أخبار عاجلة

نقاد يدعمون عروضا تفضيلية لفتح ذائقة الناشئة أمام الصورة السينمائية

نقاد يدعمون عروضا تفضيلية لفتح ذائقة الناشئة أمام الصورة السينمائية
نقاد يدعمون عروضا تفضيلية لفتح ذائقة الناشئة أمام الصورة السينمائية

دعا نقاد مغاربة أرباب صالات العرض السينمائية والقطاعات الحكومية الوصية على الاتصال والتربية الوطنية إلى “فتح نقاش وطني حقيقي وجدّي بخصوص تشجيع ارتياد الناشئة لقاعات السينما خلال العطلة الصيفية”، معتبرين أن “النهوض بثقافة السينما في صفوف الأجيال الصاعدة ليس ترفا موسميا أو سحابة صيف؛ بل هو لبنة أساسية في مشروع تكوين مواطن ذي وعي إنساني وذوق فني، يعي قيم الجمال والحق والخير، ويملك أدوات التمييز بين الرداءة والجودة”.

رؤية حقيقية

قال الناقد الجمالي عبد الله الشيخ إن “العطلة المدرسية تشكّل محطة زمنية مفصلية في مسار التكوين الذهني والتربوي للأطفال واليافعين، لما توفره من فسحة للانبساط والتحرر من ضغط التحصيل الدراسي، والانفتاح على تجارب جمالية وثقافية مغايرة”، مبرزا إلى أن القاعات السينمائية تعدّ، في هذا السياق، “فضاء مثاليا لاحتضان الناشئة وتوجيهها نحو تذوق الصورة، واستيعاب لغتها الأيقونية وتمثلاتها الرمزية”.

كما لفت الشيخ، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس، إلى “التمرن على مهارات تلقيها النقدي والجمالي في آن”، لكنه سجل كذلك أن “هذا المطمح التربوي والثقافي لا يزال رهين مبادرات ذاتية ظرفية ما زالت في حاجة إلى مزيد من التخطيط البعدي والاستدامة”.

وتابع الباحث الجمالي المغربي: “استثمار العطلة المدرسية لتحفيز الفئات الشابة على ارتياد القاعات السينمائية حلقة توعوية وتحسيسية لا محيد عنها؛ فهي ليست فضاءات فرجوية عابرة، بل هي رهان استراتيجي على تكوين جمهور مؤهل للتفاعل مع روائع الفن السابع”.

ونبه المتحدث عينه إلى دورها في “ترسيخ عادة وثقافة المشاهدة الهادفة والمنظمة في ظل ما تعرفه بعض عوالم الفضاء الرقمي من تدفق عشوائي وعبثي للصور النمطية والمضامين السطحية”.

وزاد: “لا يتعلق الأمر فقط بتمكين الأطفال من مشاهدة أفلام تناسب أعمارهم وتستجيب لمداركهم؛ بل بتقديم برمجة تربوية متكاملة تراعي الأبعاد الفنية والقيمية معا، مع مصاحبة بيداغوجية موازية تسهم في تنمية حسهم الابداعي وأفقهم المعرفي”.

واستند الشيخ إلى “مسؤولية المشرفين على القاعات السينمائية، سواء كانت عمومية أو خاصة”، وقال إنها “مسؤولية مضاعفة”، إذ “يُنتظر منهم الانخراط الفعلي في هذا الورش التربوي، من خلال تخصيص عروض موجهة للناشئة، وتنظيم لقاءات حوارية وحلقات فكرية بعد مشاهدتها، بالتعاون مع المؤسسات التعليمية والجمعيات المعنية، وبحضور نقاد سينمائيين وباحثين متخصصين”.

فرصة مثالية

قال الناقد الجمالي إدريس القري إن “العطلة المدرسية تُعدّ فرصة مثالية لتشجيع الأطفال والناشئة على الإقبال على القاعات السينمائية، ليس فقط بهدف الترفيه؛ بل أيضا في إطار مشروع ثقافي متكامل يروم تنمية الذوق الفني لديهم، وتوسيع مداركهم الفكرية والجمالية”.

وأبرز القري، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس، أن “هذا التوجه ينبغي أن يكون مصحوبا بتحرك جاد من أجل الانخراط الواعي في هذه المهمة التربوية والثقافية، لا سيما خلال فترات الفراغ المدرسي”.

وأضاف الناقد الجمالي عينه أن “السينما، حين تُوظف في هذا السياق، يمكن أن تُصبح دورة تكوينية متكاملة، توعوية وتحسيسية، تختلط فيها المتعة بالمعرفة، والترفيه بالتثقيف والإلهاء الإيجابي”.

وفي هذا الصدد، أورد المتحدث ذاته أن “الأمر يفتح النقاش حول الإشكالية العميقة التي نطرحها دائما في المجال الثقافي، والمتعلقة بقدرة الفنون، بما في ذلك الفيلم السينمائي، على أداء دورها داخل المجتمع المغربي؛ وهو دور مركّب يجمع بين رهانات متعددة”.

وأشار القري إلى أن “عرض الأفلام مهم، ولا ينبغي أن يُختزل في البُعد الترفيهي، لكونه وسيلة تعليمية غير مباشرة، تساهم في ترقية الذوق العام، وتثير أسئلة وقضايا مجتمعية وتاريخية وإنسانية، سواء من خلال القصة أم الدراما أم المأساة أم الكوميديا أو التشويق”، مبرزا أن “الشريط الجيد يفتح النقاش على مستويات متعددة، سواء على مستوى المعلومة والفكرة والشخصيات وما تعانيه أم على المستوى الجمالي من خلال الصورة واللون والإضاءة والإيقاع وتوظيف الجسد، إلخ”.

وشدد الناقد المغربي على ضرورة استحضار “الجدية” في هذا السياق، من خلال “تسهيل الولوج إلى هذه العروض وتقريبها من الفئات الشابة، بدل ترك المجال مفتوحا فقط أمام الأفلام التجارية أو السطحية”، منتقدا الكثير من الأعمال الوطنية.

وتابع القري: “إذا كنا نشاهد العديد من الأعمال الأجنبية التي تتصف بالجودة، فإن من حق الناشئة أن يُتاح لهم أيضا فيلم وطني بالمعايير نفسها يُلامس قضاياهم ويُنمّي حسّهم الجمالي ويُساهم في تشكيل وعيهم الثقافي والاجتماعي”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مسيرة تناصر قطاع غزة من ساحة الأمم إلى أبواب ميناء "طنجة المدينة"
التالى سوبرمان يحطم الأرقام ويطير بوارنر بروس نحو نصف مليار دولار عالميًا