

طاقة تتخطى نفسي، وتُخرجني من “حدودها”، باستمرار –

في وجه الآخرين، والأشياء

أتجادل معها

أخاصمها، فيما أفيء إليها:

أنام ضدها، فيما أستيقظ بين أحضانها.

لا أصغي إلى ما تقول إلا نادرا

خصوصا في لحظات التعب والضعف

(…)

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق محافظ سوهاج يتفقد لجنة ساحل طهطا بانتخابات مجلس الشيوخ
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة