أستراليا تمنح "ميتسوبيشي" اليابانية عقد فرقاطات بحرية بقيمة 10 مليارات دولار

في خطوة غير مسبوقة لتعزيز قدراتها الدفاعية البحرية، أعلنت الحكومة الأسترالية، اليوم الثلاثاء، اختيار شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة اليابانية لتسليم أولى فرقاطاتها الجديدة، بموجب صفقة دفاعية تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار أسترالي (6.5 مليار دولار أمريكي)، في واحدة من أضخم صفقات التسلح منذ توقيع اتفاق الغواصات النووية مع الولايات المتحدة وبريطانيا عام 2023.

وقال ريتشارد مارلز، نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأسترالي، إن الاتفاقية تمثل "لحظة بالغة الأهمية في العلاقات الثنائية بين أستراليا واليابان"، مؤكداً أن "هذا التعاون سيمنح البحرية الأسترالية قدرة على الإسقاط المؤثر للقوة، وهو عنصر جوهري في التحديات الاستراتيجية التي نواجهها".

شراكة صناعية وعسكرية ممتدة

بموجب الاتفاق، سيتم بناء أول ثلاث فرقاطات في اليابان، على أن تُستكمل الثماني المتبقية محلياً في أستراليا عبر شركة "أوستال" في ولاية أستراليا الغربية. وتُعد هذه السفن من طراز "موغامي" المطور، القادرة على إطلاق صواريخ طويلة المدى، وبمدى يصل إلى 10 آلاف ميل بحري، ما يمنحها تفوقاً واضحاً على فرقاطات "أنزاك" الحالية، التي يبلغ مداها نحو 6 آلاف ميل بحري.

وإلى جانب مداها الواسع، تتمتع الفرقاطات بخصائص تشغيلية متقدمة، أبرزها القدرة على العمل بطواقم أقل عدداً لتعزيز الكفاءة، فضلاً عن تجهيزها للقيام بمهام الدفاع الجوي والحرب تحت السطح، مع التركيز على حماية الممرات البحرية الحيوية وتأمين السواحل الشمالية لأستراليا.

تسليم 2029.. وتاريخ جديد لصادرات السلاح اليابانية

من المنتظر أن يتم تسليم أول فرقاطة في عام 2029، ما يجعل الصفقة واحدة من أكبر صفقات تصدير الأسلحة اليابانية منذ عقود، ويمثل تحولاً استراتيجياً في سياسة طوكيو الدفاعية بعد رفع الحظر طويل الأمد على صادرات السلاح في 2014.

وفي هذا السياق، وصف جين ناكاتاني، وزير الدفاع الياباني، العقد بأنه "خطوة رئيسية في جهود اليابان للتعاون الدفاعي"، موضحاً أن الاتفاق يعزز التكامل العسكري الثلاثي بين اليابان وأستراليا والولايات المتحدة، ويأتي كثاني أكبر صفقة تصدير بعد عقد تزويد الفلبين برادارات دفاع جوي.

فوز على المنافس الألماني.. وترميم للثقة

تفوقت فرقاطات "موغامي" على عرض منافس قدمته شركة تايسن كروب مارين سيستمز الألمانية، خلال اجتماع لجنة الأمن القومي الأسترالية يوم الإثنين. وشهد العرض الياباني دعمًا حكوميًا قويًا، خاصة بعد خسارة سابقة لعقد الغواصات لصالح فرنسا قبل نحو عقد.

مفاوضات تفصيلية متوقعة

من المتوقع أن تبدأ المفاوضات الرسمية بين الجانبين في وقت لاحق من العام الجاري، مع التوقيع النهائي المنتظر للعقد في عام 2026. وتشمل المباحثات قضايا محورية مثل التكلفة النهائية للصفقة، وتفاصيل الصيانة والدعم الفني طويل الأمد، ونقل الإنتاج إلى أستراليا.

ورغم التحديات الفنية واللوجستية المرتقبة، فإن الصفقة تمثل ركيزة أساسية في تعزيز التحالف الدفاعي بين طوكيو وكانبيرا، في وقت تتصاعد فيه التوترات الجيوسياسية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.