في خطوة تعكس عودة الزخم إلى قطاع الطاقة، سجل إنتاج مصر من الغاز قفزة جديدة، بفضل اكتشاف تنموي عزَّز من قدرات إحدى الشركات الوطنية، وجاء هذا التطور في إطار الإستراتيجية الحكومية الرامية إلى تحقيق أقصى استفادة من موارد البلاد.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أعلنت شركة "ويبكو" اليوم الثلاثاء 5 أغسطس/آب (2025)، تمكُّنها من اختبار البئر التنموية "10-5st"، ووضعها على خط الإنتاج، من الطبقة السفلية لتكوين خريطة على عمق 5 آلاف متر تحت سطح البحر.
ويأتي هذا الإنجاز ضمن المساعي المستمرة لتعزيز إنتاج مصر من الغاز، في ظل الطلب المتزايد على الطاقة، وتتبنى وزارة البترول خططًا متكاملة لتحفيز عمليات الحفر والتنقيب، خاصة في الحقول المتقادمة التي ما زالت تملك فرصًا واعدة.
وقد أدت الأنشطة التنموية الأخيرة دورًا كبيرًا في إعادة تقييم إمكانات بعض الحقول، وفتح آفاق جديدة أمام استثمارات الغاز. وتُعد عمليات التطوير الأخيرة امتدادًا لجهود بدأت منذ سنوات لتعظيم عوائد الإنتاج المحلي.
قفزة جديدة في حقل بدر-1
أعلنت شركة ويبكو -وهي إحدى الشركات التابعة لقطاع النفط المصري- نجاحها في اختبار البئر التنموية (10-5st)، ووضعها للإنتاج، إذ سجلت البئر معدل إنتاج يوميًا بلغ 25 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي، أي ما يعادل نحو 5 آلاف برميل نفط مكافئ.
وتشغّل الشركة البئر حاليًا بمعدل إنتاجي يبلغ 12 مليون قدم مكعبة من الغاز، بالإضافة إلى 300 برميل من المتكثفات يوميًا، وذلك بهدف الحفاظ على كفاءة الخزان وضمان استدامة إنتاج مصر من الغاز من هذا الموقع الحيوي.
وأسهم دخول البئر الجديدة إلى منظومة التشغيل في رفع إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي بشركة ويبكو إلى نحو 20 مليون قدم مكعبة يوميًا، ما انعكس على زيادة إجمالي الإنتاج اليومي إلى 8300 برميل نفط مكافئ، وفقًا للبيان الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتُعدّ هذه الأرقام دلالة واضحة على فاعلية برامج التطوير والتنمية، لا سيما في الحقول المتقادمة، إذ حُوِّلَ حقل بدر-1 من حقل يقتصر على إنتاج النفط الخام إلى مصدر واعد للنفط والغاز معًا، ما يدعم توسُّع إنتاج مصر من الغاز الطبيعي محليًا.
ويمثّل ارتفاع إنتاج مصر من الغاز -من خلال بئر جديدة في حقل بدر-1- نموذجًا ناجحًا لإعادة توظيف الأصول القائمة بطرق ذكية، ما يدعم رؤية الحكومة في تحقيق الأمن الطاقي عبر مصادر وطنية مستدامة.
إستراتيجية توسع طموحة
يعدّ الإنتاج الإضافي الجديد في حقل بدر-1 جزءًا من إستراتيجية أوسع نطاقًا تهدف إلى رفع كفاءة التشغيل في الحقول الحالية، إلى جانب تكثيف الحفر الاستكشافي في مناطق الامتياز المختلفة لتعزيز إنتاج مصر من الغاز خلال المرحلة المقبلة.
وأوضحت الشركة أنها ستواصل تنفيذ خطط طموحة لتعظيم إنتاجها من النفط والغاز، ضمن إطار إسهامها في دعم منظومة الطاقة الوطنية، وضمان أمن الإمدادات، خاصة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية بسوق الطاقة.
ويرتكز نهج وزارة البترول المصرية على تعظيم القيمة المضافة من كل بئر، بما في ذلك الحقول التي كانت تُعدّ ضعيفة الإنتاج في السابق، إذ تسهم الابتكارات التقنية وخطط الحفر الذكي في فتح آفاق جديدة لزيادة الإنتاج بطريقة مستدامة.
ويكتسب التوسع في إنتاج مصر من الغاز أهمية متزايدة في ظل تنامي التزامات التصدير، سواء عبر شحنات الغاز المسال أو عبر خطوط الربط الإقليمي، ما يفرض على الدولة تأمين احتياجاتها الداخلية أولًا، وتلبية الطلب الخارجي ثانيًا.
ويأتي هذا التطور الأخير ليعزز ثقة المستثمرين في البيئة التشغيلية لقطاع النفط المصري، ويؤكد قدرة الشركات الوطنية على الابتكار والتوسع، ما يدعم الطموحات المصرية للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
